ارتبط اسم اليمن بالسعيد لكن واقعه لم يكن سعيداً أبداً.. ربما في أساطير الاولين كان كذلك بحضارته وسد مآرب الخ.. وفي ذاكرتنا ارتبط اليمن بحرب اليمن عندما قامت الثورة ضد حكم الامام يحيى وتدخلت مصر عسكرياً لحماية الثورة لكن التحالف الغربي العربي آنذاك دعم الامام ضد عبد الناصر ولعبت حرب اليمن دوراً في نكسة عام 1967 لأن الجيش المصري انهكته الحرب اليمنية. كان كبار السن عندنا يتحدثون عن مغامراتهم العسكرية في حرب اليمن أيام الحكم العثماني ويروون قصصاً عن صعوبة الحرب ووعورة الجبال، بحيث اقتنعنا أن لا أحد يستطيع أن يكسب حرباً في اليمن.. ولهذا لم ينجح الأحباش قبل الاسلام في إخضاع اليمن ولم تنجح تركيا ولا مصر ولا بريطانيا أيضاً, واشك في قدرة السعودية على تحقيق نصر عسكري في اليمن على الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع صالح الا اذا نازلهم خصم داخلي قوي، فالحرب الجوية لا تحقق نصراً على الأرض، ولكن الرياض دفعت دفعاً إلى هذا الأتون من اصدقاء "اعدقاء" ومن خصمها الايراني طبقا للتحليلات, وربما كان هناك من زين لها سهولة إسقاط التحالف الحوثي مع صالح.. لأن وضع الحرب الحالي قد يستغرق 20 سنة أخرى دون نتائج فاللجوء الى الحوار يقصر امد الحرب.
عموماً يروى أن شاباً في قريتنا أراد والده إجباره على الزواج من فتاة قبيحة فرفض الضغوط وتطوع بالجيش العثماني جندياً.. هربا من القبح.. فكان حظه جبهة اليمن حيث حارب عشرين سنة وبعدها عاد إلى القرية وطلب من أهله البحث عن زوجة له.. فبحثوا عن فتاة ترضى برجل قارب الخمسين من عمره فلم يجدوا وفي النهاية عثروا على المرأة القبيحة التي رفضها سابقاً وفضل الحرب عليها فاضطر وتزوجها وكان بامكانه ان يختصر ويتزوجها منذ البدء. كان بامكان الرياض البحث عن بدائل للحرب في اليمن لأنها لفترة طويلة ستواجه قبح الحرب في اليمن بوعورته القبلية والجبلية والحوثية ودعم ايران وستضطر للحوار مع هذا الواقع.