تسود حالة من الصدمة صفوف قادة الجيش الإسرائيلي منذ الإعلان عن صفقة نتنياهو-ليبرمان والتي تقضي بتعيين الأخير بمنصب وزير الجيش خلفاً ليعلون، حيث يرون فيه كآخر من يصلح لإدارة وزارة مهمة جدًا كوزارة الجيش.

وبحسب ما كتبه المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل فالصدمة في صفوف الأمن الإسرائيلي كانت كبيرة كصدمة وزير الجيش نفسه "موشي يعلون" الذي لم يتوقع يومًا أن يتخلى عنه "نتنياهو" بهذا الشكل المهين.

وقال "هرئيل" إن سبب كل هذه الصدمة مرده إلى مواقف ليبرمان الهجومية تجاه قادة الجيش منذ فترة وأنه لا يصلح ليكون على رأس الهرم العسكري في "إسرائيل"، حيث لم يأت من الجيش بدايةً، وكذلك يفتقد للقدرة على استيعاب الآخرين ثانيًا.

وشبه "هرئيل" تعيين ليبرمان بهذا المنصب كفوز "دونالد ترامب" بمنصب رئاسة الولايات المتحدة، ووقع هكذا فوز على الأمن الأمريكي وأذرعه المختلفة، وكذلك وقعه على الدول الخارجية.

وعلى الرغم من تصريحاته الحربية المستمرة إزاء الفلسطينيين وغزة وحماس، إلا أن "هرئيل" يعتقد أن منصبه الجديد سيفرض عليه طريقة تعامل مختلفة أكثر من تلك التي ارتاح عليها وهو في صفوف المعارضة.

كما جاء العرض في ظل سجال حاد بينه وبين "نتنياهو" حول تسريبات مسودة الحرب على القطاع، حيث جرى اتهام ليبرمان بتسريب فحواها للإعلام، وذلك بهدف الكسب السياسي فيما هدد ليبرمان بمقاضاة القناة العاشرة بعد نشرها نبأ قيامه بتسريب المسودة.

وهناك سبب آخر لقلق الأمن الإسرائيلي من تعيين ليبرمان بهكذا منصب حساس، ألا وهو طريقة تعاطيه مع الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية على وجه الخصوص التي تعامل معها ليبرمان كجسم متخلف سياسيًا، في حين هدد بتصفية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إذا لم يعد "جثث جنوده" في غزة.

ويعتبر هذا الخط بعيدًا كل البعد عن الخط الذي انتهجه يعلون وقيادة الجيش التي ترى في التنسيق الأمني مع السلطة مصلحة إسرائيلية، وكأحد العوامل الرئيسية لضعف موجة العمليات الأخيرة، في حين لا يعرف كيفية تعامل ليبرمان مع ظروف مشابهة.

ووافق زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" أفيجدور ليبرمان، أمس الأربعاء، على عرض نتنياهو بشغل منصب وزير الجيش مكان موشي يعلون وفق ما أوردته صحيفة "يديعوت احرونوت".