بقلم: محمد الصالح | تصوير: فادي عناني

نظَّمت جامعة الجنان فرع صيدا ندوة بعنوان الاعلام والامن الاجتماعي حاضر فيها أمين سر حركة فتح إقليم لبنان ومسؤول مفوضية الاعلام والثقافة لبنان الحاج رفعت شناعة عن الصورة الامنية للمخيمات الفلسطينية في وسائل الاعلام اللبنانية، اليوم السبت 23\4\2016.

وشارك في الندوة التي أدارها مدير كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية - الفرع الأول د.مصطفى متبولي كلٌّ من نقيب المحررين الاستاذ الياس عون، وعميد كلية الاعلام في جامعة الجنان د.غادة صبيح، والباحث في الشؤون الإعلامية د.علي رمال، والأستاذة المحاضرة في كلية التربية في جامعة الجنان د.رنا بخيت.

وتقدم الحضور أعضاء قيادة حركة "فتح" اقليم لبنان الاخوة حسين فياض، د.محمد داوود، طالب الصالح، منعم عوض، د.رياض ابو العينين، وعضو قيادة منطقة صيدا لحركة "فتح" الاستاذ زيد فاعور، وأمين سر حركة "فتح" شعبة صيدا الحاج مصطفى اللحام، ومسؤول دائرة الاعلام والعلاقات في الامن الوطني في لبنان عصام الحلبي، وكوادر حركة "فتح" في منطقة صيدا.

بداية تحدث الحاج رفعت شناعة عن بداية تأسيس المخيمات في كل المناطق اللبنانية التي وصل اليها اللاجئون الفلسطينيون حاملين معهم مآسيهم وذكرياتهم الدامية وغياب الامن، وعرضَ للوضع السياسي  في المخيمات، وأكد انها عاشت وعايشت مختلف مراحل الصراع وأوجهها العسكرية العدوانية براً وبحرًا وجوًا، وهي ايضاً التي شهدت المجازر والاحداث المؤلمة والخلافات الحزبية.

ثم تطرّق الحاج رفعت شناعة للاوضاع الديمغرافية للمخيمات، وأشار إلى أن مَن يتابع اوضاع المخيمات وجغرافيتها وتركيبتها يجد انها متباينة في وضعيتها الجغرافية والسكانية وفي القدرة على ضبطها امنياً بسبب التداخلات الحاصلة مع الجوار اللبناني، لافتاً إلى ان هذا في الواقع ما يثير المخاوف والمحاذير الامنية لأن القدرة على منع الاختراقات الامنية في بعض هذه المخيمات او الدخول اليها عملية شاقة وتحتاج الى جهود كبيرة. وأضاف "هذا الجانب تحديدًا وفي مثل هذه المخيمات تتم فيه المعالجة المباشرة من قِبَل قيادة الجيش اللبناني فهي التي تضع الحواجز على مداخل المخيمات ونقاط المراقبة عند كل مدخل او معبر ثانوي يصل الى داخل المخيم ويستخدَم من قبل المشاة بسهولة والفصائل بدورها تضع حواجز داخل حدود المخيم وتقوم اجهزتها بالمراقبة الا ان ما يجب ذكره في هذا الصدد هو التالي :

اولا: ان هناك مخيمات فلسطينية شكّلتها جنسيات متعددة مثل مخيم شاتيلا حيث أن ما يزيد عن نصف السكان هم من اللبنانيين والسوريين والمصريين، وكذلك مخيم برج البراجنة تقيم فيه بعض العائلات اللبنانية والسورية وفي مخيم البداوي ايضاً هناك عائلات لبنانية وسورية وكردية .

ثانيا: ان مثل هذه المخيمات وغيرها مفتوحة على الجوار اللبناني وهناك تداخل لذا فإمكانية فصل المخيم عن جواره معقّدة.  أمّا مخيم عين الحلوة والذي اتّسعت احياؤه من جهة في منطقة البركسات حيث اصبحت على تماس مع منطقة الفيلات ومن الجهة الشمالية اصبح على تماس مع منطقة التعمير والطوارئ والتي يقيم فيها عدد كبير من الأسر الفلسطينية ومن الجهة الغربية وصل الى حدود سكة الحديد ومساحته اقل من واحد ونصف كيلومتر مربع لذلك فهو اشبه بعلبة السردين بسبب الاكتظاظ الشديد، والواضح ان مخيم عين الحلوة هو المخيم الاضخم وهو الذي يشهد باستمرار حراكاً سياسياً وشعبياً ومخاطرَ امنية وتباينات تنظيمية تجاه العديد من القضايا الاساسية المطروحة، فالعيون الصحافية والرقابة الامنية والتواصل بين القوى والجهات اللبنانية والفلسطينية يتمحور غالباً حول مخيم عين الحلوة نظرًا لمكانته واهميته السياسية وحساسية اوضاعه الداخلية وللدور المركزي المطلوب منه في لبنان خاصة، ولأن ما يشهده مخيم عين الحلوة من تطورات ينعكس فورًا على مدينة صيدا وهذا ما يفسّر طبعاً التحرك السريع لكافة القوى اللبنانية باتجاه القيادة الفلسطينية عند حدوث اي انفجار امني من اجل محاصرته وتهدئة الامور لأن شظايا اي تطورات امنية او عسكرية ستطال مدينة صيدا".

ولفت الحاج رفعت شناعة لكيفية تعاطي الاعلام اللبناني مع واقع المخيمات الامني في لبنان، ونوّه إلى ان الوسائل الاعلامية المرئية والمكتوبة والمسموعة في لبنان هي في واقع الامر تلتزم بتوجيهات وتعليمات الجهات الحزبية التي تنتمي اليها وترتبط بها وتنفّذ سياساتها على كل الاصعدة، وان كان هناك تفاوت بين اداء هذه الوسيلة الاعلامية او تلك، موضحاً "ولذلك نجد أن ردود الفعل الاعلامية اللبنانية ليست موحَّدة، واحيانا ليست مهنية، ومنها من يلجأ الى المصطلحات والمفردات النارية من اجل الاثارة ورفع وتيرة التوتر وطرح التساؤلات والاجتهادات والتأويلات التي عادة ما تزيد الامور تعقيدًا وغموضًا وتجعل الاهالي يعيشون على اعصابهم، ولأننا جميع ندرك مدى سطوة الاعلام على الرأي العام وخاصة على الاماكن المكتظة بالسكان التي يسهل فيها تناقل الاخبار فإن المخيمات تصبح هي الضحية في حال انتشار الاخبار والروايات مع شيء من التضخيم والتهويل وفي مثل هذه الاوضاع تنشط الجهات المشبوهة واعضاء الطابور الخامس بنشر الاشاعات المغرِضة وصب زيت الحقد على نار الفتنة، فالبعض يرى في الحدث الامني مادة دسمة تصب في صالح مشروعه السياسي او الحزبي ويجدها فرصة للنيل من كرامة هذه الجهة او تلك".

وختاماً، عرض الحاج رفعت شناعة بعض ما تداولته بعض الصحف اللبنانية لجهة التعامل مع الاحداث الامنية في مخيم عين الحلوة مشيراً إلى أن بعضها تعاملت مع الاوضاع بسلبية وعمدت الى تضخيم الامور في حين تعاملت أخرى مع الاحداث بموضوعية وشفافية تامة.