بقلم: حسن بكير

إحياءاً للذِّكرى السبعين للنكبة، ورفضاً لنقل السّفارة الأمريكيّة من تل أبيب إلى مدينة القدس، نظِّمت مسيرة في مخيم شاتيلا اليوم الثلاثاء 15/5/2018، انطلقت من ساحة قاعة الشَّعب وجابت المخيم وأطرافه، وانتهت بقراءة سورة الفاتحة عند مثوى شهداء المخيم, ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين وحركة "فتح".

شارك في المسيرة ممثلو الأحزاب، والقوى الوطنية اللبنانية، والفصائل والقوى الإسلامية الفلسطينية؛ وقيادة حركة "فتح" في بيروت، والشُّعب التنظيمية في مخيمات بيروت، والمكاتب الحركية، والإتحادات الطلابية والمرأة؛ وممثلو اللّجان الشَّعبية، وقوى الأمن الوطني الفلسطيني في بيروت؛ وممثلو المؤسسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية؛ وفاعليات ووجهاء وأهالي المخيمات؛ والفرق الكشفية والأشبال والزهرات التابعة لحركة "فتح"؛ ومجموعة الكرامة الكشفية، وكشافة المرشدات الفلسطينية.

قبل بدء المسيرة ألقيت كلمات في ساحة قاعة الشَّعب قدَّمها أمين سر الشُّعبة الرئيسية كاظم حسن. فكانت كلمة للطالبة رشا بهار، جاء فيها: "نحن هنا لسببين أولاً الذكرى السبعون لنكبة فلسطين، تلك النكبة المشؤومة التي قام بها العدو الإسرائيلي باحتلال الأراضي الفلسطينية عام 48، ثانيًا نحن هنا تحدياً لقرار ترامب، قرار سلخ القدس من فلسطين، لتصبح عاصمة أبدية لما تسمى بدولة إسرائيل".

وأضافـت: "نحن كشعب فلسطيني نناشد جميع الدول العربية وغير العربية بالوقف ضد القرار الجائر الذي أعلنه ترامب حرباً علينا جميعاً، فالقدس عاصمة فلسطين الأبدية، وسنقف أمام ترامب وأمام العالم أجمع، رافضين قرار نقل السّفارة الأميركية إلى مدينة القدس، ونطالب بالدعم ليس تحت عنوان الضعف، بل تحت عنوان "التضامن العربي، 70 عاماً من التشرد، 70 عاماً من الذل، 70 عاماً وبلادنا تعاني وتنزف، فإلى متى الصمت والذل"؟.

كلمة الأحزاب الوطنيّة اللُّبنانية ألقاها رئيس حزب الوفاء اللُّبناني الدكتور أحمد علوان جاء فيها: "مهما فعل عرب هذا الزمان؛ القدس ستبقى عربية؛ القدس عاصمة فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى كما قالها الرمز ياسر عرفات، نحن على نهج ياسر عرفات، نحن على نهج عرفات الرمز، من مخيم شاتيلا إلى كل العرب، فليسمع هؤلاء الملوك ألم يكتفوا بما جمعوا من مال ومن قصور، القدس عاصمة فلسطين ستحرر، باعوا فينا ما باعوا، واشتروا فينا ما اشتروا، يتّموا الأولاد ورمّلوا النساء لكن انظروا إلى هذه الأمة العربية الفلسطينية كيف يواجهون العدو الصهيوني بصدورهم العارية. داعياً الفصائل الفلسطينية إلى التَّوحد لمواجهة المخططات الإسرائيلية.

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" ألقاها سمير أبو عفش إذ قال: "في يوم النكبة التي بدأت في مثل هذا اليوم في 15 أيار 1948 ولا زالت مستمرة حتى هذه اللحظة، ومنذ وعد بلفور إلى وعد ترامب وما بينهما، وما تلاه بالأمس من نقل السفارة الأميركية إلى قدسنا إلى عروس عروبتنا إلى عاصمتنا، عاصمة دولة فلسطين الأبدية، نؤكِّد أنَّ مقر السفارة الأمريكية في القدس ما هي إلا بؤرة إستيطانية جديدة تضاف إلى البؤر الأخرى".

وأضاف: "لقد مضى سبعون عاماً على نكبة الشَّعب الفلسطيني، قدَّم خلالها الفلسطينيون آلاف الشُّهداء والجرحى، ولم يتخلوا عن وطنهم، لقد راهن حكام بني صهيون على مقولة "الكبار سيموتون والصغار سينسون"، إن الموت سنة الحياة، صحيح الكبار ماتوا ولكن صغارنا كبروا وها هم يقاتلون هذا العدو الغاشم".

وتابع: "إنَّ المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي على سياج غزة بحق المدنيين الفلسطينيين العزل الذين يحييون يوم النكبة نضعها برسم المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات الدولية، ونضيفها إلى سجل مجازر وجرائم العدو الصهيوني، ونطالب جامعة الدول العربية التحرك لوقف هذه المجازر.

واستطرد أبو عفش قائلاً: "إن ما يتعرض له أهلنا في غزة هو للضغط على القيادة الفلسطينية للتوقيع على صفقة القرن، ولكن موقفنا في حركة "فتحط من هذه الصفقة عبّر عنه رئيس الشعب الفلسطيني وحامي الشرعية والثوابت الرئيس أبو مازن وهو "عدم القبول بما تمليه علينا أمريكا من صفقة، ولن نقبل بها وسيطاً بعد الجريمة التي إرتكبتها بحق القدس؛ لكننا نقبل برعاية أممية لأي عملية سياسية تهدف لإنهاء الإحتلال وتحقيق السلام، ولن نقبل أن نكون سلطة بدون سلطة، ولن نقبل بإحتلال دون كلفة، وسنحافظ على مكتسبات الدولة الفلسطينية".

ولفت أبو عفش "أن انحياز الولايات المتحدة الأمريكية الأعمى إلى جانب إسرائيل جعلها وسيطاً غير شرعي ولن نقبل بها راعية لعملية السّلام، ونطالب برعاية أوروبية بديلاً".

وأكّد أنّ ما تتعرض له القدس من تهويد وتدنيس للمقدسات الإسلامية والمسيحية، واقتحام لباحات المسجد الأقصى ومنع الآذان من قبل قطعان المستوطنين، وما يتعرض له أهلنا في غزة والضفة ومن ابتلاع ومصادرة للأراضي يضعنا كقيادة ومسؤولين أمام مسؤوليات جسام تجاه شعبنا، وبتنا بأمس الحاجة إلى الوحدة الوطنية بين كافة فصائل العمل الوطني، وإنهاء الإنقسام البغيض لمواجهة كل هذه التحديات ولمواجهة هذا المشروع التصفوي لقضيتنا ولوجودنا.

وختم أبو عفش قائلاً: "طال الزمان أم قصر العودة إلى فلسطين حتمية وأكيدة".

#إعلام_حركة_فتح_لبنان