الجدار و الاستيطان

قال خبير الزيتون المهندس الزراعي فارس الجابي، أن أكثر من عشرة ملايين شجرة زيتون مزروعة في فلسطين بمساحة تزيد عن (900) ألف دونم معظمها في المناطق الجبلية، موضحاً أن فلسطين تنتج من زيت الزيتون 35 ألف طن سنوياً تعتاش منها مئة ألف عائلة بشكل كلي أو جزئي، مؤكداً أن الجدار عزل (50) ألف دونم مزروعة بالزيتون في مختلف محافظات الضفة، مما اثر سلباً على إنتاجية هذه المساحة بسبب نقص الخدمات الزراعية التي تقدم لها نتيجة إجراءات الاحتلال التي تحول دون وصول أصحابها.
وأشار الجابي أن هناك تراجع واضح في إنتاجية الزيت والزيتون في فلسطين في الفترة الأخيرة نتيجة الجدار وعدم إجراء عمليات التشبيب والتقليم بالشكل الصحيح، مشدداً على ضرورة إحياء هذه الشجرة التي تعتبر احد ركائز الاقتصاد الفلسطيني خاصة وإنها تحتل (50%)من المساحة المزروعة في فلسطين و(80%)من المساحة المستغلة في زراعة الأشجار.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها مركز العمل التنموي (معا) اليوم الاحد، لمزارعي قرية الرأس جنوب طولكرم، وذلك في قاعة المجلس القروي بالقرية، بمشاركة الجابي، ومسؤول مركز معا راغب كميل، ورئيس مجلس قروي الراس عيد ياسين، وعدد من مزارعي القرية المتضررين من الجدار.

وأوصى المشاركون في الورشة بضرورة الاهتمام بالأراضي المزروعة بالزيتون خلف الجدار، وإعطائها أهمية خاصة عبر مساعدة أصحابها في الوصول إليها وخدمتها، مشددين على ضرورة تقديم برامج إرشادية وتوعية لأصحابها ووضع برامج لتطويرها.

وشدد المشاركون على ضرورة التواصل مع مؤسسات السلطة الوطنية خصوصاً وزارتي الزراعة والجدار، التي تعمل منذ قدوم السلطة الوطنية لمواجهة مشاكل المزارعين من خلال إعداد برامج وخطط تهدف إلى زيادة الربح عن طريق زيادة الإنتاج وتقليل التكاليف.

بدوره، اوضح المهندس كميل ان هذه الورشة تأتي ضمن سلسلة من الورش التي ينظمها مركز " معا " في قرى الكفريات المنكوبة من الجدار الذي دمر أخصب أراضيها وحول أصحابها إلى عاطلين عن العمل.

وتطرق كميل في حديثة إلى المشروع الذي يطبقه مركز العمل التنموي في الكفريات من خلال مشروع تطوير الأمن الغذائي الممول من الحكومة الاسترالية لزيادة الوعي والاهتمام بهذه الشجرة.