هز حادث وفاة الطالبة هديل مرزوق (21) عاما، في أميركا، أهالي بلدة الخضر، غرب بيت لحم، التي تنتمي إليها الطالبة.

وعثرت شرطة ولاية فيرمونت الأميركية، على جثة هديل بالقرب من قرية دورست، غارقة في مياه بركة جليدية، بعد أن فقدت أثارها منذ يوم الأحد الماضي.

ورغم ان متحدثا باسم مكتب التحقيقات الجنائية، وفقا لوسائل إعلام أميركية، أكد انه يستبعد ان يكون الحادث مدبرا، إلا ان مصادر محلية في بلدة الخضر، قالت لـ "الحياة الجديدة" انه "عثر على جثة هديل في مياه تحت درجة حرارة 35 درجة تحت الصفر، فهل من المعقول انها ذهبت لتسبح في مثل هذه الأجواء؟".

وقال أحمد صلاح، وهو متحدث باسم فعاليات في البلدة، ان الحركة الوطنية احتسبت هديل، شهيدة للعلم، مشيرا إلى ان الكلمات تعجز عن وصف المأساة التي وقعت، بالنسبة لأهلها وسكان البلدة، الذين انتظروا عودتها، وقد أنهت تعليمها، ولكن بدلا من ذلك يتعين عليهم استقبالها وقد فارقت الحياة.

وأضاف صلاح: "هديل هاوية للتصوير، وتعمل مصورة في طاقم الإنتاج التابع للمؤسسة التي تنتمي لها، هناك من يرجح من زملائها، انها خرجت لالتقاط مجموعة صور في منطقة جليدية جميلة وأثناء جولتها زلقت قدمها ووقعت في بركة الجليد التي لا يرتادها أحد في مثل هذا الوقت، وأثناء عملية البحث عنها بعد ان وجدت سيارتها بالقرب من المنطقة تم ملاحظة فتحة في بركة الجليد ووجدت جثة هديل هناك الأمر الذي سبب حالة من الاستغراب وعم الحزن المنطقة والكلية التي أغلقت أبوابها حدادا عليها". وتابع: "عموما نحن ننتظر نتيجة تشريح الجثة".

وحسب القناة العاشرة لشبكة ABC الأميركية، فان الشرطة الأميركية تلقت بلاغا، يوم الأحد الماضي، بعد مغادرتها منزل العائلة المضيفة لها يوم السبت، بأنها خرجت ولم تعد.

وسيرت شرطة فيرمونت دوريات راجلة حول المنطقة التي تم العثور على سيارتها بها. وأنزلت الشرطة يوم الثلاثاء، روبوت للبحث تحت الماء التي كانت درجة حرارتها 35 درجة تحت الصفر ولكن من دون جدوى.

وترجم موقع (عين على الخضر) على الفيسبوك، بعض ما نشرته وسائل الإعلام الأميركية عن الحادث، ومنها قول صديقتها مليسا ليفايس، إنها حزينة جدا جدا، ومصدومة مما حدث وبأن رحيل هديل: "خسارة كبيرة للغاية لهذه الفتاة الصادقة التي غادرت وطنها وعائلتها من أجل البحث عن العلم ومساعدة الغير". وتقول ليفايس بأنها قابلت هديل في بحث مشترك في متحف عائلة ليفايس للإبداع، وتشير إلى ان هديل كانت محبوبة عند الجميع، وذكية وقائدة حقيقية، وتفخر بأنها من بيت لحم ودائما تقول عن نفسها أنها فلسطينية، رغم أن إسرائيل تحتل أرضها.

وقال ماكسويل ليفايس، وهو أحد أصدقاء هديل إنه تحدث إليها يوم الأربعاء الماضي، ودار حديث بينهما حول أحداث حلب الأخيرة ومعاناة السكان واللاجئين، مضيفا بأنها كانت ذكية للغاية ومبدعة.

وتقول إحدى القاطنات بالقرب من دورست، بأنها شاهدت سيارة هديل مركونة بالقرب من المنطقة ولكنها لم تشك بشيء خاصة وأن الناس يركنون سياراتهم هناك عادة ويذهبون للمشي حول المنطقة.

وأصدر رئيس كلية بيننينغتون ماريكو سيلفر بيانا، جاء فيه: "استطاعت هديل وفي وقت قصير أن تصل لكل واحد منا، صداقتها مع الجميع وعزمها على جعل مجتمعنا أفضل ما يمكن أن يكون مع صديقاتها والمجتمع، ودائما ما كان لها بصمتها الخاصة في أي مكان ذهبت إليه". مضيفا بأنه يعزي كافة الطلبة والهيئة التدريسية للكلية، وأن الكلية ستكرم هديل لأجل ما قامت به لخدمة البسطاء وما قامت به من عمل ميداني في الكلية.

وأصدرت شرطة فيرمونت بيانا قالت فيه بأنها ستشرح الجثة لمعرفة السبب الذي أدى لوفاتها.

بدأت هديل الدراسة في كلية بيننينغتون عام 2014، في تخصص حل النزاعات والعمل العام، وانضمت حديثا لمساعدة اللاجئين السوريين.