(زيارة الوزير غورماز  للقدس و علم فلسطين يرفرف في الفاتيكان)

مرت ذكرى الإسراء والمعراج ..ومعها مرت ذكرى النكبة الفلسطينية والتي تمثلت بإحتلال جزء عزيز علينا من فلسطين عام 1948 م وأصعب ما في موضوع النكبة هو هؤلاء المهجرين من أرضهم وأرض أجدادهم بالقوة بدون وجه حق وسنبقى بإنتظار عودتهم إحقاقا" للحق وللعدالة .

عند الحديث عن العودة أقول بأنها حق ولكنها ليست من الحقوق التي سيكون من السهل إحقاقها،  لأننا وللأسف  في عالم يبني المواقف على المصالح لا على الحقوق، ولكننا وبرغم كل هذا  الظلم وبرغم مرور سنوات وسنوات سنبقى متمسكين بالحق وبالشرعية الدولية الضامنة له.

طبعا" كلنا أمل بإقامة الدولة الفلسطينية واقعا" على أراضينا المحتلة عام 1967م  لتكون أساس  لحل مشكلة العودة  ولتحقيق السلام العادل والشامل بالمنطقة

مرت ذكرى الإسراء والمعراج ومعها ذكرى النكبة  ...وما زالت القدس محتلة وما زال شعبنا ينتظر العودة، وهذا بالطبع شئ مؤلم ومحزن ولكن وكعادة تعززت لدي بضرورة الحفاظ على التفاؤل لأننا أصحاب حق ، يجب التركيز برغم كل الألم  على ما هو إيجابي ليبقى إيماننا بالحق قائمـــا مستمرا" من جيل الى جيل  وليستمر تمسكنا بالحياة وبالحقوق قويا" مهما طال الزمن .

ما أراه إيجابيا" هذا العام هو زيارة وزير الأوقاف التركي محمد غورماز الى القدس وزيارته للمسجد الأقصى وبل إلقائه لخطبة الجمعة هنـــاك، فالمسجد الأقصى مقدس لدى المسلمين، وهو مسؤولية لعلى الجميع، ويجب إعادة الإعتبار لهذا الدور الديني للمكان من خلال تعزيز الزيارات للمسجد الأقصى وهذا هو نهج السلطة الوطنية الذي دعت له مرارا" بضرورة زيارة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الفلسطينية  حتى لا يعتقد الإحتلال بأنه قادر على فعل ما يريد بالمقدسات الدينية .

زيارة الوزير التركي غورماز يجب أن تتعزز بزيارات لكل وزراء الأوقاف بعالمنا العربي والإسلامي لتكون القدس قبلة ثانية بحق لأمة العرب والمسلمين. 

رافق هذه الزيارة موقف أخر جاء من مكان بعيد.. من مكان ذو قدسية،  وهو موقف هام ومؤثر ويتمثل بموقف (الفاتيكان) من فلسطين،حيث قام البابا فرانسيس وفي حضور الرئيس أبو مازن  في الفاتيكان بإعلان فلسطينيتين كقديستين* وٌرفع علم فلسطين في الفاتيكان باعتبارها دولة وهذا الموقف الداعم لفلسطين سياسيا" ومعنويا" ودينيا"سيكون  له أثر كبير في دعم الحق الفلسطيني خاصة بأن الفاتيكان يحظى بمكانة خاصه لدى مسيحي العالم الكاثوليك .

سياسيا" علينا البناء على موقف الفاتيكان من خلال تعزيز تحركنا السياسي في أوروبا والعالم، وسياسيا" كذلك  علينا البناء على زيارة وزير الأوقاف التركي ليعرف العالم أهمية القدس للوصول الى السلام  وليفهم العالم بأنه لا حل سياسي بدون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين .

ووطنيا" على شعبنا أن يفخر بقديسات فلسطين وعلينا أن نستذكر دورهم بكل فخر .

أخيرا" ووبساطة ....

من عمق ألام التهجير والنكبة  ..ها هي أمال العودة تتجدد ...

فلسطين قدسيتها ليست فقط القدسية الدينية ...فلسطين قدسيتها نابعه كذلك من كونها قضية إنسانيه فهي قضية شعب مظلوم يتطلع للحرية وللسلام .