قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن دماء أطفالنا أغلى من كل شيء، وما يهمني كمسؤول عن هذا الشعب ألا تراق نقطة دم لأي طفل، وسنحفظها ونحميها مهما كان الثمن.

وأضاف سيادته في كلمته أمام سفراء فلسطين لدى الدول العربية، عقد، فجر اليوم الأحد 2014/7/20، في المنامة، أن سياستنا دائما كانت ألا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وكذلك نحن لا نحب أحدا أن يتدخل في شؤوننا الداخلية، ولا نقبل لأحد أن يتدخل في شؤوننا على الإطلاق، عندنا قضية ولدينا عنوان، هذا العنوان هو الدولة الفلسطينية التي إذا أراد أحد أن يقول كلمة أو يفعل فعلا فعليه أن يأتي من خلال البوابة الرسمية الشرعية.

وتابع الرئيس 'إننا نتابع الاتفاقات والمعاهدات التي انضممنا إليها في الأمم المتحدة وجنيف وحقوق الإنسان وكل مجال، ومستمرون في هذه السياسة لنحصل على حقنا كاملا في الانتماء لـ63 اتفاقية ومنظمة دولية من حقنا الانضمام إليها'.

وفيما يلي كلمة الرئيس أمام سفراء فلسطين لدى الدول العربية:

'نحن أيضا من جانبا، أكدنا على أننا مع البحرين ضد أي اعتداء خارجي يمسه ضد أي تحركات ضدها، نحن معها واقفون لجانبها للمحافظة على وحدة هذا البلد أرضا وشعبا، كذلك كما تعلمون بالنسبة لموقفنا السياسي العام من الأحداث التي جرت وتجري في العالم العربي قلنا أكثر من مرة لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، بمعنى أن الأحداث التي جرت في تونس وليبا ومصر وسوريا واليمن والعراق، هذه أحداث نعتبرها من وجهة نظرنا نحن الفلسطينيين أحداث داخلية لا نتدخل فيها إطلاقا، على الرغم من أن الوضع العربي منقسم بين مؤيد ومعارض، لكن نحن لنا قضية علينا أن نهتم بها ونلتفت إليها وألا نتدخل في شؤون أحد على الإطلاق.

وهذا كان موقفنا بالذات في كل الدول التي جرت فيه الأحداث، والتي لا زالت تجري فيها هذه الأحداث.

أريد أن نشير إلى أن أي عدوان على الدول العربية نحن ضده، المشاكل الداخلية لا نتدخل بها، لكن أي عدوان ضد الدول العربية نحن ضده، ووقفنا ضده وكما نقف مع البحرين نقف مع الإمارات التي اعتدي على جزرها الثلاث ولا زالت المشكلة قائمة، نحن موقفنا مع الإمارات في الطريقة التي يريدون أن يحلو فيها هذه المشكلة، في الوسيلة التي يسعون لحل هذه المشكلة، ما يطالبون به نحن موافقون عليه.

هناك فرق بين الأحداث الداخلية للدول العربية، والاعتداءات على الدول العربية، نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية أيضا نحن لا نحب أحدا أن يتدخل في شؤوننا الداخلية، ولا نقبل لأحد أن يتدخل في شؤوننا على الإطلاق، عندنا قضية ولدينا عنوان هذا العنوان هو الدولة الفلسطينية التي إذا أراد أحد أن يقول كلمة أو يفعل فعلا فعليه أن يأتي من خلال البوابة الرسمية الشرعية، هذه هي سياستنا في العالم العربي.

سياستنا الدولية؛ ذهبنا للأمم المتحد وحصلنا على دولة مراقب بعد أن فشلنا أن نحصل على دولة كاملة العضوية، والسبب في ذلك الفيتو الأميركي، إلا أننا أصرينا الذهاب مرة أخرى بعد سنة للحصول على دولة مراقب في الأمم المتحدة وحصلنا على ذلك بقبول مشرف 138 دولة مقابل 9 دول فقط وقفت ضدنا، ولا نعتبر الذين امتنعوا عن التصويت وقفوا ضدنا.

هذا الموضوع يحتاج إلى تداعيات وملاحقات ومتابعات كثيرة، أبرز هذه المتابعات أننا خلال الفترة الماضية وبعد أن أفشل نتنياهو المفاوضات بيننا وبينه، ورفض إطلاق سراح الأسرى الثلاثين الذين هم قبل 1993 وبعد أن رفض وقف الاستيطان قررنا الانضمام لـ15 معاهدة واتفاقية دولية على رأسها معاهدة جنيف 1-2-3-4، وفي 1 نيسان الماضي بعثنا برسائل موقعة من قبلنا بهذه الاتفاقات والمعاهدات ونحن نتابع هذا الموضوع في الأمم المتحدة وجنيف وحقوق الإنسان وكل مجال، نحن مستمرون في هذه السياسة لنحصل على حقنا كاملا في الانتماء لـ63 اتفاقية ومنظمة دولية من حقنا الانضمام إليها.

