قرابة تسع سنوات مرت على الانقسام الذي نفذته حماس في الرابع عشر من حزيران 2007، لكنه فشل فشلا ذريعا في اكتساب اي غطاء وطني أو سياسي أو اخلاقي او ديني، وظل عاريا لا يستر عوراته اي شيء، مدان فلسطينيا على كل المستويات، رغم كثرة اللاعبين الاقليميين الذين نفخوا في ناره السوداء بأشكال عديدة وأولهم واخطرهم على الاطلاق هي اسرائيل التي فكرت في صنعه اول مرة في عام 1985 حين طلبت الحكومة الاسرائيلية آنذاك من العديد من مراكز الابحاث عندها ان يضعوا تصوراتهم عن مستقبل قطاع غزة خارج المسار الفلسطيني عبر مآزقه المتراكمة، وكان الاخوان المسلمون في ذلك الوقت في طور المجمع الاسلامي لأن حماس لم تكن قد نشأت بعد، وكان التصور الغالب هو تسليم قطاع غزة لهم، وكان تقريرهم ان الوضع سيسوء الى حد الاستحالة، أو ان انفجار قطاع غزة سيحدث في سيناء، هذا ما كان مقدر ان يحدث لولا أن الجيش المصري العظيم حارس مصر التاريخي الأمين تدخل في اللحظة والحاسمة وتخلص من الاخوان المسلمين ومؤامراتهم وظلت مصر كما عهدناها هي المحروسة بعناية الله وبطولة شعبها وجيشها، وظل مأزق الانقسام قائما كالنار التي تأكل نفسها حتى يومنا هذا.

لكن الانقسام الذي فشل في الحصول على اي غطاء وطني أو سياسي أو اخلاقي أو ديني، استطاع ان ينتج اعراضا لأمراض جانبية خبيثة من بينها ما تعرضت له شخصيا منذ ايام حين نشرت صحيفة الرسالة على صفحتها الاولى تصريحات منسوبة لي في مقابلة من الوهم، فلم يكن هناك مقابلة كنت معترض على طريقة حماس في اثارة موضوعات تهرب اليها للتغطية على فظاعاتها السياسية والسلوكية الاخرى التي اوصلت قطاع غزة الى هذه الحال.

هناك كثير من الاعراض الجانبية لهذا الانقسام الفاشل الذي لن يكتسب شرعية بل سيزيد انكشافا مع كل تقدم الى الامام ينجزه شعبنا الفلسطيني في مسيرته العظيمة نحو حقوقه وفي طليعتها انهاء هذا الاحتلال وقيام دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.