دعا رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، برلمانات العالم الإسلامي التي تجتمع اليوم الثلاثاء، في العاصمة الإيرانية طهران لمناقشة قضايا العالم الإسلامي وعلى رأسها القضية الفلسطينية، إلى إعلان دعمها الكامل لصمود وثبات الرئيس محمود عباس لمواجهة الضغوط والتهديدات التي تطلقها إسرائيل ضده.

 
ونقل الزعنون تحيات الرئيس إلى قائد الثورة الإسلامية الإمام علي خامنئي وإلى الرئيس حسن روحاني، وإلى جميع المشاركين في المؤتمر.
 
وشدد في كلمته أمام 53 برلمانا إسلاميا مُشاركا في أعمال الدورة التاسعة لاتحاد مجالس (برلمانات) الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على أن الانحياز الأميركي لإسرائيل ودعمها ماليا وسياسيا وعسكريا يجب أن يقابله ذات الدعم والمؤازرة للشعب الفلسطيني من كل الدول الإسلامية والعربية لتحقيق التوازن المطلوب.
 
وطالب المجتمعين في طهران الخروج بنتائج عملية تصلِّب الموقف الفلسطيني وتدعمه في وقت تشتد فيه الضغوط على الرئيس لقبول ما يعرض عليه في المفاوضات من مقترحات لا تلبي حقوقنا الوطنية الثابتة، مؤكدا أنه لا بد من التأكيد على التنسيق الفلسطيني الكامل مع جميع الأشقاء العرب والمسلمين والأصدقاء في العالم لحماية المقدسات وفي رفض أي سيطرة إسرائيلية عليها وعلى الأغوار.
 
وأعاد الزعنون في الجلسة العامة للبرلمانات الإسلامية والتي افتتحها الرئيس الإيراني حسن روحي صباح اليوم، التأكيد على الموقف الفلسطيني المتمثل بما ورد في رسالة رسمية أرسلها الرئيس محمود عباس إلى الرئيس الأميركي أوباما وأبلغها لوزير خارجيته جون كيري أنه لا يمكن قبول دولة فلسطينية دون القدس، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين حسب القرار 194، ولا يمكن لنا الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، ولا يمكن قبول بقاء أي تواجد عسكري إسرائيلي أو استيطاني على أراضي تلك الدولة، وإطلاق سراح الأسرى من السجون الإسرائيلية، مشيرا إلى أن هذا الموقف الثابت هو السبب الرئيسي في تصاعد الضغوط الأميركية والإسرائيلية على الجانب الفلسطيني.
 
وبخصوص القدس وما تتعرض له من هجمة تهويدية شاملة، طالب الزعنون البرلمانات الإسلامية بالعمل على تعزيز الجهود العربية والإسلامية، وتفعيل عمل الصناديق المالية التي أنشئت من أجل القدس مقابل الميزانيات الكبيرة التي ترصدها سلطات الاحتلال لتنفيذ مخططاتها الهادفة لتهويد القدس والسيطرة عليها.
 
وقال: إن شعبنا مستمر في نضاله ومقاومته التي تتعزز وتنتشر تأكيدا على حقه في التخلص من الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى جاهدا لمصادرة الأراضي وإقامة مزيد من المستوطنات عليها.
 
وتابع: 'أننا أصحاب حق، والمشروع الصهيوني بانحسار، فقد اعترفت الغالبية الساحقة من دول العالم في الأمم المتحدة بفلسطين دولة تحت الاحتلال بحدود الرابع من حزيران عام 1967، كما قرر الاتحاد الأوروبي مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية، ومقاطعة الأفراد والمؤسسات والشركات التي تتعامل مع تلك المستوطنات التي اعتبرها الاتحاد غير شرعية ومخالفة للقانون الدولي، والذي بدأ تنفيذه بداية هذا العام.
 
وقال الزعنون، إنه إذْ يشكر الجميع على الجهود التي بذلوها والدعم الذي قدموه إلى أهلنا في قطاع غزة المحاصر براً وبحراً وجواً من قبل إسرائيل، ليتمنى أن تستمر الجهود والتقارب الحالي بين حركتي فتح وحماس وأن تتوج بإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام وفق ما ورد في اتفاقيتي القاهرة والدوحة.
 
واستذكر الزعنون أمام المجتمعين المشاركة الفلسطينية بنجاح الثورة الإيرانية عام 1979 عندما استجابت قيادات الثورة الفلسطينية لنداء الأخوين أبو عمار وأبو جهاد للحضور إلى طهران والمشاركة في ذلك الاحتفال بالنصر، مشيرا إلى أنه شخصيا كان أحد الذين لبوا ذلك النداء باعتباره ممثل حركة فتح في الكويت والالتقاء بقائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني آنذاك.
 
وقدم الزعنون الشكر للجمهورية الإسلامية الإيرانية رئيسا ومجلسا وحكومة وشعبا لاستضافتهم الكريمة، معربا عن سعادته بأن يكون في وقت يحتفل فيه الشعب الإيراني بمرور 35عاماً على ثورته التي رفعت شعاراً هاماً لها وهو تحرير القدس، مؤكدا أن لإيران دوراً محورياً في استتباب الأمن على المستوى الإقليمي والدولي، مطالبا برفع الحصار عن الشعب الإيراني، لتستعيد إيران عافيتها ودورها الإقليمي كعنصر رئيس في تحقيق الاستقرار مع جيرانها، لتكون سندا قويا مع شقيقاتها لنصرة قضايا المسلمين وعلى رأسها القضية الفلسطينية