في هذه الأثناء حصلت أحداث مؤسفة وهي اختطاف الإسرائيليين الثلاثة وأخذتها إسرائيل ذريعة لتعيث في الأرض فسادا، في كل من الخليل وبيت لحم والقدس وكل الضفة الغربية، قتلت 15 شابا صغيرا وعلى رأسهم محمد أبو خضير القصة الإنسانية التي لا يمكن أن ينساها أحد في العالم بعد أن حرقوه ثم قتلوه، قد يذكرهم هذا بأشياء كثيرة لكن مع الأسف لا يتذكرون.

ثم انتقل العدوان من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، وفي غزة اشتعلت النيران حيث حماس والجهاد يطلقون الصواريخ وإسرائيل تحصد الضحايا، إلى الآن يوجد أكثر من 300 من الذين استشهدا في غزة وثلث هؤلاء الشهداء من 7-8 عائلات، هناك عائلات 25 وعائلة 10 و8 و5، مجموعهم أكثر من ثلث الشهداء وكلهم مدنيون، وكل الذين استشهدوا حتى الآن مدنيون، هذه مأساة يجب أن نتوقف عندها.

بدأنا مساعينا بالاتصالات مع كل دول العالم وعلى رأسها مع مصر، نحن بالنسبة لما جرى في مصر بعد 30 يونيو أيدنى إرادة الشعب المصري أي نقف مع الشعب، نحن نقول بصراحة إرادة الشعب، بالنسبة لمصر بعد 30 يونيو نحن وقفنا إلى جانب إرادة الشعب المصري أي إلى جانب النظام الجديد الذي يقوده بالانتخابات عبد الفتاح السيسي، ولذلك نحن نقول علاقتنا معهم جيدة، اتصلنا بهم وكانوا يقولون في البداية كيف نتدخل وأنتم تعرفون علاقتنا هنا وهناك، لكن في النهاية حسموا أمرهم وبدءوا مبادرة اسمها المبادرة المصرية، مع الأسف إسرائيل وافقت على هذه المبادرة بينما حماس لم توافق عليها، وهذا أعطى الإسرائيليين ذريعة وسبب واضحا من أجل أن تستمر وبدأت في هجومها البري، ورأسا وقع 50 شهيدا في هذه الحملة المستمرة. هدفنا الأساس أن نوقف شلال الدم الذي يقع الآن في قطاع غزة، لذلك كانت كل مساعينا في الأسبوع الماضي متجها نحو العالم كله لنوقف شلال الدم الذي يجري.

كنت في القاهرة أول أمس، لا أريد أن أتكلم عما قبل القاهرة، لكن لا تتخيلوا وزير خارجية في أوروبا والعالم العربي، وآخر المتكلمين وزير الخارجية البريطاني، والأمين العام للمرة الثانية، وأمس تكلم معنا قداسة البابا لأول مرة ليقول ماذا تريدون أن أفعل وأعمل، أرى أن هناك مأساة تجري لا بد من إنهائها.

ذهبت لتركيا أمس، وتحدثت مع الرئيس غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية احمد أوغلو، وتركيزنا كان أن علينا وقف القتال لفترة معينة من الزمن أسبوع أكثر أو أقل، توضع الطلبات على الطاولة وتناقش، من جهة نعطي فرصة للناس كي يرتاحوا، ومن جهة أخرى لعل وعسى أن نحصل على بعض الأمور التي نحتاجها، والمهم أن نوقف القتال. تركيا في النهاية غدا (اليوم الأحد) سيكونون معنا في الدوحة لنفس الغرض لعل وعسى إذا نجحنا يكون هذا الأمر جيد جدا، وآمل ألا نفشل، وحتى الآن نحن متأملون ومتفائلون لأننا يمكن أن نحصل على هذا، ما لم يحدث شيء جديد. نحن نجمع الليل بالنهار لنوصل أهلنا لوقف القتال ونوقف شلال الدم، أنا كمسؤول عن هذا الشعب يهمني نقطة دم لأي طفل ألا تراق ونحفظها ونحميها مهما كان الثمن، هم أغلى من كل شيء، وبعدها نتكلم في قضايا السياسة وكل شيء نريده، لكن الدم الأغلى عندنا، لكن أن نقول اليوم 100-200-300 هذا كلام غير مسؤول ولا أسمح لأحد أن يقول في العراق يموت كل يوم عدد كبيرة وفي سوريا، نحن نتكلم عن شعبنا لا نريده أن يدمر بهذا الشكل إضافة للشهداء والتدمير الرهيب الذي يقع في قطاع غزة في المؤسسات والمدارس والمنازل والجوامع والجامعات، وهذه للمرة الرابعة تحصل هذه التدميرات، الانتفاضة الثانية، و2008-2009، و2012، والآن في 2014 إلى متى سيبقى الشعب يعمر ويبني ويهدم، أعرف عائلات منذ 2008 دمرت بيوتها إلى الآن لم تجد سكنا لها'.