بيان - عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان_البرغوثي

الأخوات والإخوة أبناء حركة فتح البواسل
تحية فلسطين... تحية فتح الأبية،،
تحية الثورة والانتفاضة... تحية المقاومة،،،
تحية الصمود والثبات والنصر ... تحية الحرية والكرامة ،،،
اسمحوا لي ان اتوجه اليكم واخاطبكم برسالتي هذه النابعة من القلب والروح والوجدان لاشد على اياديكم واحييكم واجدد العهد والقسَم ان تظل راية فلسطين، راية الفتح، راية المقاومة، عالية خفاقة حتى ينال شعبنا العظيم حقه في الحرية والعودة والاستقلال.
هذا عهد الاحرار للاحرار، وعهد المناضلين للمناضلين، وعهد الوفاء للاوفياء، وعهداً للفتحاويين ولكل الفلسطينيين والعرب والاحرار والاصدقاء في العالم، هو العهد ان نواصل كفاحنا ومسيرتنا النضالية الظافرة، المسيرة التي اشعلت نارها حركة فتح الرائدة في يناير 1965، هذه الشعلة التي ستظل متوقدة تتوهج بدماء المناضلين وعذابات الفلسطينيين حتى نيل حقوقنا الوطنية المشروعة.
الأخوات والاخوة الفتحاويون
بعد شهور قليلة ستحتفل حركتنا الرائدة باليوبيل الذهبي على انطلاقتها المجيدة، انها مفجرة الثورة الفلسطينية المعاصرة التي كان لحركة فتح شرف اطلاق رصاصتها الأولى وشرف قيادة الثورة وقيادة (م.ت.ف) وشرف قيادة الانتفاضتين المجيدتين.
نعم ايتها الاخوات والاخوة، ان حركة فتح هي المدرسة الأكبر للكفاح والنضال والمقاومة بكل الوانها واشكالها في المنطقة العربية خلال العقود الماضية، وكما كان لفتح شرف اطلاق الرصاصة الأولى على العدو الصهيوني فان سواعد الفتحاويين ومعهم كل الفلسطينيين ستطلق الرصاصة الأخيرة على هذا الاحتلال الأطول والأسوأ والأبشع في التاريخ الانساني الحديث.
انكم ايها الاخوات والاخوة تنتمون لحركة عظيمة قدمت نهراً من الدم وجبال من الشهداء وكواكب من الاسرى وعشرات الآلاف من الجرحى، وتنتمون للحركة الوطنية الفلسطينية الأصيلة التي هي جزء لا يتجزأ من الأمة العربية المجيدة كما أنها جزء أصيل من الانسانية.
الاخوات والاخوة،،،
ان حركة فتح هي حركة الشعب الفلسطيني، وقدرها ان تكون قائدة للشعب الفلسطيني، ويترتب على ذلك استحقاقات كبيرة، على رأسها أن تدفع ثمن استحقاق القيادة هذا دماً وعذاباً وألماً واستشهاداً وأسراً، وعلى الحركة ان تواجه هذه التحديات الكبرى وان تكون الطليعة والقدوة كما فعلت دوماً، وفي مقدمة ذلك تحدي انهاء الاحتلال والاستيطان وانجاز الحرية والعودة والاستقلال، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وممارسة اللاجئين حقهم المقدس في العودة الى ديارهم، والافراج الشامل عن كافة الاسرى.
ان هذه المهمة مقدسة يتوجب على حركتنا ومناضليها ان يتصدوا لها، ويجب حشد كل الامكانيات المادية والبشرية لتحقيق هذا الهدف المقدس وفاءاً لمباديء حركتنا ووفاءاً لبرنامجها وشهدائها وتضحياتها وتضحيات شعبنا وفي سبيل الاجيال القادمة. ويتحقق الوفاء من خلال التمسك بخيار المقاومة الشاملة دون استثناء اي شكل او اسلوب منها، مع ان الحكمة والتجربة والخبرة والمصلحة تقتضي اختيار الشكل المناسب في كل مرحلة بما يحقق الاهداف المرجوة، مع التأكيد على ضرورة الاستعداد والجاهزية لمواجهة الاحتلال بكافة الوسائل والأساليب.
