يعتقد جنرالات جيش الاحتلال أن انياب كلابهم البوليسيةقادرة على انتزاع الشجاعة من قلوب الشباب الفلسطينيين المقاومين سلميا، فالشعب الذيلم تنل دبابات الاحتلال وطائراته من ارادته، لن تقوى عليه وسائل التنكيل والقمع حتىولو كانت كلابا متوحشة. تطيع الكلاب آمرها ومسيرها حتى بالاشارة، إلا كلاب الاحتلالفقد بلغ منسوب العنصرية المدسوس في طعامها حدا لا يصدق، رأيناه في مشاهد بالغة التأثيرعلى كل ضمير وصاحب بصر وبصيرة انسانية، ساعة اطبق كلب عسكر الاحتلال بفكيه وأنيابهعلى رسغ الشاب المواطن احمد اشتيوي في كفر قدوم. لا يحتاج المرء لكثير من الفهم حتىيعرف المسؤول المباشر عن انفلات « كلب الاحتلال المسعور» وعدم انصياعه لأوامر ضباطه،فلولا الشحن اللامعقول « للكلب» لكان انصاع بمجرد الاشارة، لكنه كلب شرس، مُدربٌ بمنهجيةتتوازى مع شراسة الاستيطان. لم يتردد المناضل مراد اشتيوي – منسق الحملة الشعبية لمقاومةالاستيطان في كفر قدوم – فهب مع متضامن أجنبي لتحرير الشاب من انياب الكلب وعسكر الاحتلالالذين عز عليهم القسوة مع كلبهم المدلل، فتقدم محاولا وطالبا من الجنود ارغام كلبهمعلى اطاعة الأوامر، وهو يعلم سلفا ويقينا أنه يعرض نفسه للخطر والاعتقال، وفعلا حصلما كان متوقعا، اذ انقض عسكر الاحتلال على المناضل مراد بعد السيطرة عليه بمخدر وموادحارة رشوها على وجهه وكبلوه فيما الشاب احمد يعاني من نهش كلبهم لمعصمه !. سجل أبناءشعبنا في كفرقدوم صورة جديدة من صور التضحية والايثار الى حد التضحية من اجل انقاذالأخ والشقيق وابن العم والجار والصديق وابن البلد، فهذه الخصال الحميدة المعروفة عناهلها الصامدين كانت وما تزال أحد أهم مقومات وركائز المقاومة الشعبية السلمية التيرفعت لها كفر قدوم قواعد مدرسة منهجية عملية، تثبت يوما بعد يوم نموذجيتها لاعتمادهامبادىء وأخلاقيات وسلوكات وأفكار وأدبيات حركة التحرر الوطنية الفلسطينية. حرضت صورالحادث منظمات حقوقية دولية على ادانة الجريمة باعتبارها مخالفة للمواثيق الدولية واتفاقياتمناهضة التعذيب، وأدانت منفذيها بدءا من عسكر الاحتلال باعتباره الجريمة الأصل الأكبر،مرورا بالجريمة الموازية اللا أخلاقية ( الاستيطان )، وصولا الى أداته المتوحشة « الكلبالشرس المتمرد» . . . ويبقى السؤال الأهم، هل ستحرض جرائم الاحتلال والمستوطنين القوىالوطنية الفلسطينية، فتقرر توسيع دائرة المقاومة الشعبية سلميا، فإن كانت القياداتبحاجة الى نموذج شعبي فما عليهم سوى المشاركة الفعلية ولو لمرة واحدة في مسيرة كفرقدوم، ليلمسوا كم في نفوس شباب ورجال ونساء هذه الارض من ارادة تتنافس في طيبتها ارضهموزيتونهم ولوزهم وقمحهم، فهناك من هذا الشعب من يؤكد أن للارادة والعمل المنظم مدرسة،مفتوحة ابوابها للمعلمين ذوي الكفاءة، وللدارسين الراغبين بالتزود من علوم المقاومةالشعبية السلمية. فلعل الدارس يتعلم كيف يعيش المواطنون الفلسطينيون في كفر قدوم بكبرياءوإباء، وكيف يواجهون بالعلم والراية والارادة سلاح اللصوص وانياب الكلاب.