واصلت قوات الاحتلال أمس اعتداءاتها في مناطق مختلفة بالضفة حيث اقدمت على هدم 3 منازل قرب الخليل واعتقال 8 مواطنين بالضفة بينهم فتاة وأسيران محرران. وفيما شارك آلاف المواطنين في تشييع جثامين اربعة شهداء في البيرة ودير أبو ضعيف وعقابا، حذرت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في بيان لها أمس من تبعات حملة تحريضية احتلالية إسرائيلية على المسجد الاقصى.
وقالت المؤسسة إن وزراء إسرائيليين وأعضاء كنيست شنوا حملة تحريضية واسعة ضد المسجد الأقصى المبارك والمصلين فيه، مطالبين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالتدخل مباشرة لتغيير الواقع بالمسجد لصالح اليهود، وفرض السيادة الاحتلالية عليه سريعا.
واشارت المؤسسة الى ان ذلك جاء خلال الاجتماع الطارئ الذي دعت إليه "منظمات الهيكل المزعوم" مساء الثلاثاء بالقدس المحتلة لبحث سبل تكثيف التواجد اليهودي في المسجد الأقصى بحضور 300 شخص بينهم أعضاء كنيست من حزبي الليكود والبيت اليهودي، والعشرات من المستوطنين و"الربانيم".
وقالت المؤسسة إن الاجتماع تخللته العديد من الكلمات التحريضية ضد المسجد الأقصى والمصلين فيه، وأبرزها تصريحات الناشط الليكودي الحاخام يهودا غليك التي قال فيها إنه" لا يمكن القبول بأي حال من الأحوال الاستمرار في الوضع القائم بالأقصى، وسيطرة المسلمين عليه، ويجب تغيير هذا الواقع بشكل سريع".
بدوره، قال نائب رئيس الكنيست موشيه فيغلين إن "الأوقاف الإسلامية هي التي تسيطر وتدير الأقصى، ولا بد من نقل السيادة عليه إلى الحكومة الإسرائيلية بشكل كامل".
فيما طالبت عضو الكنيست من البيت اليهودي شولي موعلم رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتدخل مباشرة لفرض واقع جديد آخر في المسجد الأقصى، ما يعني فرض الصلوات اليهودية.
أما نائب وزير الأديان الإسرائيلي إيلي بن دهان فقال في تسجيل صوتي عرض خلال الاجتماع: "لقد أنهى مكتبي وضع اللوائح القانونية لترتيب صلوات يهودية في الأقصى، وبقي فقط على نتنياهو أن يوقع عليها من أجل أن تكون سارية المفعول"، مضيفا "أتمنى أن يكون ذلك بأسرع وقت، وأنا أؤيد قضية الصعود لجبل الهيكل، وإقامة الصلوات فيه".
وخلال الاجتماع، طالب عدد من "الربانيم" الرئيسيين بتغيير الفتوى والسماح للمجتمع الإسرائيلي بالصلاة في المسجد الأقصى.
وفي بيان آخر قالت مؤسسة الاقصى إن 100 مستوطن وعدداً من "الربانيم" في مقدمتهم رئيس ما يسمى "معهد الهيكل" الراف يسرائيل ارئيل اقتحموا المسجد الأقصى أمس على دفعات، وتجولوا في أنحاء متفرقة من باحاته.
وهدمت قوات الاحتلال أمس منزلين، في منطقة البص بشيوخ العروب شمال الخليل تعود للمواطنين محمد حلمي أبو غازي، وحسن أبو غازي، كما جرفت أشجار زيتون وعنب وتين وجدراناً استنادية في المنطقة. واندلعت مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال في المنطقة أدت الى اصابة 7 مواطنين بالرصاص المغلف بالمطاط وبالاختناق.
كما هدمت قوات الاحتلال أمس منزلا وبئر مياه في منطقة واد البقر "خلة الشرباتي" جنوب شرق مدينة الخليل. وأفادت مصادر محلية لـ"وفا" أن آليات الاحتلال داهمت خلة الشرباتي، وهدمت منزلا وبئر مياه تعود ملكيتهما للمواطن محمد شحادة الرجبي.
وأصيب أمس عدد من طلبة مدرستي الشهيد سعيد العاص الأساسية وذكور الخضر الثانوية في بلدة الخضر بحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز في باحات المدرستين.
كما أصيب عامل مساء أمس برصاص الاحتلال شمال قطاع غزة. ووصف مسعفون حالة المصاب بالمتوسطة.
وشيع آلاف المواطنين أمس جثماني القائدين في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، الأخوين عادل وعماد عوض الله، اللذين سلمت سلطات الاحتلال جثمانيهما لذويهما بعد ان احتجزتهما منذ العام 1998 في مقابر الأرقام. وانطلق موكب تشييع الشهيدين من منزلهما في مدينة البيرة، صوب مسجد جمال عبد الناصر، لأداء صلاة الجنازة عليهما ومن ثم لمقبرة الشهداء في مدينة البيرة.
كما شيع آلاف المواطنين جثمان الشهيد توفيق هاشم عارف محاميد من قرية دير أبو ضعيف شرق مدينة جنين، في موكب عسكري رسمي لقوات الأمن الوطني انطلق من أمام مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي. وانطلقت مسيرة حاشدة في قرية دير أبو ضعيف تلاها مهرجان خطابي للشهيد بعد الصلاة عليه في مسجد القرية، جابت الشوارع بموكب عسكري قبل أن يوارى الثرى وهم رافعون الأعلام الفلسطينية وصور الشهيد.
وشيع الآلاف من أبناء محافظة طوباس والأغوار الشمالية، أمس رفات الشهيد عز الدين شهيل المصري، إلى مثواه الأخير في بلدة عقابا، بعد أن أفرجت قوات الاحتلال عن رفاته بعد ثلاثة عشر عاما من الاحتجاز فيما تسمى مقابر الأرقام. وشارك في التشييع محافظ طوباس والأغوار الشمالية ربيح الخندقجي، ورئيس بلدية عقابا جمال أبو عرة، وقيادة منطقة طوباس وفصائل العمل الوطني والإسلامي ورؤساء الهيئات المحلية ومدراء الدوائر الحكومية والأهلية وجماهير المحافظة من مختلف مناطقها.
واعتقلت قوات الاحتلال أمس 8 مواطنين بينهم فتاة وأسيران محرران، إثر عمليات دهم وتفتيش نفذتها في مواقع مختلفة بالضفة.