بسم الله الرحمن الرحيم

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا.) صدق الله العظيم

سيادة رئيس دولة فلسطين/ حفظه الله

الاخوة قيادة واعضاء المجلس الثوري لحركة فتح / حفظهم الله

الاخوة اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح / حفظهم الله

أُسرة وأقارب القائد راجي النجمي الهمهم الله الصبر والسلوان.

رفاق الدرب واخوة المصير،العهد هو العهد ،والقسم هو القسم

باسم قيادة حركة "فتح" في اقليم لبنان، وباسم مكوناتها وكوادرها وضباطها نتوجه بأحرِّ التعازي، واصدق المشاعر الى قيادة هذه الحركة الرائدة التي كان الشهيد القائد اللواء المتقاعد ماجد محمد توفيق النجمي، والذي عرفته القواعد الحركية والاحزاب والقوى على اختلافها باسم ( راجي النجمي) هو احد اعمدتها الاساسية منذ العام 1966 حيث كانت تتشكل الخلايا الاولى، وحيث كانت مرحلة التأسيس في الساحة اللبنانية، وكانت له الاطلالة الفاعلة والمنظِّمة للشباب المتوقِّد حماسة ووطنية حيث التهيئة العسكرية في معسكر الهامة على يدي الشهيد القائد ابو علي اياد، والعودة الى لبنان لتشكيل القواعد الارتكازية، والخلايا التنظيمية الاولى. الشهيد راجي النجمي ابن مخيم تل الزعتر جعل من هذا المخيم قواعد انطلاق، وقلعة صمود وتحدٍ، وارتبط اسمه باسم مخيم البطولة، ثم بدأ يغزو باقي المخيمات بفكره الفتحاوي، وخبرته الامنية، وتجربته العسكرية، وسلوكه الثوري، وعلاقاته الوطنية، والروابط السياسية التي جمعته مع مختلف القوى والاحزاب في الساحة اللبنانية، وشكَّل حالة مميَّزة في لبنان على الصعيد الفلسطيني واللبناني مازالت حركتنا تقطف من ثمار ذلك العهد المضيء والمشرق.  نحن في لبنان ما زلنا نذكر تلك الهامة القيادية والتنظيمية التي وصلت إلى مخيم عين الحلوة العام 1985 وسط العديد من المخاطر، وصل الشهيد القائد راجي النجمي بتعليمات من الرمز ياسر عرفات، والاختيار كان في مكانه لأنَّ المرحلة هي مرحلة إعادة تنظيم الاوضاع الحركية بعد أحداث مأساوية، وهذه المرحلة تحتاج إلى رجلٍ صلبٍ متماسك، يمتلك الخبرة الأمنية، والتجربة التنظيمية، والوعيََ السياسي، والقدرة على أخذ القرار المناسب في الوقت المناسب، والاهم من ذلك كله أن حضور الشهيد راجي النجمي رفع الجانب المعنوي عند أبناء الحركة، وأصبح الطريق معبَّداً نحو بناء ليس فقط البنية العسكرية في شرق صيدا، وانما البنية التنظيمية، والعلاقات الجماهيرية.

ورغم الاعتقال الذي تعرض له في لبنان العام 1986 – 1992 فإن غيابه هذه السنوات لم يؤثِّر على صمود الحركة لأنَّ الطريق أصبح معبداً.  إنَّ قيادات وكوادر وضباط حركة فتح في لبنان كانوا يتابعون مسيرة الشيهد راجي النجمي عندما عاد إلى الوطن العام 1995 حيث شغل مهاماً عسكرية وأمنية، ومساعداً في أمانة سر المجلس الثوري لحركة فتح.

إن رحيل القائد الشهيد راجي النجمي ابن مخيمات لبنان جاء في مرحلة سياسية وأمنية وتنظيمية غاية الدقة،خاصة أننا على أبواب المؤتمر الحركي السابع، وعليه يراهن الكثيرون لأنه يتمتع بالرجولة، والصلابة، والخبرة، ويدرك أين تقع مصلحة الحركة، وكيف السبيل إلى تعزيز وحدتها الداخلية.

رحل الشهيد راجي بعد أن أدى الامانة، وأوصل الرسالة، وترك إرثاً وطنياً للأجيال الصاعدة تتزوَّد به في هذه المسيرة الطويلة، مسيرة حركة فتح، مسيرة ثورة حتى النصر.

نعزي أبناء شعبنا في كل مكان، ونعزي أسرته وذويه، وألهمهم الله الصبر والسلوان، وتغمَّد اللهُ شهيدنا برحمته، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، وادخله فسيح جناته.

المجد والخلود لشهدائنا الابطال

وانها لثورة حتى النصر

قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"- اقليم لبنان  2/6/2015