أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم أمس الخميس 2024/05/09، أن الإسرائيليين مستعدون للقتال "بأظافرهم" في رفض مستتر لتحذير الرئيس الأميركي جو بايدن من احتمال حجب إمدادات الأسلحة بسبب عملية مزمعة في رفح.

وبدأت إسرائيل هذا الأسبوع التحرك الذي تهدد به منذ فترة طويلة ضد رفح بإجلاء بعض المدنيين والقيام بتوغلات محدودة بعد ذلك، وتقول إن الآلاف من مقاتلي الفصائل  الفلسطينية وربما عشرات الاسرى الذين احتجزتهم في هجوم السابع من تشرين الأول /أكتوبر، موجودون بين أكثر من مليون فلسطيني نزحوا من الحرب.

وتقول إدارة بايدن: "إنَّها لا يمكنها تأييد غزو كبير لرفح في غياب ما تصفه بخطة ذات مصداقية لحماية غير المقاتلين". وتقول إسرائيل: إنَّ "تحقيق النصر في الصراع المستمر منذ سبعة أشهر مستحيل دون السيطرة على رفح".

والتزمت حكومة نتنياهو الصمت إزاء تقارير تفيد بأن واشنطن تمنع شحنة من القنابل التي تسقطها الطائرات حتى أعلن بايدن الأربعاء عن هذا الإجراء، قائلاً: إنَّه "يأتي في إطار تحذير أمريكي للإسرائيليين من الذهاب إلى رفح".

وقال نتنياهو من دون أن يشير على وجه التحديد إلى الإعلان الأميركي: "إذا كان علينا أن نقف وحدنا، فسنفعل".

وأضاف في بيان مصور: "إذا كان لا بد من ذلك، فسنقاتل بأظافرنا، ولكن لدينا ما هو أكثر بكثير من أظافرنا، فبهذه القوة الروحية، وبعون الرب، سننتصر معًا".

وردد عضوان آخران يتمتعان بحق التصويت في حكومة الحرب التعليقات نفسها، وهما وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الدفاع السابق من تيار الوسط بيني غانتس، لكن لم يذكر أي منهما صراحة أن أمرًا سيصدر باجتياح أعمق لرفح.

وقال غالانت في ما وصفه بحديث إلى الأعداء والأصدقاء: " اليوم إنَّ إسرائيل ستفعل ما يلزم لتحقيق أهدافها العسكرية في قطاع غزة وفي الشمال".

وأضاف بحسب ما جاء في نص خطاب نشره مكتبه: "أتحدث إلى أعداء إسرائيل وكذلك إلى أصدقائنا المقربين، لا يمكن إخضاع دولة إسرائيل، سنتمسك بموقفنا، سنحقق أهدافنا، سنضرب "الفصائل الفلسطينية"، سنضرب "الجبهة الشمالية"، وسنحقق الأمن".

وعبَّر غانتس عن تقديره لما وصفه الجيش الإسرائيلي بالدعم والإمدادات الأميركية غير المسبوقة في الحرب. وكتب على تطبيق "إكس": "على إسرائيل واجب، في ما يتعلق بالأمن القومي والأخلاق، أن تواصل القتال من أجل إعادة رهائننا وإنهاء تهديد "الفصائل الفلسطينية" لجنوب إسرائيل".

وأضاف: "على الولايات المتحدة واجب أخلاقي واستراتيجي بأن تمد إسرائيل بالأدوات الضرورية لهذه المهمة".

وفي موازاة مع هذا الخلاف المعلن، تحاول الولايات المتحدة رعاية محادثات، بوساطة مصرية وقطرية، بين إسرائيل و"الفصائل الفلسطينية" والتي من شأنها إطلاق سراح بعض الاسرى. وتتعثر المحادثات بسبب مطلب "الفصائل الفلسطينية" بإنهاء الحرب في غزة، ولكن إسرائيل ليست مستعدة سوى لهدنة مؤقتة فقط.

وغادر المفاوضون اليوم  اجتماعاتهم الأخيرة في القاهرة من دون التوصل لاتفاق، وقالت إسرائيل: "إنَّها ستمضي قدمًا في عملية رفح المزمعة".

وقال كبير المتحدثين العسكريين الإسرائيليين الأميرال دانيال هاغاري في مؤتمر صحافي: إنَّ "القوات المسلحة لديها ذخائر كافية لرفح والعمليات المزمعة الأخرى".