لبّت جماهير  مخيم نهر البارد دعوة الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والحراكات الشعبية الى الاعتصام أمام مقر اللجنة الأهلية في مخيم نهر البارد اليوم الخميس ٤\٢\٢٠١٦.

وتقدّم الحضور اللجنة الفصائلية المكلّفة بمتابعة ملف تقليصات الأونروا وممثلو الفصائل الفلسطينية وجماهير من مخيمات الشمال.

بدايةً كانت كلمة لأمين سر اللجنة الشعبية في مخيم نهر البارد جمال ابو علي حيث تساءل "ما هو سبب تدمير مخيم نهر البارد وتهجير اهله في حرب لا ناقة لهم بها ولا جمل،  هل لانه كان يمثل رمزية اللجوء للشعب الفلسطيني في لبنان او لأنه كان يشكل خزان الثورة والرافد الاساسي لها؟!".

وأضاف "ما اجراءات الأونروا الاخيرة وقبلها إلغاء برنامج الطوارئ بشكل كامل الا سياسة قذرة تهدف الى شطب حق عودة اللاجئين الى ديارهم، ومن نهر البارد نعلن التصدي لهذه الهجمة الشرسة، وعلى القيادة ان تقف في المقدمة لنطالب برحيل المدير العام للأنروا في لبنان لاننا لا نريد مسؤولاً دولياً ينفّذ سياسة صهيونية" .

ووجّه ابو علي الشكر للرئيس ابو مازن الذي وعد بأن يدفع مبلغ ١٥٠ دولار بدل ايجار لابناء مخيم البارد .

وتطرق الى تأخُّر الاعمار متخوّفا من ان تكون هناك نية لعدم استكمال اعمار المخيم القديم، واضاف متسائلاً "اين ذهبت الاموال؟! وما هو مصير ٣٥٤ مليون دولار؟ هذا السؤال برسم كل المعنيين بملف البارد "، مطالباً بتعويضات لأهالي المخيم الجديد الذين حصلوا على فتات من  هبات بعض الدول الاوروبية متسائلاً كذلك عن مصير اموال الهبة الكويتية ومؤكّداً ان من حق كل ابناء شعبنا اخذ التعويضات في المخيم الجديد .

ثم كانت كلمة للجنة الفصائلية ألقاها عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف جاء فيها: "نقف اليوم في اعتصامنا مع اهلنا في مخيم نهر البارد، وهو الاول للجنة ادارة الازمة ضد قرارات الاونروا خارج العاصمة بيروت، وقد اخترنا نهر البارد عمداً ليكون اول اعتصام لنبعث رسالتين .

الاولى  لكم، أهل المخيم، بأنكم على سلم اولويات اهتمام القيادة السياسية الفلسطينية الوطنية والاسلامية، صحيح اننا نطالب ادارة الأونروا بالتراجع عن قرارات تقليص خدماتها وآخرها الصحية والاستشفائية، ولكن هموم نهر البارد ومعاناة اهله من اعادة الاعمار الى اعادة العمل ببرنامج الطوارئ الى دفع بدلات الايواء كلها في صلب مطالبنا، ولم يخل اي لقاء فردي او جماعي بين مسؤولين الا كانت ثالثهما.

والثانية الى ادارة الأونروا، من هنا، من مخيم نهر البارد بما يجسّد كعنوان لحق العودة الى فلسطين نعلن رفضنا للتوطين او التهجير وبما يرمز بإعادة اعماره والاسراع بعودة اهله اليه من الحفاظ على المخيمات الفلسطينية لأنها هويتنا النضالية وبأننا ماضون بالدفاع عن حقوقنا المشروعة وعلى بقاء الأونروا كشاهد حي على نكبتنا" .

واضاف "نحن على قناعة تامة ان الازمة مع ادارة الأونروا ليست مادية فقط، وانما هناك اهداف سياسية لتصفية القضية الفلسطينية وشطب حق العودة من خلال الغاء هذه المؤسسة الدولية وتيئيس الشعب الفلسطيني ودفعه الى الهجرة .

لذلك يجب ان نصمد ونصبر ونقاوم كل الضغوطات وسياسة التقليص وان نتمسّك بالأونروا كشاهد حي على قضيتنا السياسية وحق العودة وعلى المجتمع الدولي ان يؤمن الاموال اللازمة ."

وأكّد أن ما نقوم به من حراك احتجاجي هو مشروع لتحسين اوضاع اللاجين في لبنان بدءاً بالاسراع بإعادة إعمار مخيم نهر البارد، ووقف مأساة تهجير اهله الى اعادة العمل ببرنامج الطوارئ الى التراجع عن النظام الاستشفائي وتحسين الخدمات الاغاثية والتربوية مؤكّداً أن ذلك "حق لنا لأننا نرفض الموت على ابواب المستشفيات" .

وختم مطالباً بالمحافظة على وحدة الموقف الفلسطيني، ومنع محاولات شقه، وتحصينه نحو المزيد من الالفة والمحبة داعياً لتصعيد وتيرة الاحتجاجات الاسبوعية مشدّداً على أن المفوض العام وادارته في لبنان عليهم ان يفهموا رسالتنا جيداً بأننا شعب واحد موحّد".