حضر مبتسما" ومتأخراً لمشاركتنا العشاء في رام الله، تناول طعامه بسرعه وغادر مسرعاً بصحبة مجموعة من الشبان الأشاوس، تحدثت إليه فقلت له على الطريقة الفلسطينية (بدري) رد قائلاً (اليوم ما في نوم مشان تناموا) وأضاف (اطمنوا وناموا) في تلك الليلة كانت رام الله وفلسطين على موعد مع العرس الفلسطيني الوطني الشامل الذي يتمثل بإنعقاد المجلس الوطني الفلسطيني .

هو من الرجـــال الذين يعملوا بصمت وإخلاص ويقفوا بكل وفاء مع أخوة لهم خلف الحفاظ على الأمن والأمان الذي تعيشه الضفة الغربية وفلسطين .

طبعاً هو جزء من منظومة تقوم مهمتهـــا على حفظ أمن الوطن والمواطن ومع ذلك لا يمنعهم هذا الدور الكبير والحيوي من التواصل الإنساني مع الأخرين فتجدهم بالإضافة الى عملهم يزوروا هذا وذاك ويطمئنوا على كل التفاصيل المتعلقه بالضيوف أو الزوار للوطن .

أتحدث بكل فخر عن الاخ والصديق أبو يمن وأقول له ولكل الحافظين للعهد دمتم بخير ودمتم للوطن والمواطن .

في تلك الليلة وفي ذلك اليوم وصلت الى رام الله وفود عربية وأجنبية وأعضاء من المجلس الوطني وضيوف على المجلس الوطني .

عدد كبير من المشاركين يتطلب جهد أكبر من المعتاد في دول أخرى ، فنحن في فلسطين نعيش ظروف إستثنائيه دوما" حيث أن الصعوبات لا تتعلق بالتنظيم الفني للأحداث الكبرى وفقط بل هناك صعوبات تتعلق بوصول الأعضاء والضيوف في الوقت المحدد وإستقبالهم بشكل لائق بحيث يبدأ هذا الإستقبال في المملكة الأردنية الهاشمية وعاصمتها الجميلة عمــــان ومن هناك يتم الإنتقال الى فلسطين .

جهد كبير للسفارات جميعاً ولسفارتنا في المملكة الأردنية الهاشمية خصوصاً وجهد كبير للوزارات جميعاً وجهد خاص ومميز لوزارة الشؤون المدنية لضمان مشاركة الجميع وحضور الجميع في الوقت المحدد وطبعا" هناك جهد غير مرئي للأمن الفلسطيني المسؤول عن توفير أفضل أجواء لعقد المؤتمر بدون السماح لأي مغامرات لمن لا يعون اهمية إنعقاد المجلس.

صورة فلسطين دوما" يجب أن تكون بهية ولامعه حيث أن الشعب الفلسطيني يتطلع الى الحرية والسلام والامن والامان ويبقى في هذا المجال دوما" هناك ضرورات للتذكير بأن شعب فلسطين الساعي الى الحرية والسلام والتقدم والامن والأمان هو أكثر من يعي أهمية الحرية والسلام والتحرر لأنه يسعى لها بإعتباره شعب يعيش تحت الإحتلال .

هذا الشعب هو اكثر من يعي أهمية التحرر وأهمية حفظ الامن والامان لأنه الشعب الذي جرب الإحتلال والإنفلات الأمني اللعين الذي عانى منه الجميع فلم يعد في ذلك الزمن المسكن ولا الشارع أمنا" على أحد .

هناك جهود جبارة تُبذل في فلسطين لبناء الوطن وللحفاظ على هيبة المؤسسة ولا يسعنا هنا سوى أن نقف إحتراما" لهذه الجهــــود التي يقف خلفهـــا رجال في عدة مواقع ومناصب وكذلك يجب الإشارة الى الجنود الذين ننحي لهم ولدورهم العظيم بكل تقدير .

كلي ثقة بأن القادم أجمل وبأن السلام سيحل حتما" على أرض السلام .