أنا إن سقطتُ على التراب/ مُسربلاً بك يا جراحي

وتدفقت مني الدماءُ/ ومال في جنبي سلاحي

وتلقفت جسدي الطيورُ/ الحائمات على البطاحِ

هذا طريقي في الكفاح / فيا أخي أتمم كفاحي .

إن مفهوم الانتماء مفهوم محبة غامرة كما هو مفهوم ثقة لازمة، وكما هو تعبيرأصيل.

لا نختار أهلنا، أو وطننا أو أرضنا حيث ولدنا، ولكننا نختار ما سوى ذلك، ليكون الخيار فينا ترابطا بين الإيمان بالفكرة وطريقة التجلي أو الوعاء أو التعبير عنها.

   ومن هناء جاء خيارنا في حركة فتح ليرتبط ب"التنظيم" من زاوية قناعتنا بالغاية و الهدف، وعملنا المشترك لتحقيق هذه الغاية والهدف عبر هذا الوعاء.

 يصبح الإطار أو التنظيم في خيارنا الطوعي هذا قناة أو مدخلاً (للتعبير) في أشكال ثلاثة :الشكل الأول يمثل التعبير الحقيقي عن (الحُب)، نعم الحب لفلسطين أولا،إذ لا إشراق ولا إبداع ولا انجاز يتحقق في نطاق الكراهية الداخلية والعدوان والتباغض.

والحب لفلسطين والقضية لا يتكامل إلا (بالايمان) بالله سبحانه وتعالى، وبهدف تحرير فلسطين وطننا منذ الأزل، وبالنصر قطعا،وبحب اخواننا، وبقدراتنا الجماعية والذاتية، وبفكرة الثورة، وبأن الحركة هي (وعاء) كل ذلك أي أنها المؤتمن على القضية والممثل للقيادة الصالحة للتعبير عن هذا الايمان من خلال العمل المشترك ومن خلال قيم العلاقات الأخوية التعاونية لا التنافسية، قيم العلاقات التشاورية لا التعارضية، قيم العلاقات التكاملية لا التناحرية.

مايعني بالنسبة لنا أن(نخصص) لبعضنا البعض(جناح الذل من الرحمة) وما يعني أن نكون متأسين بمسيح المحبة، والرسول الكريم بالشدة على الأعداء و(رحماء بينهم ).

إن حب فلسطين ليس شعوراً صوفياً فقط، وليس لوحة أوشجرة أو أيقونة تقدس،على أهمية ذلك،وإنما – وهنا الركن الثالث للتعبير- حيث تتجلى (التضحية)، فلا قضية أكبُرت أم صغُرت من الممكن أن تنتصر بدون تضحيات .

وفي إطار التضحية يصبح المال في سبيل القضية، ويصبح استثمار الوقت لمصلحة القضية، من حيث هي حب يشتمل على ايمان وعمل وتضحية وحسن تواصل وأخوة .

إذ أنه بدون ذلك يصبح الانتماء بعقلية (الإزاحة والإحلال) وهي عقلية تصارع لا تستند لأساس قيَمي أو خلقي أو لهدف جامع، وإنما محركها الوحيد الهوى النفسي والنزق والمصلحة الذاتية.

إن التضحية بالجهد والوقت، بل ومن خلال تأصيل قيم التسامح تجاه إخوتنا في الإطار/التنظيم بأن نحاورهم ونعذرهم ونعفو عنهم ونحبهم ونقدمهم علينا، نعم نقدمهم،وإن انتقدناهم ، فالفضاء يتسع والامكانيات فينا متعددة والمركب يحتمل الفريق كله.

 إن تحقيق الهدف والخطة هو هاجسنا، ففلسطين أولا بالقول والفعل، أو هذا ما يجب أن يكون، فتصبح هذه التضحية وبهذا المعنى مع الحب والايمان حقيقة الانتماء للحركة بما هو مدخلنا لفلسطين من قناة حركة فتح .