فتح ميديا- لبنان/ لا شكَّ أن الأمن الاجتماعي حاجة ملحِّة لقيام أي مجتمع وضمان استمراريته واستقراره. ومن هنا فإن القوَّة الأمنية في المخيمات الفلسطينية في لبنان تولي الأمن الاجتماعي أهميةً قصوى، وتؤدي دوراً فاعلاً على صعيد الحفاظ على استقرار وأمان المجتمع الفلسطيني. وللاطلاع على دور هذه القوَّة وآلية عملها والصعوبات التي تواجهها، كان لنا هذا اللقاء مع قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب.

ممن تتألف القوَّة الأمنية في المخيمات الفلسطينية في لبنان؟ وما هي مرجعيتها؟

تعدُّ القوَّة الأمنية بمثابة الأداة التفيذية للجان الشعبية وقيادة الفصائل الفلسطينية، وهي تتألَّف من قوات الأمن الوطني الفلسطيني، وفصائل "م.ت.ف"، وقوى التحالف والقوى الإسلامية. ورغم أنَّ لكل مخيمٍ خصوصيته من حيثُ تولِّي جهة معينة مسؤولية القوَّة الأمنية فيه، فإنَّ جميع هذه القوى تعمل تحت إطار "م.ت.ف" وقوات الأمن الوطني الفلسطيني.

وتمتلك القوَّة الأمنية الغطاء السياسي من كافة الفصائل الفلسطينية. كما أنها تحظى باحترام وتقدير الفعاليات الاجتماعية والدولة اللبنانية نظراً لأهمية الدور المركزي الذي نؤديه من أجل حماية الأمن الاجتماعي ووقف حالة التدهور السلوكي التي تهدِّد كافة المجتمعات.

ما هي أبرز مهام القوَّة الأمنية، وما هو تقييمكم لأدائها؟

تؤدي القوَّة الأمنية دوراً شديد الأهمية على صعيد المحافظة على الأمن الاجتماعي. ونحن نراهن على دورها في متابعة مختلف القضايا التي تتعلَّق بكل الحالات الجنائية، حيثُ أنَّها  تقوم بدورها الأولي في التعرُّف على حقيقة هذه المشكلات، ثمَّ تأخذ قرارها بتسليم المتهمين للدولة اللبنانية كي يأخذَ القانون مجراه. وبالطبع فهناك توافق بين القوَّة الأمنية وأجهزة الدولة اللبنانية على هذا الدور، وعلى مختلف الإجراءات بما يضمن سيادة الدولة اللبنانية والأمن الاجتماعي للمخيمات. فالقوة الأمنية ليست بديلاً عن أي قوة سياسية أو أي جهاز أمني لبناني.

وقد أثبتت هذه القوَّة في أكثر من مرة قدرتها على حلِّ العديد من الإشكاليات. ففي مخيم برج البراجنة في بيروت، تمكَّنت القوَّة الأمنية من ضبط الأوضاع بعد أن كان التفلُّت الأمني منتشراً، وأدَّت دوراً غايةً في الأهمية وذلك بشهادة الأهالي، وكذلك الأمر بالنسبة لمخيمَي الرشيدية والبرج الشمالي. وحتى أنَّه في برج البراجنة قام أكثر من 60 شخصاً بتسليم أنفسهم. إضافةً إلى ذلك، فمنذ حوالي سنة ونصف، تمَّ تعزيز هذ القوَّة وبالنتيجة فقد انخفضت نسبة الجرائم بمعدل 70% إلى 80%.

كيف تصف تعاطي مختلف الفصائل مع بعضها ضمن القوَّة الأمنية؟

هناك تعاون تام وتنسيق كامل بين جميع الفصائل، لأن مصلحة المخيَّم هي فوق كل المصالح الفئوية، ونحن نلتقي مع جميع الفصائل على الخطوط العريضة الهادفة لخدمة أبناء شعبنا، ونعمل معها بجدية لمواجهة جميع الإشكالات والحالات التي تصادفنا وخاصةً الحالات الشابَّة.

هل هناك أيَّة صعوبات تواجه القوَّة في تأدية عملها؟ وما هي الإجراءات التي تتخذونها حالياً في ظل حدوث بعض التوترات مؤخَّراً وخاصةً في عين الحلوة؟

بسبب فرض القوَّة الأمنية لنفسها بقوة على الأرض فهذالم يُعجِب الجميع، وخاصةً بعض الأطراف الذين لا مصلحة لهم في وجود قوَّة أمنية، وليس من أولوياتهم أن يكون هناك اطمئنان واستقرار في المجتمع الفلسطيني لكونهم متضررين من تثبيت الأمن، أو يبحثون عن مصالحهم الشخصية. كذلك فالمخيمات عموماً، ومخيم عين الحلوة على وجه الخصوص، هي محط استهداف بتكوينها كمخيمات لكونها تشكِّل رمزيةً خاصةً تتمثَّل برفع راية العودة.

وحالياً وبسبب نزوح الفلسطينيين من سوريا إلى المخيمات، فإن الضغط السكاني يولِّد أحياناً بعض الإشكالات، ونحن نعمل بجهد كبير على ضبط الوضع، كما نعمل كقوى أمن وطني على توفير الخدمات للنازحين وتوفير بعض المساعدات المادية والعينية لهم. كذلك نقوم باجتماعات متواصلة على صعيد مخيمات لبنان وخاصةً في مخيم عين الحلوة، لتباحث كافة المستجدات والعمل السريع على حل أي إشكال يحدث.

من جهة ثانية، فنحن حريصون دائماً على إعادة تقييم تجربة القوَّة الأمنية واتخاذ الاجراءات التي تعزِّز وجودها وتقوِّم مسيرتها في التعاطي مع الإشكاليات اليومية والحرص الدائم على اختيار النوعيات الكفؤة للقيام بمثل هذا الدور الحسَّاس. ولا بدَّ من الإشارة إلى أن حفظ أمن المخيمات هو ما سيحفظ حق العودة.