احياءً لذكرى الثامنة والستين لنكبة فلسطين والذكرى التاسعة لنكبة مخيم نهر البارد نظّمت حركة "فتح" في منطقة الشمال مهرجاناً جماهيرياً  في قاعة مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات اليوم الأحد 22\5\2016.

وحضر المهرجان ممثلو الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية وقوى وأحزاب وطنية لبنانية وهيئات وروابط ومؤسسات وفعاليات وجماهير من منطقة الشمال.

كلمة حركة التوحيد الاسلامي مسؤولها فضيلة الشيخ بلال شعبان الذي رأى بأن النكبة لم تكن وليدة احتلال الصهاينة لأرض فلسطين وإنما كانت نتيجة التآمر والتواطؤ العربي إبان وعد بلفور والهجرات اليهودية الى ارض فلسطين .

وأضاف "توالت النكبات بعد النكبة الكبرى لشعب فلسطين في العام 1948 لتصبح نكبتنا بقيادتنا السياسية ومشايخنا عندما يحاول هؤلاء إظهار بأن العدو موجود داخل المدينة الواحدة والقرية الواحدة والمخيم الواحد مبعدين البوصلة والبندقية عن مواجهة العدو الاصيل المحتل للارض والمدني للمسجد الأقصى المبارك.

هناك عناوين أساسية من كتاب الله بأنه لن يرضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتّبع ملّتهم، ونحن نرى الاقتتال داخل الصف الاسلامي الواحد بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، فهل قاتل الرسول صحابته؟! وهل تقاتل الصحابة فيما بينهم؟! كل ما يحصل في الوطن العربي إنما يهدف الى حرف البوصلة عن العدو الحقيقي، وحكامنا يريدون الحفاظ على كراسيهم، فإن كنتَ تحب الارض ففلسطين أطهر أرض، وان كنت مسيحياً ففلسطين ارض ميلاد المسيح، وان كنت مسلماً ففلسطين اولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبي محمد عليه الصلاة والسلام فتعالوا جميعًا مسلمين ومسيحيين وقوميين ووطنيين لنكون في خندق واحد من اجل طرد العدو الذي احتلَّ فلسطين".

ثم كانت أبيات شعرية من وحي المناسبة للشاعر رياض عبيد .

ثم أُعطيت الكلمة لرئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني سابقاً ومستشار الرئيس ميقاتي السياسي الدكتور خلدون الشريف الذي قال: "النكبة الكبرى التي حصلت في العام 1948 بحق الشعب الفلسطيني لحقتها نكبات والنكبة الاكبر هي حين لا تعود الحماسة موجودة من اجل استعادة القدس، قد يكون من الصعب أن نسترد المكانة التي كانت تحظى بها القضية الفلسطينية، ولكن يمكننا ان نبقى ثابتين على الثوابت دون تفريط او تنازل او تضييع، لأن القدس لنا وفلسطين كلها لنا وكل الاتفاقيات السياسية لن تعطينا شيئاً، ولا بد ان الكرامة ستجعلنا نستعيد فلسطين والاقصى، لأن لا مآوى لنا الا فلسطين، ولا يجوز التخلي عنها وعن قضيتها، ولا يجوز أن نخضع لخلافات ولتباينات قد تكون سبباً لابعادنا عن فلسطين وعن القدس .

ويجب ان نقف صفاً واحداً في وجه العدو الصهيوني لدحره وطرده من الارض التي بارك الله حولها" .

وبعدها كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرها في الشمال ابو جهاد فياض حيث قال: "ثمانية وستون عاماً مضت من عمر النكبة وما زال شعبنا مصرًّا على بلوغ الأهداف الوطنية في الحرية والاستقلال والعودة الى ارض الآباء والاجداد التي طُرِدوا منها قسراً بفعل مؤامرة دولية وتواطؤ رسمي عربي".

وأضاف "ما أصاب شعبنا  الفلسطيني هو بسبب غياب العدالة الدولية، وعجزِ المجتمع الدولي والدول العربية والاسلامية عن مساعدة شعبنا لنيل حقوقه التي أقرَّتها الشرعية الدولية.

وبعد مرور ثمانية وستين عاماً على نكبة شعبنا بكل ما فيها من مجازر ومآسٍ، ومذابح، وحصارات، وحروب فإن الشعب الفلسطيني لم يحصل على أي حق من حقوقه الوطنية، وخاصة إزالة الاحتلال عن ارضنا المباركة  وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين استناداً إلى القرار 194".

وأشار الى إنَّ حركة "فتح" التي شكَّلت العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات، وما زالت تتحمَّل أعباء المشروع الوطني الفلسطيني، تؤكّد لشعبنا حرصها على الثوابت الوطنية، وتمسُّكها بالأهداف والمبادئ التي انطلقت من أجلها.

ونوّه إلى أن أسرانا البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني يتعرّضون الى أبشع وأقسى ظروف الاعتقال والتعذيب ومنع الزيارات وللأسف الشديد فإنّ المؤسسسات الدولية لحقوق الانسان لا تولي اهتماماً لاعتقال أكثر من  7000 أسير من أبنائنا منهم المرضى والنساء والأطفال ومئات الحالات من الاعتقال والحجز الاداري وغيرها من الاجراءات التعسفية التي لا تراعي المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان.

واشار فياض الى إنَّ من صنعَ الانقسام، ويصرُّ عليه في الساحة الفلسطينية إنما يقدِّم خدمةً للعدو الصهيوني، ويسهم في إغراق الساحة الفلسطينية بالأزمات الداخلية، والتناقضات السياسية، وتدمير كافة المحاولات الرامية إلى توحيد الصف الفلسطيني. وأردف "على اثر تصريحات محمود الزهار المسيئة للقائد الشهيد ياسر عرفات ولنضال الشعب الفلسطيني وشهدائه، فإننا نؤكد أن الرمز ياسر عرفات الذي فجّر الثورة وقاد معركة الكرامة وصمد في بيروت وفي المقاطعة في رام الله بعد انتفاضة الاقصى العام 2000 ليس بحاجة الى شهادة من الزهار ولا من أمثاله، وعلى حركة حماس أن تعتذر عن هذا الكلام المسيء والخارج عن الآداب والأخلاق الفلسطينية، والا فإننا نعدُّه خنجراً مسموماً في خاصرة المصالحة وخطوة لإدامة عمر الانقسام في الساحة الفلسطينية" .

واضاف "لقد مرّت  تسع سنوات وما زال جرح  اهلنا في مخيم البارد ينزف، وهم الذين وقعوا ضحية لأعمال ارهاب عصابة العبسي التي اختطفت المخيم من أهله .وإن سياسة إدارة الاونروا الجائرة والتعسُّفية التي ألغت خطة الطوارئ لأهلنا في مخيم البارد بحجة عدم توفر الأموال وهذا عجزٌ من إدارات الأونروا المتعاقبة التي أدّت الى التأخير بإعادة الاعمار للمخيم القديم حيث لم يتم بناء سوى 45% منه خلال السنوات التسع الماضية.