فنحن نواجه احتلالاً وعدواً جباناً لا يريد السلام بل يريد الأرض والأمن والاستيطان، والاحتلال والسلام في نفس الوقت، هذا السلام الذي يجعل من الفلسطينيين عبيداً للاحتلال بشكل سلطة وكيان وهمي، وهو لا يزال متنكر لحقوق شعبنا ويدير الظهر تماماً للقرارات الدولية، وهذا الاحتلال لن يرحل ولن يسلم بحقوقنا الوطنية الا بعد ان يتحول الاحتلال الى مشروع خاسر وباهظ الثمن مادياً واقتصادياً وسياسياً وامنياً وعسكرياً واعلامياً واخلاقياً، وحتى يتحول الى عبء لا تستطيع دولة الاحتلال احتماله، وسيتحقق ذلك بفضل صمود شعبنا وتضحياته، فقد سقط هذا الاحتلال امام ارادة شعبنا وصموده على مر الاجيال، وهناك اجماع رسمي وشعبي ودولي غير مسبوق يترافق مع حركة تضامن لحصار هذا الكيان العنصري الارهابي وانهاء احتلاله. 
ان العالم لا يتحرك بقوة وفاعلية الا عندما تشتعل الحرائق، والاحتلال لا يرحل الا عندما يدرك ان الثمن باهظ وان لا مستقبل له، وهو احتلال واهن، وهو مستفيد من غياب المقاومة الفاعلة خاصة خلال العشر سنوات الاخيرة، ومن حالة الانقسام والضعف والعجز للنظام السياسي الفلسطيني بكل افرازاتها، وفي هذا الاطار فقد جاءت معركة الكرامة الجديدة التي خاضها شعبنا وفصائله المقاومة في قطاع غزة الحبيب لتكشف هشاشة العدو وعجز جيشه المدجج بكل انواع التكنولوجيا الجديدة والاسلحة المتطورة، فقد وقف هذا الجيش عاجزاً فاشلاً امام صمود وثبات المقاومة التي قدمت اداءاً قيادياً احترافياً اصاب الجيش الصهيوني بالذهول وجعله يتخبط ويفشل في عدوانه وفي تحقيق اهدافه، وقد أكدت هذه المعركة صحة وصواب خيار المقاومة وجدارتها، الأمر الذي أكدنا عليه مراراً وننادي به دوماً وهو الجمع الخلاق بين العمل السياسي والدبلوماسي والمقاومة الشاملة وحشد الامكانيات لها.
الاخوات والاخوة،،
لقد حان الوقت لان يشمر الفتحاويون عن سواعدهم والانخراط في أوسع مقاومة شاملة، وفق الأساليب والاشكال المناسبة والتي تحقق الهدف، كما ان المطلوب الاستفادة من المعركة الكبرى في غزة من خلال الاصرار على حرية غزة بحراً وجواً وبراً لاسقاط الاحتلال والحصار، ولتشكل هذه المعركة رافعة لمواصلة كفاحنا الوطني ووحدة الوطن وتحقيق الاستقلال.
ان حالة الوحدة والتلاحم السياسي والميداني التي تمت في الوطن والشتات كانت احد الاسباب الهامة في الصمود والانتصار الذي تحقق في المعركة، فقد انطلقت الحركة الشعبية داخل الخط الاخضر والمخيمات والشتات والضفة والقدس وذروتها كانت مظاهرة ومسيرة الـ(48 الفا). ولكن المطلوب ايضاً هو تعزيز حكومة الوفاق الوطني واستكمالها بكفاءات جديدة ومساندتها ونقل عملها الى غزة وتواجدها هناك خلال الاشهر القادمة لقيادة معركة توحيد المؤسسات ومعركة الاعمار، وكذلك تفعيل الاطار القيادي لـ (م.ت.ف) بمشاركة كافة الفصائل والشخصيات، والتحضير لاجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ولعضوية المجلس الوطني لبناء نظام سياسي فلسطيني جديد قادر على مواجهة التحديات الكبرى بعد ان تبين ضعف وعجز هذا النظام.
