قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان هناك تأييدا متزايدا داخل اسرائيل لاتخاذ خطوات احادية الجانب تجاه الفلسطينيين في اعقاب فشل مفاوضات السلام.
ورفض نتنياهو فكرة الانسحاب أحادي الجانب من أي مناطق في الضفة الغربية، قائلا: "إن الخطوة ذاتها في قطاع غزة أدت إلى نشوء دولة (حماستان) التي أطلقت منها آلاف الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية".
وقال نتنياهو في حديث لوكالة "بلومبرغ" الأميركية إن "إسرائيل غير معنية بالتحول الى دولة ثنائية القومية، كما انها غير معنية بقيام دولة فلسطينية تحت (وصاية ايرانية) الى جانبها" حسب تعبيره.
واضاف انه يجري مشاورات مع شركائه في الائتلاف الحكومي، وجهات اخرى لاستكشاف الخيارات السياسية المتاحة، موضحا انه لا يؤيد فكرة ابقاء الوضع القائم على حاله.
وقال نتنياهو ان الرئيس محمود عباس "لم يعمل شيئا في مواجهة الإجماع الفلسطيني القائم، وإنما فعل العكس، وتوجه للمصالحة مع حركة حماس، واتخذ خطوات لتحويل الصراع إلى دولي، ولم يتنازل بشأن حق العودة، والدولة اليهودية، ولم يوافق على مناقشة اتفاقية الإطار التي وضعها وزير الخارجية الأميركية جون كيري".
وتابع: "المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية هي الطريقة الأفضل، لكن منذ اتفاقيات أوسلو حاول ستة رؤساء حكومة إسرائيليين التوصل إلى اتفاق من خلال المفاوضات، لكنهم فشلوا جميعا".
وقال: "طالما اعتقدنا اننا على وشك التوصل إلى اتفاق، وعندها تراجع عرفات أو عباس، فهما ليسوا قادرين على التماشي مع هذه المفاوضات. لا توجد قيادة فلسطينية مستعدة لذلك، وشروط الحد الأدنى التي تحتاجها كل حكومة إسرائيلية، للتوصل إلى اتفاق، لا تحظى بالقبول من جانب الفلسطينيين".
وحسب نتنياهو فإن "السلطة الفلسطينية تريد خريطة دولة من دون إنهاء الصراع.. وانها تتوقع أن تنسحب إسرائيل ببساطة، وتغمض عينيها، وتهدم المستوطنات.. لقد فعلنا ذلك في قطاع غزة، ولم نحصل في المقابل على السلام، وإنما على الصواريخ".
وقال انه لن يعلن من جانب واحد عن تجميد البناء في المستوطنات، بزعم ان هذا الأمر لن يدفع محادثات السلام إلى الأمام.
واضاف ان "المستوطنات قضية مهمة، لكنها ليست جوهر الصراع مع الفلسطينيين". وقال إن 80% - 90% من المستوطنين يسكنون في الكتل الاستيطانية الكبيرة، و"التي يعرف الجميع أنها ستبقى جزءا من إسرائيل في أي تسوية دائمة" حسب قوله.
وادعى نتنياهو ان مساحة المستوطنات بالنسبة لمساحة الضفة الغربية لم ترتفع بشكل ملموس في السنوات العشرين الأخيرة، وانه لم تبن أية مستوطنة منذ أن ترأس حكومته الأولى في عام 1996، مشيرا إلى الزيادة السكانية في الكتل الاستيطانية من دون أن يؤثر ذلك على الخريطة، وأن بناء بضع مئات من الوحدات السكنية لن يغير الوضع، حسب قوله.
