عقد التجمع الفلسطيني في ألمانيا اليوم السبت 2015.02.28م في العاصمة الألمانية برلين ندوة خاصة بعنوان "فلسطينيو سوريا فصول نكبة تتجدد" لتسليط الضوء على ملف الأزمة الإنسانية التي يعيشها فلسطينيو سوريا، وذلك بحضور ممثلي المؤسسات الفلسطينية والعربية في العاصمة برلين، وعدد كبير من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية.

وفي كلمة للتجمع الفلسطيني في ألمانيا، استعرض مسؤول التجمع الفلسطيني في برلين خالد الظاهر العلاقات التاريخية التي جمعت بين الشعبين الفلسطيني والسوري ووحدة مصيرهم، حيث عرج في كلمته على تاريخ التواجد الفلسطيني في سوريا بعد نكبة عام 48، والدور الذي لعبه فلسطينيي سوريا كجزء أصيل من الشعب الفلسطيني خلال مسيرة النضال الوطني نحو التحرر وتمسكهم بالثوابت الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها حق العودة.

وأكد الظاهر على ضرورة إنهاء الحصار المفروض على المخيمات الفلسطينية في سوريا والتوقف عن استهدافها بالقصف، منوهاً في الوقت ذاته إلى الجهود التي بذلها التجمع الفلسطيني في ألمانيا منذ بداية الأزمة وعلى كافة المستويات الرسمية والشعبية، للمساهمة في تخفيف معاناة المحاصرين من أبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات من خلال حملة الوفاء الأوروبية. وشدد على ضرورة تظافر الجهود من أجل إنهاء معاناة فلسطينيي سوريا، والعمل على إدماجهم في المجتمع الألماني.

وفي كلمة لممثل الحراك الشعبي الفلسطيني عمر دراجي، أكد فيها على ضرورة الالتفات إلى الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيين في سوريا، منوهاً إلى أن ما يحصل الآن من حصار للمخيمات وقصف واعتقالات عشوائية للفلسطينيين في سوريا يستدعي من الجميع الاصطفاف من أجل بذل المزيد من الجهود لإنهاء معاناتهم ووقف الممارسات الوحشية بحقهم. كما ودعى ممثل الحراك في برلين جميع الهيئات والمؤسسات الدولية إلى التدخل الفوري من أجل حماية من تبقى في المخيمات الفلسطينية في سوريا وإنهاء الحصار المفروض عليهم.

من جانبه أكد رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا ماجد الزير على ضرورة استكمال مسيرة العمل الوطني الفلسطيني في أوروبا، حيث أثبت الفلسطينيون في أوروبا من خلال حراكهم وتفاعلهم مع الأزمات الفلسطينية المتلاحقة أن لديهم مشروع تحرر وهو العودة للوطن والقدس، وبإمكانهم توجيه الرأي العام الأوروبي ولفت أنظاره إلى معاناة الشعب الفلسطيني، داعياً في الوقت ذاته إلى ضرورة تفعيل ملف فلسطينيي سوريا على كافة المستويات، وخلال كلمته أعلن الزير أن مؤتمر فلسطينيي أوروبا الثالث عشر يستضيف هذا العام 30 شخصية فلسطينية، وسيعقد في 25 أبريل/نيسان في عاصمة الشتات الأوروبية برلين تحت عنوان "فلسطينيو أوروبا والمشروع الوطني الفلسطيني".

كما وقدم المدير التنفيذي لمركز العودة الفلسطيني في لندن والعضو المؤسس لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا طارق حمود شرحاً مفصلاً حول أزمة فلسطينيي سوريا منذ اليوم الأول، وقدم إحصائيات مهمة تلخص معاناة الفلسطينيين في سوريا وأهمها عدد الشهداء الذي وصل حتى الآن 2667 شهيد، فيما لا يزال 712 معتقلا في السجون السورية، منهم 169 شهيدا قضو جوعا، و298 قتلوا تحت التعذيب، وقد وصل عدد المهاجرين إلى 450 ألف مهاجر فلسطيني من سوريا، كما وتم تدمير 3 مخيمات ومصادرة مخيمين بالكامل، ولا تزال 3 مخيمات محاصرة حتى الآن، فيما يتعرض الباقي للقصف بشكل مستمر باستثناء مخيم حماة.

وقال حمود لم يعد مقبولا أبدا أن نستذكر قضية فلسطينيي سوريا في المناسبات بل يجب وضعها على سلم الأولويات، ولفت النظر إلى الأضرار التي يتعرض لها الفلسطيني جراء الحصار سواء النفسية منها أو الاجتماعية، وحمل الحضور المسؤولية في أوروبا تجاه فلسطينيي سوريا في تقديم كل سبل العون لهم وتعريفهم بحقوقهم حتى يتسنى لهم بداية حياة جديدة.

وفي نهاية كلمته أكد حمود على ضرورة إحضان اللاجئين وأن نسمع لهم فمع كل فلسطيني مهجر من سورية حكاية وقصة تختصر معاناة كل الفلسطينيين في العالم، لذلك علينا دفع ملف فلسطينيي سوريا للواجهة حتى نوقف المذبحة وسيل الدم.

وقد تخلل الندوة بالإضافة إلى كلمات المحاضرين تقديم أفلام ٍوثائقية قصيرة تتحدث عن معاناة فلسطينيي سوريا، بالإضافة إلى الجهود الإغاثية لحملة الوفاء الأوروبية.