الاخوات والاخوة الأحبة،،،
انني اتوجه الى احبتي الاعزاء ابناء الشبيبة في كل مكان وأقول لهم ان الشبيبة هي ضمير الحركة وعنفوانها، وهي ربيع فتح المتجدد وهي طليعة الحركة في المواجهة والميدان وفي كل مكان، وهي مؤهلة ان تشكل رأس الحربة الفتحاوية في اطلاق اوسع حركة مقاومة شعبية شاملة وفاعلة ومدروسة، وبقيادة اوسع حملة مقاطعة للبضائع والمنتوجات الاسرائيلية، وتنظيف الوطن منها، وتعزيز المنتوج الوطني، كما ان الشبيبة قادرة على الاسهام في تجدد شباب الحركة ورفدها بدماء جديدة وبالابداع عن طريق وسائل الاتصال الجديدة، وبالعمل على وحدة الحركة وثوريتها وعنفوانها ونفض الغبار العالق بها ونبذ الفاسدين فيها، وبرفع شعار المناضل الأصلب في الموقع الأصعب، ونحن بحاجة الى قيادات تعزز من مكانة الحركة، ولا تشكل عبئاً عليها، وبحاجة الى قيادات فاعلة منتمية انتماءاً أصيلاً للوطن وللحركة، وفيّة للشهداء، نظيفة اليد، حسنة السمعة، ولائها لفلسطين وتتمتع بالكفاءة والقدرة على القيادة والنضال ومستعدة للتضحية ودفع الثمن، تتقدم الصفوف لمواجهة الاحتلال والعدوان، حريصة على وحدة الحركة والشعب والقضية، مؤمنة بخط المقاومة الشاملة للاحتلال.
الاخوات والاخوة،،
انني اخاطبكم اليوم انطلاقاً بالاحساس العالي بالمسئولية الوطنية والتاريخية والفتحاوية، ومن وحي الانتماء الأصيل لحركتنا ولشعبنا العظيم ولفلسطين وللأمة وللانسانية وللاحرار في كل مكان، لنؤكد مجدداً على ان حركة فتح هي حركة تحرر وطني وحركة مقاومة وان المقاومة هي روح حركة فتح وسبب وجودها واستمرارها ، ولن تنفع احد اية محاولات لاخراج الحركة من هذا المضمون الجوهري، وستظل حركة فتح وفية لفلسطين ولقوافل الشهداء والجرحى والاسرى ولتاريخها وانجازاتها ومكتسباتها العظيمة ومكتسبات شعبنا الوطنية، ووفية للمهمة المقدسة التي وجدت فتح من اجلها، وهي مهمة الحرية والعودة والاستقلال.
لن يكون سقف فتح ابداً سلطة فلسطينية منزوعة السيادة ، بل سقف فتح كان وسيظل ان هذه البلاد لنا وهذه الأرض لنا ولنا فيها حق تاريخي وقومي ووطني وديني وانساني وقانوني، وان قضيتنا هي أعدل قضايا الكون بأسره، وان مصير الاحتلال الصهيوني الى زوال عاجلاً ام آجلاً طال الزمن ام قصر، ولن يكون مصيره بافضل من مصير الاستعمار والفاشية والاستبداد، وسيلقي شعبنا العظيم بهذا الاحتلال الى مزبلة التاريخ.
الاخوات والاخوة،،
لقد حان الوقت للفتحاويين ان يستعدوا للمرحلة الجديدة، مرحلة النهوض، مرحلة التوقف عن وهم تحقيق الاستقلال والحرية من خلال مفاوضات عقيمة، ثبت فشلها وشكلت غطاءاً للاستيطان والتهويد ولتكريس الاحتلال، وقد حان الوقت لاعادة النظر في مهام السلطة كافة، بما يخدم معركة الصمود والمقاومة لان شعبنا اراد ان تكون السلطة جسراً للعبور نحو الاستقلال والدولة لا جسراً يعزز الاحتلال والاستيطان ، وقد حان الوقت ان تجدد الحركة فكرها وأطرها ومؤسساتها وبرنامجها ورفدها بالعقول والسواعد والارادات والكفاءات والقيادات المؤهلة والمستعدة للتضحية، وستظل فتح كما كانت شعلة للكفاح والنضال والمقاومة وضمانة وطنية وحارسة للحلم الفلسطيني والاطار الذي يعبر بشعبنا نحو الحرية والعودة والاستقلال في وحدة وطنية حقيقية شاملة تشكل قانوناً للانتصار.



اخوكم مروان البرغوثي
سجن هداريم – زنزانة رقم 28