دعا مقال في صحيفة هآرتس الإسرائيليين للتفطن إلى "جنون" الحرب التي يشنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وطالب الصحفي الإسرائيلي أوري مسغاف، في مقاله المسؤولين الإسرائيليين بالكف عن اللعب بعقول مواطنيهم، وتساءل: إذا كانت رفح تعد حقًا مفتاح نجاتنا فلماذا لم نهاجمها حتى الآن؟

وتابع متسائلاً: "إذا لم نتمكن (الإسرائيليون) من ضمان أمن النقب الغربي دون السيطرة على معبر رفح فلماذا انتظر الجيش حتى هذا الأسبوع للاستيلاء عليه؟ وإذا كان سكان المنطقة الحدودية في غزة لا يستطيعون العودة إلى منازلهم دون تدمير الفصائل الفلسطينية التي من المفترض أنها تنتظر بصبر هلاكها على يد قواتنا في رفح، فكيف لم يحدث ذلك حتى الآن؟".

لكنه استدرك أن الحكومة الإسرائيلية ومن يصفهم بالمترددين على غرف أخبار القنوات التلفزيونية من إعلاميين ومذيعين وغيرهم، يعتقدون أن الإسرائيليين جميعًا أغبياء عندما يتحدثون عن مدى خطورة دخول الجيش مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، وعن مقتضيات الأمن القومي الإسرائيلي والخطوط الحمراء التي من غير الوارد حتى من وجهة نظر الوزراء المعتدلين التنازل عنها.

ووصف مسغاف، الحرب التي تدور رحاها في غزة بأنها "مروعة وإجرامية"، مضيفًا: أن "رئيس الأركان هرتسي هاليفي لا يقل ذنبًا عن نتنياهو في الإصرار على مواصلتها"، مشددًا على أن واجبه تجاه الجنود والمواطنين في إسرائيل لا يقتصر على تنفيذ الأوامر، بل أن يقول للقيادة السياسية "كفى" ما جرى.

والحقيقة البسيطة برأي كاتب المقال، أن دخول رفح لم يصبح أمرًا ملحًا إلا بعد اقتراب التوصل إلى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية بشأن تبادل الأسرى.

ويقول مسغاف: إن "هدف نتنياهو هو إفشال أي صفقة يترتب عليها وقف إطلاق النار، وربما إنهاء الحرب"، مؤكدًا أن الجميع يرى ذلك ويفهمه، لكن رئيس الوزراء يواصل الثرثرة، حسب المقال.

كما أنه يعتقد أن نتنياهو "المجنون" قلب مفهوم إسرائيل للأمن رأسًا على عقب، مشيرًا إلى أن ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل ومن خلفوه في المنصب حددوا مبادئ بسيطة تقوم على خوض الحرب على أرض العدو وكسبها بسرعة، والاستفادة من الإنجازات العسكرية لتحقيق أهداف سياسية.

ويرى كاتب المقال أن إسرائيل لا تستطيع تحمّل عبء حرب طويلة الأمد على اقتصادها وجبهتها الداخلية أو أن تتجاهل القوى الأجنبية، بل عليها استخدامها لإنهاء القتال بطريقة تضمن أمنها ومصالحها.

ووفقًا له، فإن الحرب على غزة استمرت حتى الآن 7 أشهر، أي أطول من معركة ستاليتغراد إحدى أهم المعارك الكبرى والفاصلة التي شهدتها الحرب العالمية الثانية.

ويضيف مسغاف، أن تحقيق "النصر الكامل" ليس هدفًا، كما أن وضع حد لحكم للفصائل الفسطينية على قطاع غزة "مستحيل" دون خطة للاستعاضة عنها بمساعدة إقليمية ودولية.