دعت حركة "فتح" كادرها التنظيمي إلى محاضرةٍ سياسيةٍ ألقاها أمين سر حركة "فتح" إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة بحضور عضو قيادة الإقليم طالب الصالح، وأمين سر حركة "فتح" في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض، وذلك في قاعة مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيّم البداوي.

وقدّم الحاج رفعت شناعة لمحاور المحاضرة التي تضمّنت ثلاثة عناوين هي :الانقلابُ الحمساوي واستمرارُ الانقسام بإصرار من حركة حماس؛ والمبادرة الفرنسية؛ وإعادة العلاقات بين تركيا واسرائيل، وروسيا وتركيا.

وأشار إلى أن على "حماس" أن تختار ما بين السُّلطة او المقاومة، ولفت إلى أن "حماس" دخلت ضمن مشروع "أوسلو" للاستيلاء على الحكم لأنّ لديها مشروع له امتدادات خارج حدود الوطن مؤكّداً أن الانقسام المستمر منذ ٢٠٠٧ تشارك فيه بلدان عربية وإقليمية ودولية.

كما شدَّد شناعة على أن حركة "فتح" تعاطَت بصدق وأمانة مع موضوع الانقسام من أجل إنهائه وتعالَت على دماء شهدائها وجرحاها، ولفتَ إلى أن العدو الصهيوني هو المستفيد الأول من حالة الانقسام في الساحة الفلسطيني  مؤكّداً "أننا لا نخافُ في صراعنا مع العدو إلا أنّ الذي يرعبنا هو الاقتتال الداخلي".

وأشار الى وجود أزمات في عملية الحوار بين "فتح" وحماس" معلّقاً "كُلما فككنا عقدةً ظهرت في الافق عدة عقبات"، وأكّد أن 57% من موازنة السلطة تُعطى لقطاع غزة في مجالات الصحة والموظفين والخدمات والتعليم، منوّهاً إلى أن حركة "فتح" هي العقبة في وجه المشروع الصهيوني للسيطرة على كل فلسطين.

وتطرّق الى التقارب التركي الروسي بعد أن كانت تركيا رافضةً للاعتذار عن إسقاط الطائرة الروسية، وأضاف "اليوم نجدُ تحوّلاً باتجاه تقاربٍ تركي إسرائيلي وتقارب روسي تركي واتفاقاتٍ أمنية واقتصادية وسياسية، والأخطر هو الرؤية المشتركة لهذه الأطراف فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية".

ثم عرضَ للمبادرة الفرنسية التي جاءت لتكشف من جديد غطرسة وتعالي العدو الصهيوني الذي لم يلتزم بأيٍّ من الاتفاقات الدولية، ولتؤكّد أهمية وجود مرجعية دولية لأي مفاوضات بين الجانبَين الفلسطيني والإسرائيلي، وتابع "رغم ضآلة ما كان مرجواً من هذه المبادرة إلا أنَّ إسرائيل حاولت بكل الوسائل إجهاضها وعدم إنجاحها... ونحن لم نرفضُ المبادرة الفرنسية لا بل تمسَّكنا بها من أجل إعادة قضيتنا الفلسطينية إلى الواجهة الدولية وقدّمنا ملاحظات عدة"، مؤكّداً أن القيادة الفلسطينية ولم ولن تفرّط بحبّة تراب من فلسطين.

وختم الحاج رفعت شناعة محاضرته بالتأكيد على أنّ حركة "فتح" مصرّةٌ على إتمام المصالحة وتمتين الوحدة الداخلية مستغرباً سياسة نأي الفصائل بأنفسهم بين "فتح" و"حماس" وكأنهم ليسوا جزءًا مِن المشروع الوطني الفلسطيني في حين أنهم يعلمون يقينًا أن حماس ومَن يدعمها هم مَن يقفون في وجه إتمام المصالحة واستمرار الانقسام في الساحة الفلسطينية.