كلما التفتنا نحو جبهة دولة الاحتلال, لقراءة سياستها ومخططاتها وبرنامج استيطانها المنظم, ومؤامراتها الرامية للحد من التبلور الكامل للهوية الوطنية الفلسطينية, تخرج علينا أصوات مريبة من عمق جبهتنا الفلسطينية، لا تقل خطرا عن مخططات سلخ الأرض الفلسطينية وسلبها من المواطن الفلسطيني, لاجباره على الهجرة والغربة, كأهم مرحلة لتفكيك معاني الوطنية الفلسطينية, بالتوازي مع حت وتكسير, وتحطيم بطيء احيانا, ومتسارع احيانا اخرى بمطرقة مستخدمي الدين الذين لا ولاء لهم الا ( لجماعة اخوانهم).
• آخر قنبلة فجرها د.محمود الزهار القيادي في حماس, لم تكن صوتية, او دخانية, وانما انشطارية, محظورة التداول على الصعيد الوطني والعربي والدولي, فالرجل صوب ( قنبلته القذرة ) مباشرة نحو رمز وقائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية والعربية والعالمية الرئيس الشهيد ياسر عرفات ابو عمار، وغدر بقداسة الاستشهاد من اجل الوطن, كما قصف الرئيس محمود عباس ابو مازن الذي هدده ساسة دولة الاحتلال بالقتل, وتمنى له حاخاماتها العنصريون الموت !! لأنهم رأوا فيه اخطر فلسطيني على وجود اسرائيل.
• قصف قادة حماس اليومي, ونموذجها قنابل محمود الزهار (الانشطارية القذرة) المسيئة للزعيم الشهيد ياسر عرفات ليست موقفا ولا رأيا سياسيا, وانما منهج نظري, متبوع بتطبيقات عملية لشرعنة خيانة الوطنية الفلسطينية والطعن بقداسة الاستشهاد في سبيل الوطن فلسطين, وفتوى لاجازة الكفر بالهوية الوطنية الفلسطينية, ومسح سجل حركة التحرر الوطنية الفلسطينية من ذاكرة الشعب الفلسطيني، واستبداله بسجل ( الجماعة ) المصاب بداء ( فايروس الأنا ).
• يبدو ان انقلابيي حماس مستخدمي الدين لأغراض واهداف (جماعة الاخوان) السلطوية الدنيوية, ومكاسبها المادية, ومستخدمي القضية الفلسطينية لتمرير اجندات سادتهم ( الاقليميين), واحداث الاختراقات والانكسارات في الصف الوطني الفلسطيني والعربي على حد سواء, ومستثمري دماء الفلسطينيين الطاهرة البريئة للصعود الى سدة تسلط ودكتاتورية, يبدو انهم ينظرون الى ذات المرآة لاستلهام تصريحاتهم ومواقفهم من القضايا الوطنية والعربية! فيدركون بالوعي او اللاوعي حقيقة اشتغالهم ( كمستخدمين ) فيسارعون الى سلخ جلودهم, والقائها على هامات القادة الوطنيين الفلسطينيين التاريخيين, وغلبهم الظن بقدراتهم الخارقة على الكذب، وأخذهم العزة بالاثم, فينالون من وفاء ومصداقية ونضال وكفاح رموز حركة التحرر الوطنية الفلسطينية, ويتلذذون كالساديين ( وعلى عينك يا تاجر ) بوضح النهار, وهم يمارسون رذيلة رمي الوطنية الفلسطينية المحصنة, ومبادىء حركة التحرر الوطنية الفلسطينية التي ارسى دعائمها الرئيس القائد الشهيد ياسر عرفات والرئيس القائد محمود عباس مع قادة حركة فتح ومناضليها ومعهم الأحرار الوطنيين قادة ومناضلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.
• لا عذر لقادة حماس عموما والزهار تحديدا لأخذهم مهمة ودور عجز عن تنفيذها اعداء الشعب الفلسطيني، الذين هالهم وروعهم تمسك رؤساء الشعب الفلسطيني وقادة حركة التحرر الوطنية المستهدفين بقنابله مباشرة كأبي عمار وابو مازن بثوابت الشعب الفلسطيني واهدافه الوطنية, وعليهم أن يعلموا ان الاساءة لصورة الهوية الوطنية الفلسطينية التي نالت احترام شعوب ودول العالم, وباتت تشكل خطرا على المشروع الصهيوني الاحلالي الاستيطاني, واستخدام الدين كمطرقة للهدم وسلاح للاستقواء والاستكبار, وتفعيل التشظي والانقسام، كلما لاحت بادرة او مبادرة للمصالحة، سيؤدي حتما الى انفصام الشخصية الفلسطينية, وتبديد مقوماتها, فتظفر الحركة الصهيونية بما عجزت عنه خلال مئة عام, بفضل الغاء حماس لثقافة التكامل والتآخي, والحوار والنقد البناء, والرأي والتعبير، والايمان بالوحدة الوطنية, واستبدالها بتعاميم التخوين والتكفير وازدراء وتحقير الآخر في الوطن. فالأصوات التي نسمعها من ناحية قادة حماس هي اصوات انفجارات قنابل، مصممة لقتل جينات الوعي بالهوية الوطنية الفلسطينية، حينها وعندما يصبح الشعب الفلسطيني مجرد رقم على ارض فلسطين, سيقلد قادة الحركة الصهيونية قادة ( الجماعة ) بالوسام الذهبي.