اختفت مظاهر يوم الارض التي كانت تجمع انحاء الارض وتوحدها في يومها حيث كانت المسيرات تشمل كل قرية ومخيم ومسيرات مركزية في كل المدن الفلسطينية. وكان ذلك الاحياء ليوم الارض يوما مشهودا في كل سنة, كان يوم الارض في الاصل احتجاجا على وثيقة كينغ لتهويد الجليل في عام 1976 ثم عمد بدم الشهداء في ذلك العام وصار يوما وطنيا. كان الاحتجاج على تهويد الجليل واذ بنا نحتج الآن على تهويد كل الارض من جليلها الى نقبها ومن خليلها الى قدسها.. ومن جبالها الى اغوارها, كان عدد المستوطنين عام 1976 في الضفة وغزة لا يتعدى الخمسين الفا.. الآن صار عددهم 850 الفا. بمعنى آخر اننا لم نفعل شيئا يذكر لمنع تهويد الارض منذ ذلك التاريخ بل تضاعف الاستيطان عشرات المرات, لانه لا توجد سياسة مبرمجة لمواجهة الاستيطان, ولم نكلف انفسنا عناء وضع برامج حقيقية غير التي اعتمدت في السبعينيات والثمانينيات, دون ان تتحول الى هدف شعبي شامل. فما يقال عن مقاطعة البضائع الاسرائيلية كان موجودا في اطار المقاومة اللاعنفية في اواسط الثمانينيات وما يجري من محاولات لحماية الاراضي المهددة بالمصادرة وزراعتها كنا نقوم به في ذلك الوقت في قرى الخليل وقرى جنوب وغرب رام الله والقدس آنذاك, كان هناك فيصل الحسيني ومروان البرغوثي وفصائل موحدة وكان هناك الشهيد خليل الوزير ابو جهاد الذي يتابع شؤون الارض المحتلة عن قرب. آخر حديث هاتفي لي مع ابي جهاد كان في مساء يوم الارض 1988 حيث تحدثنا عن تطوير المقاومة السلمية وتصعيد العمل الشعبي ضد الاحتلال والعصيان المدني وبعد ذلك بحوالي اسبوعين تم اغتياله, رحم الله شهداء الارض وعاش يوم الارض يوما خالدا في تاريخنا الفلسطيني. فالادوات والاساليب القديمة للنضال ما زالت قابلة للتطوير لكن بعض العقول لا تتطور لانها تنظر للنضال كمظهر من مظاهر الوجاهة والوجهنة وليس المواجهة والصدام.