من حق فروع حركة الاخوان المسلمين في اصقاع الدنيا انتقيم الاحتفالات بفوز الرئيس الدكتور محمد مرسي في انتخابات الرئاسة المصرية. ومن حقهاان تراهن على الدور، الذي يفترض ان يشكله ويقوم به (مرسي) في حياة قيادات وكوادر واعضاءالتنظيم العالمي للاخوان المسلمين وخاصة في مصر وجيرانهم الفلسطينيين وتحديدا جماعةالانقلاب في قطاع غزة 

غير ان البعض من ممثلي حركة حماس قيادات وكتاب رأي وناطقيناعلاميين تطيروا كثيرا في قراءة التداعيات، التي سيتركها انتخاب الرئيس مرسي. بعضهماعتبر ان فوز مرسي سيدفع الامور في الضفة الفلسطينية 'الى الثورة ضد الرئيس محمود عباس.'!وهذا ما عبر عنه الكاتب مصطفى الصواف. القيادات امثال ابو مرزوق وهنية والزهار وحماد،كل منهم غنى على ليلاه ، لكنهم اجمعوا على ان انتصار مرسي 'عمق انتصارهم' و'ثبت اماراتهم.'و 'فتح الافق امام رفع الحصار عنهم'. و' رفعوا من سقف مطالبهم بشأن المصالحة، من خلالرفضهم الربط بين الانتخابات التشريعية والرئاسية وتشكيل الحكومة.' واطلق ناطقوا حماسابو زهري وبرهوم العنان لتحريضهم على السلطة والرئيس ابو مازن تحديدا من خلال الضربعلى وتر المعتقلين في سجون السلطة، والتنسيق الامني مع اسرائيل ... الخ حتى كتائب عزالدين القسام لم تتأخر عن ركب الموجة الحمساوية، فقامت على عكس السنوات الماضية بتبنياطلاق الصواريخ على اسرائيل، كما اطلقوا العنان للشعارات النارية المتحدثة عن 'المقاومة'.  

وكان سبق الانتخابات الرئاسية اطلاق تصريحات تؤشر الىالمنحى الذي يحلم به جماعة الاخوان المسلمين عموما وفي قطاع غزة خصوصا، عندما اعلنالقيادي فتحي حماد في 14 حزيران الماضي 'محاربة العلمانية' و'رفض التعامل مع انصارها'، كما اطلق الزهار التصريح القائل ، انه 'سيقيم عاصمة ا لدولة الاسلامية في مبنى المجلسالتشريعي في قطاع غزة.'!؟  

مجمل التصريحات والاقوال، التي اطلقها قادة وممثلو حركةحماس تعكس فقر حال سياسي لديهم، حيث تناسوا الاتي : اولا جاء مرسي لكرسي الرئاسة بنسبةفوز ضيئلة جدا، اي النصف زائد واحد. وهذه النسبة التي صوتت لمرسي، ليست جميعها من انصارحركة الاخوان المسلمين، بل ان اكثر من نصفهم، حوالي75% الى 70% كانوا من قوى اسلاميةاخرى (السلفيين) وجماعة 6 ابريل وغيرهم من القوى المناهضة للفريق احمد شفيق، المرشحالرئاسي المنافس، والذي لاحقته تهمة 'الفلول' حتى الان (هذه القوى اطلق عليها الاخوانالجبهة الوطنية ). (وهناك مصادر تدعي ان الفائز في الانتخابات كان الفريق شفيق ولكناحتدام الاستقطاب بين الطرفين، وبلطجة الاخوان ووجود مخطط تفجير الحرب الاهلية، فضلاعن التدخل الفج من قبل الولايات المتحدة دفع المجلس العسكري والقوى المختلفة ذات الصلةمع جماعة الاخوان المسلمين لاجراء الاتصالات والحوارات المكثفة وابرام مساومة ادت لتغليبفوز مرسي على شفيق حماية لمصر ودرءا للاخطار المحيقة بها) ثانيا مرسي رئيس لجمهوريةمصر وليس لقطاع غزة، مصر ذات الثقل العربي والاسلامي والاقليمي، تفرض عليه على عدمخبرته السياسية التعامل بحذر شديد مع الواقع المصري والعربي وخاصة الفلسطيني. وما كانمسموحا لمرسي قبل تسلمه موقع القيادة من مساحة التصريح السياسي لم يعد كذلك، ومن استمعلخطابه ادرك ذلك جيدا، فهو لم يتطرق للقضية الفلسطينية بتاتا. ثالثا الالتزامات التيتعهدت بها جماعة الاخوان للولايات المتحدة الاميركية وضمنا اسرائيل ودول الاتحاد الاوروبيتحول دون تجاوز الدكتور مرسي حدود ما هو مسموح به. 

بالتأكيد سيسمح لبعض قادة تنظيم الاخوان في مصر اطلاقبعض التصريحات والمواقف السياسية لتلميع دور الجماعة، ولكن هذه المواقف ستكون الوجهالاخر لتعزيز العلاقة مع الادارة الاميركية. كما ان الرئاسة المصرية قد تسمح ببعض الانفراجاتعلى المعبر الدولي بين الرفحين الفلسطينية والمصرية، ولكنها (الرئاسة) لن تتجاوز الاتفاقاتالدولية المبرمة بين مصر واسرائيل والولايات المتحدة وخاصة اتفاقية نوفمبر / تشرينثاني 2005، إلآ اذا اتجه الاخوان لتنفيذ مخطط اعفاء اسرائيل من المسؤلية الملقاة عليهاتجاه قطاع غزة كجزء لا يتجزأ من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وبالتالي سعوالربط القطاع بمصر مؤقتا على طريق تنفيذ المخطط الاسرائيلي - الاميركي الهادف لاسكانحوالي 750 الف مواطن غزة في المنطقة الواصلة بين العريش ورفح المصرية، كمقدمة لاقامةالدولة الفلسطينية ما بين العريش وبيت حانون. 

لكن من تابع تصريحات بعض قادة الاخوان المسلمين المصريينعشية الانتخابات، ادرك انهم لا يستطيعوا تحمل اعباء قطاع غزة، وان اولويتهم ستتركزعلى مصالح وهموم الشعب المصري. بتعبير آخر ، هم الان غير مستعدين ، وليسوا جاهزون لايخطوة قد تؤثر على دورهم الداخلي، خاصة وان كم التحديات المطروحة على الرئيس الجديدتفوق قدراته وقدرات الاخوان المسلمين عموما وليس فقط في مصر.

لذا على جماعة الاخوان في غزة ان يتريثوا قليلا ، وانيبتعدوا عن الصبيانية السياسية في قراءة التطورات في الساحة المصرية. وان يكفوا عنالتحريض على الرئيس محمود عباس والسلطة الوطنية وقيادة فتح ومنظمة التحرير. والتوقففورا لان الاتفاقات المبرمة بين تنظيم الاخوان المسلمين واميركا وضمنا اسرائيل والتنسيقمع الادارة الاميركية لا تسمح لادعياء 'المقاومة' الشعارتية الاستمرار بالبعبعة والديماغوجياالكلاموجية، لان الرئيس عباس واركان قيادته الاكثر حرصا على الوطنية الفلسطينية والمصالحةالفلسطينية. وبالتالي عليهم جميعا الاندفاع نحو المصالحة ون تردد لانها في مصلحتهمومصلحة كل الوطنيين من مختلف التيارات السياسية والاجتماعية والثقافية.