تضامناً مع أهلنا الصامدين في غزة، ومع المنتفضين في القدس والضفة الغربية وسائر فلسطين، وتأييداً لأبطال المقاومة الفلسطينية ووفاءً لأرواح الشهداء وعذابات المصابين، دعا التنظيم الشعبي الناصري لوقفة تضامنية في ساحة ضهر المير في صيدا القديمة بعد صلاة العيد.

وشارك في الوقفة ممثلو الأحزاب الوطنية اللبنانية، والفصائل الفلسطينية وحشد كبير من المصلين والشباب، تقدَّمهم أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد وعدد من اعضاء قيادة التنظيم، وامين سر حركة "فتح" و"م.ت.ف" في لبنان الحاج فتحي ابو العردات، وقنصل دولة فلسطين في جمهورية مصر الحاج محمود الاسدي، وامين سر حركة "فتح" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، واعضاء من قيادة منطقة صيدا وشعبتَي صيدا القديمة وعين الحلوة.

 وبعد تقديم من عريف الحفل الإعلامي جمال الغربي والوقوف دقيقة صمت، تمّت تلاوة الفاتحة لأرواح شهداء فلسطين والأمة المقاومة في وجه همجية العدو الصهيوني.

ثمَّ ألقيت عدة كلمات كانت اولها كلمة القاضي الشيخ أحمد الزين، فحيا صمود الشعب الفلسطيني، وأكد "أننا سنصلي في المسجد الأقصى غصباً عن أميركا وإسرائيل والحكام العرب الذين باعوا ضمائرهم من أجل حفنة من الدولارات"، موجّهًا التحية لأهلنا الصابرين في غزة وفي كل شبر من الأرض الفلسطينية.

وأضاف الشيخ الزين مخاطبًا شعبنا في غزة "أنت أيها الشعب العظيم تدافع وتكافح عن كل شبر من الأرض الفلسطينية. تدافع عن شرف الأمة وكرامتها، وعن عقيدتها، وعن المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله. إننا من صيدا نحيي شعب غزة، ونحيي شعب فلسطين الجريحة لنقول له أن الأمة العربية معك يا شعب غزة. الأمة الإسلامية برمتها وراءك يا شعب غزة لأنك تدافع عن المسجد الأقصى، عن أولى القبلتين، وأرض فلسطين. نحن في صيدا لبنانيين وفلسطينيين وسوريين وعرب ومسلمين ومسيحيين وراءك يا شعب غزة الذي تدافع عن شرف هذه الأمة وعن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة".

تلا ذلك كلمة ألقاها أبو العردات، استهلَّها بالقول: "صيدا المناضلة، وقلعة العروبة، وبوابة المقاومة، ومعروف سعد والشهداء تحيي غزة"، وأضاف "نلتقي اليوم من صيدا الوفية للقضية المركزية لأمتنا المركزية والإسلامية فلسطين لنقول لأهلنا أنهم ليسوا لوحدهم في الشتات. بل كل أبناء الشعب اللبناني والفلسطيني في الشتات على مختلف انتماءاتهم معكم. أنتم يا أهل غزة وحّدتم كل الأصوات. وجمعتنا فلسطين. لذلك نحيي الإعلام اللبناني الذي وحّد عبر نشراته الإخبارية البث لفلسطين. كما نحيي المجلس النيابي الذي اجتمع من أجل فلسطين ومن أجل مسيحيي العراق الذين يتعرضون للاضطهاد والظلم. نلتقي اليوم لنرفع الصوت عالياً ونطالب بالوحدة الوطنية الفلسطينية، وهو مطلب للقيادة الفلسطينية".

وأكَّد أبو العردات أن العدو الصهيوني وحكومة نتنياهو الإرهابية لن يتمكّنا من تدمير القضية الفلسطينية وشرذمة شعبنا، وستسقط مشاريعهم أمام صلابة ووحدة الموقف الفلسطيني وقوة المقاومة الفلسطينية الموحدة"، مشدّدًا على أهمية الوحدة الوطنية وعلى ضرورة توجيه جميع البنادق نحو العدو الصهيوني، رافضًا أي حلول جانبية لها طابع فتنوي يؤدي إلى التفرقة بين صفوف الشعب.

وطالب أبو العردات بتقديم القتلة الإرهابيين إلى المحاكم لينالوا عقابهم بسبب ما ارتكبوه من جرائم بحق أهل غزة، ووجّه التحية لأهالي غزة آملا أن يتحقق النصر والحرية.

وختمت الوقفة التضامنية بكلمة الدكتور اسامة سعد، حيثُ قال: "صيدا انخرطت في النضال في مواجهة المشروع الصهيوني منذ ما قبل ثلاثينيات القرن الماضي.. صيدا هذه تقف اليوم لتحيي فلسطين... لتحيي غزة ... غزة الصامدة... صيدا التي بفضل صمود أهلها من اللبنانيين والفلسطينيين وبفضل مقاومتهم تمكّنت من دحر العدو الصهيوني وهزيمته. صيدا هذه تحيي شعب غزة وفلسطين، وتحيي مقاومة غزة ومقاومة شعب فلسطين".

وأكَّد د. سعد أن شعب فلسطين هو شعب واحد في الأراضي والومخيمات الفلسطينية وفي الأقطار كافةً، وشدَّد على أن هذا الشعب سيتمكن من إفشال مؤامرة أميركا والصهيونية والرجعية لحرف المسارات الفلسطينية، وأضاف "نحن أيضاً ننتمي إلى هذا الشعب العظيم الذي لم يرفع يوماً راية بيضاء في مواجهة هذا العدو الغاصب العدواني العنصري الذي يهدد ليس فقط الشعب الفلسطيني، بل يهدد كل شعوب هذه الأمة العربية، ويهدد كل الأمة الإسلامية ويستبيح مقدساتها. هذا العدو المدعوم بشكل كامل من الولايات المتحدة الأميركية، يحظى بتغطية من أنظمة باعت نفسها للشيطان، ولكن الشعوب العربية وشعب فلسطين لن يتراجعوا عن مواجهة هذا العدو، وعن ممارسة كل أشكال المقاومة من أجل هزيمة المشروع الصهيوني فوق أرض فلسطين، وفوق كامل تراب هذه الأمة. نعم نحن نستبشر خيراً. غزة اليوم بشهدائها، وأبطالها وشعبها ومقاومتها، غزة اليوم تصنع فجراً جديداً لهذه الأمة. وكل ما نشهده على امتداد الساحة العربية هو من فعل هذا التحالف الأميركي الغربي الصهيوني الرجعي العربي الذي يستهدف تدمير سوريا، ولبنان، والعراق، ومصر، وكل بلدان هذه الأمة العربية وتفتيت شعوبها. هذه الشعوب المؤمنة بالله أولاً، والمؤمنة بإرادتها سوف تنتصر على كل هذه المشاريع"، وختم كلمته قائلاً: "نحن لن ننكسر. أمتنا لن تنكسر. غزة لن تنكسر. وسنبقى على عهد فلسطين والمقاومة".