يدور الحديث في عواصم القرار عن احداث كبيرة ستقع في الشهر القادم ، احداث سيكون لها تأثيرات هامة ومفصلية على شكل بلاد الشام والمنطقة والاقليم ، وحتى لا يصبح الكلام ألغازا واحاجي فان الامر يتمحور حول الملف السوري واتجاهات الفعل ورد الفعل القادم ومراهنات متكررة على سقوط دمشق ، وبالمقابل يرى اخرون ان صمود دمشق والجيش السوري امام الهجمة المرتدة التي يقوم بها عشرات الاف المقاتلين في جسر الشغور وادلب وحتى اللاذقية سيكون له معنى مختلف تماما . بل ان اسرائيل لا تخفي انها لم تعد ترغب في لعب دور المتفرج بل انها مستعدة للتدخل العسكري في منطقة القنيطرة والحدود السورية وقصف اي شحنة سلاح تتحرك باتجاه القلمون او طرابلس ، وتعلن ان دمشق قد دخلت مرحلة الذعر الحقيقي .الملك سلمان وحليفه السيسي استطاع من خلال ادارته عاصفة الحزم ان يجمع الفرقاء بطريقة عجيبة لم تخطر على بال ، فتركيا تقاربت مع السعودية بشكل كبير ، رغم ان علاقتها بمصر مشلولة ، كما ان قطر وقناة الجزيرة تماهتا مع السعودية رغم ان علاقتهما مشلولة مع مصر . وقد دخل المقاتلون بأعداد كبيرة من حدود تركيا الى جسر الشغور ، والمراهنة على نقل المعركة الى دمشق ، حتى قيل على لسان بعض المصادر ان اسرائيل لم تقصف منطقة القلمون الحدودية مع لبنان وانما طائرات عربية قد تكون هي التي قصفت هناك . فيما السنغال تسبق الباكستان وتعلن ارسال 2100 جندي لمحاربة الحوثيين في اليمن .من جانبه حزب الله يعلن انتهاء التحضيرات للقيام بهجمة مرتدة على الهجمة المرتدة في منطقة القلمون ، ويؤكد المقربون من الحزب ان المعركة ستحسم سريعا لصالح الحزب ، ولكن العودية كانت ارسلت اسلحة نوعية وفارقة للجيش اللبناني قبل اسابيع ما يعني ان لبنان تتحول الى برميل سلاح مثل اليمن تماما !!!!وفي غزة يراهن قادة حماس على تقارب جديد مع الملك سلمان يعفي الحركة من " مجاملات لا طائل منها "مع مصر والرئيس السيسي ، بل وتطلب الحركة الدعوة لاتفاق مكة 2 لفتح قناة مع الزعيم العربي الجديد الملك سلمان والاتفاق معه على اصول اللعب الجديد .وفي مخيم اليرموك تقوم داعش بقطع رؤوس القادة الذين يعلنون ولاءهم لحماس ، فيما تتردد فصائل منظمة التحرير في خوض معركة لا تعرف نتائجها ، والسعودية هي الحاضر الغائب في مخيماليرموك ولا يجرؤ اي نظام عربي اليوم على اتخاذ قرارات منفردة دون العودة الى الباب العالي الجديد ( الرياض وليس اسطنبول ) سواء بشان اليرموك او غيره .اما في رام الله فقد رد الرئيس ابو مازن على كارتر والاوروبيين انه جاهز للانتخابات اذا يوقع خالد مشعل على ورقة تلزم حركة حماس بقيام وسير ومراقبة الانتخابات البرلمانية الرئاسية ، وانه مثل قرار التوجه للامم المتحدة لن يكتفي يالتصريحات الصحفية من هنا وهناك . ورام الله لن تعلن اي قرار سياسي مفصلي قبل منتصف شهر حزيران لمعرفة نتائج المعارك في اليمن ودمشق وتشكيل حكومة اسرائيل والاهم من كل هذا كله نتائج اتفاق لوزان حول الملف النووي الايراني . بل ان الرئيس عباس كعادته غير متحمس لتنفيذ التعديل الحكومي المفترض على حكومة الحمد الله وقد يؤجله الى منتصف حزيران رغم الحاح رئيس الوزراء على تنفيذه بسرعة وعلى الفور .دمشق تحارب حتى النفس الاخير لابعاد العمليات عن شوارعها ، وغزة تختنق بالحصار والتصريحات المرتبكة ، ورام الله تنتظر في منطقة السوق الحرة رغم انها لم تقطع تذكرة في اي اتجاه ، والحوثيون في اليمن لا يحاربون ولا يستسلمون ، والعراق تحرق كبدها بيدها ، وليبيا تحولت من جماهيرية الى سوق سوداء لكل العصابات العالمية المسلحة ، ومصر تواجه معركة السلفيين في سيناء كأصعب من معركة العبور ، والفضائيات العربية حسمت امرها مع الأب البيولوجي اي صاحب القناة على طريقة " كن مع الوالي ولا تبالي " .والله أعلى واعلم .