بيان صادر عن قيادة حركة فتح في لبنان

"يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات"

اليوم الاربعاء مساءً سيستمع قادة العالم للخطاب السياسي الذي سيلقيه رئيس دولة فلسطين الأخ أبو مازن في الجمعية العمومية وهو يتسلَّحُ بعدالة القضية الفلسطينية، وبإرادة شعبه التي لا تلين، وبمسيرته الوطنية والكفاحية، ويستقوي بالثورة الفلسطينية التي انطلقت العام 1965، ولم تزل رايتها مرفوعة بفضل تضحيات قوافل الشهداء، وصمود أسرانا الأبطال بوجه جلادي حكومة نتنياهو النازيين.

اليوم سيضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس العالم بأسره أمام مسؤولياته، بكل قادته ومؤسساته، وهيئاته الإنسانية والحقوقية، وسيخاطب من يحمي الشرعية الدولية بلغة واضحة وحاسمة ليس فيها مواربة بأنَّ الشعب الفلسطيني ضاق ذرعاً بالإرهاب الرسمي المنظم، والعنصرية القاتلة والمدمّرة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا في الاراضي الفلسطينية، والتي هي في الواقع حرب إبادة بشرية، وحرب إقتلاع شعب من أرضه التاريخية.

اليوم سيواجه الرئيس أبو مازن قادة العالم، وأصحاب القرار، وسادة القرار في مجلس الأمن، سيواجههم بالحقيقة المرة التي لا يريدون سماعها، لأنهم بعدم إنصافهم لشعبنا، والتهرب من مسؤولياتهم السياسية، والقانونية، والانسانية، والاخلاقية قد أسهموا في تعميق معاناتنا، وتجذير آلامنا، واستنزاف دماء جرحانا، وتغييب حقوقنا السياسية الوطنية والتاريخية، والاعتراض على كافة القرارات المقدمة إلى مجلس الأمن المعنية بإزالة الاحتلال، واقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونيل استقلالنا أسوة بكل دول العالم التي تحررت من الاستعمار باستثناء الشعب الفلسطيني الذي قُسّمت أرضه التاريخية لمصالح الكيان الإسرائيلي، وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه، وما زال لاجئاً مشتتاً.

اليوم سيادة رئيس دولة فلسطين سيذكّر العالم ودوله الكبرى، والدول الصديقة بأن إتفاق أوسلو تمَّ تدميره من قبل الاحتلال الاسرائيلي، ومعه تم تدمير عملية السلام، وبذلك غاب حل الدولتين، ولم يبق على الارض إلاّ الاحتلال العنصري، وجرائم القتل اليومية، والاعتداءات اليوم على الأقصى والمقدسات وتزايد الاستيطان والتهويد على مدار الساعة دون رادع. وبالتالي فإن الشعب الفلسطيني وقيادته يرفضان هذا العدوان المتواصل على سيادة الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، واستقلاله، ولن ترضى القيادة بغير إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

إنَّ الشعب الفلسطيني يحترم عملية السلام لكنه في الوقت نفسه مصمم على تصعيد مقاومته ضد الاحتلال، ومستعد لتقديم التضحيات للحفاظ على إنجازاته الوطنية والسياسية والقانونية عندما يقف العالمُ متفرجاً على ما يرتكبه نتنياهو وحكومته من جرائم بحق شعبنا.

في هذا اليوم سيرتفع العلم الفلسطيني على مؤسسات الامم المتحدة رغم أنف الاحتلال الإسرائيلي، في رسالة واضحة بأننا دولة تحت الاحتلال، ونحن على استعداد لإعادة النظر في الكثير من الاتفاقات التي تم عقدها مع الجانب الإسرائيلي من جراء اتفاق أوسلو. وأن المجلس المركزي واللجنة التنفيذية، والمجلس الوطني القادم ستفاجئ العالم بقرارات حاسمة تتعلق بالواقع الفلسطيني الحالي، والتمسك بتحقيق طموحات شعبنا في الاستقلال والحرية أسوة بباقي شعوب العالم.

في هذا اليوم التاريخي فإننا في قيادة حركة فتح بكافة أُطرها وجمهورها في لبنان نؤكد مبايعتنا لسيادة الرئيس أبو مازن المؤتمن على ثوابت الرمز ياسر عرفات، ونؤكد إلتفافنا حول قيادته الحكيمة، وقراراته الجريئة، وجهوده الوطنية والسياسية والدبلوماسية، والقانونية.

ونحن على ثقة بأن الرئيس أبو مازن يمتلك الجرأة والشجاعة والوعي السياسي لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا.

المسيرة طويلة وشاقة، لكننا سنواصل كفاحنا الوطني تحت قيادة الرئيس أبو مازن ومعه قيادة حركة فتح الحريصة على الوحدة الوطنية، وعلى إزالة الاحتلال، وعلى تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني.

وإنها لثورة حتى النصر

قيادة حركة فتح – لبنان

30/9/2015