أكدت سفارة دولة فلسطين في ايطاليا وجود أثنين فقط من الناجين الفلسطينيين من الغرق لدى السلطات الإيطالية، وهما قيد الاحتجاز الاحترازي.

وأوضحت السفارة في بيان لها أنه وفي ظل تضارب التصريحات الإعلامية من الجهات المختلفة نؤكد أنه ولغاية تاريخ 2014/9/19 الساعة الثانية عشرة ظهرا، وبناء على الاتصالات الحثيثة المستمرة مع الوزارات والجهات الرسمية والشعبية المختصة والمعنية لهذا الشأن تم إبلاغنا رسميا اليوم من قبل وزاره الداخلية/ قسم الهجرة بأنه فقط يوجد عند السلطات الايطالية اثنين ناجيين وهما: خميس بربخ، وشادي الجبري.

وأضافت السفارة: أن الناجيين قيد الاحتجاز الاحترازي بصفتهم شهود على الكارثة التي حلت بالسفينة، وتعمل سفيرة فلسطين كافة الإجراءات من اجل مقابلتهم.

وأشارت السفارة إلى أنه تم ابلاغها رسميا من قبل وزارة الداخلية بعدم وجود جثامين لأي من مفقودي الكارثة، راجية الجميع احترام مشاعر ذوي المفقودين وتوخي الحذر والمصداقية عند الحديث عن هذه المأساة الجديدة التي ألمت بشعبنا

تابعت: "سفارة فلسطين في ايطاليا ليست مسؤولة عن أي تصريحات سوى التي تصدر عنها عبر وزارة الخارجية الفلسطينية في رام الله، نتمنى على وسائل الاعلام توخي الدقة والتأكد من صحة الخبر قبل نشره".

وختمت بيانها بالقول: "ستستمر سفارة فلسطين في ايطاليا في جهودها وستعلمكم رسميا بأي مستجدات جديدة" مضيفة "وجب التوضيح احتراما للحقيقة ولمشاعر ذوي المفقودين".

من جهة اخرى إطمأن سفير فلسطين لدى مالطا جبران طويل، برفقة اليكس موسكات ممثلا عن رئيس الوزراء المالطي اليوم الجمعة، على اوضاع الناجين الثلاثة من حادث غرق القارب المنكوب في عرض البحر الابيض المتوسط والذين وصلوا الى مالطا.

وقال السفير طويل 'إن حالة الناجين النفسية سيئة جداً رغم مغادرتهم المستشفى بعد تلقيهم العلاج اللازم، وانهم يعانون من صدمة نفسية مما تعرضوا له وغير مدركين انهم نجوا من الغرق ووصلوا سالمين الى مالطا.

واشار الى ان كادر السفارة يتابع يوميا وضع الناجين ويقدم لهم ما يحتاجونه من امور أساسية تلزمهم في حياتهم اليومية.

وأكد الطويل أنه تم التعرف على إحدى الجثتين الموجودتين في مستشفى مالطا الرئيسي، وسيقوم أفراد عائلته بالحضور لمالطا لإجراء مراسم الدفن.

وروى الناجون (إبراهيم ومحمد عوض الله ومأمون دغمش) والذين وصلوا الى مالطا، تفاصيل ما حدث معهم بالقول: 'إن مهربا قام بترتيب إجراءات تهريبهم من غزة بمبلغ (4000) دولار اميركي للشخص الواحد مع وعدهم بوصولهم الى اوروبا بطريقة مريحة وسفن آمنة مؤكداً ان عائلته تستعمل ذات السفن لتنقلهم الى أوروبا.

واضافوا 'غادرنا من غزة عبر نفق بطول 2 كيلومتر وصولا الى رفح المصرية ومن ثم تم نقلنا الى العريش، ومنها الى الإسكندرية في حاويات صغيرة.

وتابعوا 'مكثنا ثلاثة ايام في الإسكندرية مع مجموعة كبيرة من الأخوة من غزة وسوريا ومصر، بعد ذلك تم نقلنا الى قارب صيد مع مجموعة كبيرة من الأخوة الفلسطينيين من غزة ويقدر العدد الإجمالي حوالي (350) شخصاً بينهم عدد كبير من قطاع غزة.

واردف الناجون 'بعد مضي اربع ساعات في البحر تم نقلنا الى قارب صيد آخر غير صالح للإبحار، وبعد اقل من ساعة تم نقلنا الى قارب صيد آخر، وبعد مضي بعض الوقت طلب منا النزول الى قارب صيد أصغر، الامر الذي ادى الى احتجاج الجميع لأن القارب الصغير لن يتسع لجميع من كان على قاربهم'.

واكدوا ان قبطان المركب الأصغر قام اثر هذا الاحتجاج بصدم القارب الكبير عمداً عدة مرات حتى احدث ثقباً فيه مما أدى الى غرقه.

وأكد الناجون أن الحادث كان بهدف إغراق القارب غير أبهين بحياة المئات ممن كانوا على متنه. وقام الموجودين على القارب الأصغر بالدوران حول الاخوة الغرقى الذين كانوا في عرض البحر ولم يساعدوا اياً منهم بل قاموا بالإستهزاء بهم والضحك عليهم بالرغم من توسلاتهم لإنقاذهم.

وقالوا انهم لم يعتقدوا بنجاة أي من ركاب القارب غير العشرة الذين تم إنتشالهم احياء من البحر.

وقضى الناجون الثلاثة خمسة أيام في عرض البحر حتى قامت سفينة تجارية فرنسية بانتشالهم، وارسال رسالة الى خفر السواحل الذين ارسلوا طائرة مروحية مالطية قامت بدورها بنقلهم من السفينة التجارية الى مالطا.

يشار الى ان موضوع غرق القارب ما يزال يحظى باهتمام واسع من قبل المجتمع المالطي حيث يتصدر الموضوع نشرات الأخبار الرئيسية وعنوايين الصحف ويتم تداوله بكثرة في البرامج الحوارية