لم يعد يفصل الناخب الإسرائيلي عن صناديق الاقتراع سوى 37 يوما لاختيار أعضاء الكنيست العشرين وتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، ولا زالت الأحزاب تستعد بشكل كبير للمعركة الانتخابية والبدء الفعلي في الدعاية، ومع ذلك فأن الناخب يجد تقريبا كل يوم أو يومين استطلاع جديد للرأي حول تشكيل الكنيست القادم .

ونشر موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" اليوم الجمعة استطلاع للرأي يظهر فيه تقدم المعسكر الصهيوني بزعامة هيرتصوغ وليفني على حزب "الليكود"، في حين نشر موقع صحيفة "معاريف" استطلاع يظهر فيه تقدم حزب "الليكود" على المعسكر الصهيوني، ففي الاستطلاع الأول سيحصل المعسكر الصهيوني على 25 مقعد وحزب "الليكود" على 24 مقعد، وفي الاستطلاع الثاني سيحصل حزب "الليكود" على 26 مقعد والمعسكر الصهيوني على 24 مقعد، وباقي الأحزاب لا يوجد اختلاف كبير ولا زالت تراوح مكانها بين مقعد أقل أو مقعد أكثر .

ويمكن التوقف عند بعض النقاط الرئيسية في هذه الاستطلاعات والتي سوف تعطي خارطة الكنيست القادم وتشكيل الحكومة وطبيعة الائتلافات، الأولى تتعلق بتقدم حزب "الليكود" في أكثر من استطلاع بعد عملية القنيطرة ورد حزب الله في مزارع شبعا، الثانية أجماع بين كافة الاستطلاعات على الأحزاب والكتل التي سوف تتجاوز نسبة الحسم والحصول على تمثيل في الكنيست وهي "الليكود، المعسكر الصهيوني "العمل وتنوعاه"، البيت اليهودي، القائمة العربية الموحدة، يوجد مستقبل، حزب كحلون الجديد "كولانو"، حركة شاس، يهودات هتوراة، إسرائيل بيتنا، ميرتس، حزب ايلي ايشاي الجديد"، الثالثة تتفق فيها كل الاستطلاعات حصول معسكر اليمين مع المتدينين وما يسمى وسط اليمين على أغلبية في الكنيست بمعنى أكثر من 60 عضو، الرابعة لا يوجد حتى اليوم منافس لرئيس الوزراء الحالي نتنياهو لتشكيل الحكومة القادمة .

يضاف على ذلك بعض التصريحات الصادرة عن زعماء الأحزاب، فقد لمح ارئي درعي زعيم حركة "شاس" بأنه لن يشارك في حكومة يسار، كذلك قد يكون من الصعب جدا جلوس تسيفي ليفني مع نفتالي بينت، وكذلك الحال فأن التصريحات الصادرة عن المتدينين تستبعد مشاركة حزب "يوجد مستقبل" بزعامة يائير لبيد في حكومة هم جزء منها .

هذه التناقضات والمواقف المسبقة من قبل بعض الأحزاب والتي قد تتغير جزئيا بعد الانتخابات فأنها تعطي طبيعة تشكيل الكنيست القادم خاصة في ظل هذه الاستطلاعات، وقد تكون الكنيست القادم وفقا لهذه الاستطلاعات معسكر اليمين والمتدينين "الليكود، البيت اليهودي، كولانو، اسرائيل بيتنا، شاس، يهودات هتوراة، أيلي ايشاي" ما يقارب 65 مقعد، في حين سيحصل معسكر اليسار مع الوسط والقائمة العربية على أقل من 60 مقعد .

وهذا ما قد يحصل في حال لم تظهر أي تطورات كبيرة تؤثر على الناخب الإسرائيلي، وقد يكون خطاب نتنياهو أمام الكونغرس أحد هذه التطورات المهمة أو تداعيات الصراع الفلسطيني خاصة بعد تجميد أموال الضرائب التابعة للسلطة الفلسطينية، وقد يجري حدث غير متوقع على الجبهة الشمالية أو الجنوبية "قطاع غزة" يؤثر بشكل كبير على موقف الناخب الإسرائيلي .