وأوضحت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي، مساء أمس أن نتنياهو عندما تحدث عن خطوات أحادية الجانب لم يقصد إخلاء مستوطنات. وأضافت المصادر: "لا توجد لرئيس الحكومة أي نية بإقتلاع مستوطنات وأنه تحدث عن بدائل سياسية على خلفية فشل المفاوضات، وهو يبحث هذه الأيام في الخطوات التي يمكن اتخاذها أمام الفلسطينيين في ضوء الوضع الجديد الذي نجم عن فشل المفاوضات وعملية المصالحة بين فتح وحماس ويجري مشاورات بهذا الخصوص مع كتل الائتلاف المختلفة".
وتعليقا على تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي محمد المدني ان أبناء الشعب الفلسطيني يريدون السلام، وأن التعثر في المفاوضات حاليا سببه الجانب الإسرائيلي.
وشدد المدني في بيان صحفي، على أن نتنياهو هو المسؤول المباشر عن فشل المفاوضات، وليس القيادة الفلسطينية؛ مذكرا بأن الأميركيين وجهات دولية أخرى وجهت أصابع الاتهام لنتنياهو بإفشال المفاوضات.
من جانبه أعرب وزير الاقتصاد الاسرائيلي ورئيس البيت اليهودي، نفتالي بينيت، عن تأييده لتصريحات نتنياهو قائلا: "ان خطوة من هذا النوع تعني ضم الأراضي التي احتلتها اسرائيل عام 67".
وأضاف بينيت في بيان نشره على الفيس بوك: "أنا أسمع عن خطوات أحادية الجانب وأنا أؤيد ذلك ونحن ندفع باتجاه بسط القانون الاسرائيلي من طرف واحد على غوش عتصيون، واريئيل، وغور الأردن، ومعاليه أدوميم، وعوفرا، وألفي منشيه، ومحيط مطار اللد ومجمل الاستيطان اليهودي، وسأواصل الدفع بهذا الاتجاه بكل ما أوتيت من قوة، حتى يحدث ذلك وسيحدث" حسب قوله.
وادعى بينيت ان "العرب كسروا قواعد اللعبة وعهد المفاوضات انتهى، فهم يقومون بخطوات أحادية، مثل الانضمام للمعاهدات الدولية والتحريض وغيرها، وحان الوقت لكي نفعل ما هو لصالح اسرائيل"، على حد قوله.
من جانبها قالت وزيرة القضاء الإسرائيلية تسيبي ليفني ان "هناك مجموعات ممثلة في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي لا تريد تسوية سياسية مع الفلسطينيين وتقوم بكل ما هو ممكن من أجل تقويض السلام، وتدفع باتجاه دولة ثنائية القومية".
ودعت ليفني، في تصريحات نشرتها على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، إلى عدم الالتفات إلى اقتراح كل من بينيت، ووزير المواصلات الإسرائيلي إسرائيل كاتس.
وأضافت ليفني: "بينيت يدعو لضم المنطقة (ج) في الضفة الغربية وتدمير الجدار الفاصل لإقامة دولة واحدة وهو يدعو لمنح الفلسطينيين حكما ذاتيا، لكن إذا ما تم تدمير الجدار وأصبحت هناك منطقة واحدة فهذا يعني أن مليونين ونصف المليون فلسطيني سيصبحون مواطنين في هذه الدولة (إسرائيل) ما يعني نهاية الصهيونية".
وقالت ليفني إن "الاقتراح الثاني هو ما طرحه الوزير إسرائيل كاتس بشأن القدس الكبرى، بحيث نضم كتلة غوش عتصيون (الكتلة الاستيطانية جنوب الضفة الغربية) ومعاليه أدوميم (الكتلة الاستيطانية شرق القدس) وجفعات زئيف (مستوطنة كبيرة شمال القدس) إلى القدس". وتابعت أن "كاتس وبينيت يعلمان ان اقتراحيهما لن يتحققا، إنهما يريدان فقط تسجيل النقاط لصالح من لا يريدون النظام (اليمين المتطرف)، الذين لا يفهمون خطورة الاقتراحات وانعكاسها السلبي على إسرائيل، نريد أن تكون إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية وأن تكون مرتبطة مع العالم وأن يكون اقتصادها منتعشا".