دعت وزيرة القضاء الاسرائيلية تسيبي ليفني امس الى التعامل مع هجمات المستوطنين والمتطرفين اليهود ضد الفلسطينيين او الاسرائيليين العرب كأعمال "ارهابية". وقد كثف ارهابيو "دفع الثمن" مؤخرا هجماتهم التي تستهدف الفلسطينيين وممتلكاتهم على جانبي الخط الأخضر، وكان آخر تلك الهجمات كتابة شعاري "الموت للعرب" و"دفع الثمن" على جرافة لمواطن من ابو غوش في القدس. من جهة ثانية، اعلنت الشرطة الاسرائيلية امس ان مئات من المستوطنين في مستوطنة "يتسهار" شمال الضفة الغربية هاجموا رجال شرطة اسرائيليين كانوا يحققون في اعتداءات ضد المواطنين تضاعف عددها مؤخرا.
وقالت ليفني لاذاعة الجيش الاسرائيلي "استطيع ان اؤكد لكم بأنه لا يوجد اي سبب سياسي (للنتائج المحدودة التي حققتها قوات الامن)،يجب علينا فقط ان نقبل بان هنالك ارهابيين يريدون تحويل المجتمع الاسرائيلي الى مجتمع تسود فيه الكراهية".
وتأتي مقابلة ليفني بينما تصاعدت في الاسابيع الاخيرة عمليات "دفع الثمن" التي ينتهجها مستوطنون متطرفون ضد اهداف فلسطينية او عربية اسرائيلية.
واشارت ليفني بأنها ستعقد اجتماعا عاجلا مع وزير الامن الداخلي اسحق اهرونوفيتش هذا الاسبوع بحضور مسؤولين من الشرطة وجهاز الامن الداخلي(الشين بيت) والجيش والسلطات القضائية لوضع خطة عمل.
وأعلنت الشرطة الاسرائيلية امس ان مئات من المستوطنين في مستوطنة "يتسهار" هاجموا مساء السبت رجال شرطة اسرائيليين كانوا يحققون في اعتداءات ضد المواطنين تضاعف عددها مؤخرا.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا سمري لوكالة فرانس برس "تمت مهاجمة افراد من الشرطة من قبل مئات السكان الذين قام بعضهم بالقاء الحجارة على قوات الامن". واشارت سمري الى ان الشرطة جاءت لمداهمة منزل زوجين من المستوطنين يشتبه في قيامهما بكتابة شعارات معادية للمسلمين في 18 من نيسان الماضي في مسجد في ام الفحم، وأوقفتهما على ذمة التحقيق.
وينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة انتقامية منهجية تعرف باسم "دفع الثمن" وتقوم على مهاجمة اهداف فلسطينية وكذلك مهاجمة جنود في كل مرة تتخذ السلطات الاسرائيلية اجراءات يعتبرونها معادية للاستيطان. وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية واحراق سيارات ودور عبادة مسيحية واسلامية واتلاف اشجار زيتون. ونادرا ما يتم توقيف الجناة. واعلنت سمري انه كتبت شعارات معادية للعرب مثل "دفع الثمن" وأخرى تمجد الحاخام مئير كاهانا مؤسس حركة كاخ العنصرية المعادية للعرب في موقع شمال غرب القدس غداة تخريب حقل في الضفة الغربية.
وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية امس انه سيتم عقد اجتماع طارئ هذا الاسبوع لمناقشة الوسائل اللازمة لوقف موجة العنف ضد الفلسطينيين وعرب اسرائيل.
وكانت الخارجية الاميركية استنكرت في تقريرها السنوي عن الارهاب الذي نشرته الاربعاء، كون اعتداءات متطرفين اسرائيليين وخصوصا مستوطنين في الضفة الغربية المحتلة على الفلسطينيين "لم تستتبع بملاحقات".
وندد الرئيس السابق للشين بيت كارمي غيلون برفض اجهزة الامن الاسرائيلية الحالية "التعامل مع هذه المجموعات الصغيرة اليهودية باعتبارها مجموعات ارهابية". وقال "في جهاز الامن الداخلي لا وجود لعبارة (لا يمكننا)، هي بالاحرى (لا نريد)".