عادوا إلى المربع الأول، بإظهار مخزون عدائهم للوطنية الفلسطينية، بعد فشلهم في استخدام المصطلحات الدينية و"الجهاد والمقاومة " لتضليل الجماهير على مدى أكثر من ثلاثين سنة، كانوا خلالها يعملون على تعمية وحرف أبصار الجماهير لتسهيل الوصول إلى أهدافهم الباطنية، ففرع "جماعة الإخوان المسلمين" في فلسطين المسمى "حماس" ما تحول ظاهريا من تنظيم "دعوي" إلى كتائب مسلحة علنية، إلا لتوجيه ضربة قاصمة لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، وإلغاء تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، تمهيدًا لشطب الكينونة السياسية والوطنية للشعب الفلسطيني، حتى إن انقلابهم الدموي واستيلاءهم على السلطة بالسلاح سنة 2007، بعد تسلمها سلمًا وقانونيًا سنة 2006 اثر انتخابات تشريعية، كان لتحقيق هدفهم هذا، ولم ينجحوا رغم الدعم المالي والتواطؤ الاسرائيلي، الذي كنا نعرفه، وتحدث عنه رئيس حكومة منظومة الاحتلال الصهيوني العنصرية نتنياهو علنًا! الذي ذهب لتبرئة نفسه من تهمة التواطؤ مع حماس لمنع قيام دولة فلسطينية، بتحميل دولة قطر المسؤولية عن سياسة حماس بعد 7 أكتوبر، ويعاونه بذلك نواب في الكونغرس الأميركي، الأمر الذي دعا سفارة قطر في واشنطن وشخصيات رسمية عالية المستوى لإصدار بيانات وتصريحات ومواقف، أكدت جميعها عدم جواز طرح ذرائع لتبرير الضغط على قطر، وتحميلها أوزار سياسة حماس، واخراج نتنياهو من ورطته مع المعارضة الإسرائيلية! فسارعت الدوحة لكشف الحقائق وملخصها أن وجود قيادة حماس في الدوحة، وتقديم مليارات الدولارات لها أكثر من 4 مليارات دولار كان بطلب من الولايات المتحدة الأميركية، وبموافقة وتسهيلات اسرائيلية، وزادت الدوحة  القول بأن: "حماس وإسرائيل لا تعنيهما حياة الناس، وإنما تحقيق أهداف سياسية خاصة "!

بعد هذه التعرية حاول موسى أبو مرزوق اصطناع عواصف دخانية جديدة مع المملكة الأردنية الهاشمية، لمنع التركيز على عورة جماعته المكشوفة! إذ قال في مقابلة مع وسيلة إعلام تابعة لإيران: "إذا أجبرنا على مغادرة الدوحة سنتوجه إلى  الأردن"! ما يعني أن جماعته ستركز ثقلها على مهمة خلخلة الأمن والاستقرار في المملكة الأردنية الهاشمية، وخلق فتنة بين أردني وفلسطيني، خدمة لطهران، ولمشروع "الوطن البديل" الصهيوني الاستعماري، وبناء على ذلك ندرك أبعاد قوله أن: "حركة فتح تقود السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية وليس الشعب الفلسطيني" ونراهاش رسالة طمأنة من حماس لكل الدول والقوى الإقليمية العاملة فعلاً على شطب المنظمة وعمودها الفقري حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح من المشهد الفلسطيني، بأن رؤوس جماعة حماس ملتزمون بالاستمرار في تنفيذ المهمة، رغم انهيار مشروع إمارتهم في قطاع غزة.

لكن في حديث موسى أبو مرزوق إقرار غير مباشر بأن حركة "فتح" بمبادئها ومرجعيتها الوطنية، استطاعت الحفاظ على منظمة التحرير وتمثيلها الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وافتدت القرار الوطني المستقل، ومكتسبات وانجازات الشعب الفلسطيني، كما أقر بأن السلطة الوطنية الفلسطينية، كانت نواة للدولة بترسيخ القانون والنظام والحقوق والبناء والتطور أيضًا، وإقرار بأن جماعته "حماس" على العكس قد جلبت عبثًا الموت والدمار، وظلمت وقهرت الانسان الفلسطيني، وما حديثه إلا انعكاس لوسوسة بالفارسية، بإمكانية اجتثاث جذور حركة فتح ومنظمة التحرير من اعماق فكر وثقافة وتاريخ وكفاح الشعب الفلسطيني بضربةٍ فهلويةٍ سياسية! غافلاً عن حقيقة أن الفطريات السامة بلا جذور، وأن الشعب الفلسطيني بات على يقين بأن الموت والدمار والصراعات الداخلية تنتشر أينما حلت رؤوس جماعة الإخوان وحماس منها، وأن حركة التحرر الوطنية الفلسطينية بقيادة فتح قد عمقت جذور الهوية والثقافة الوطنية، وشقت الدرب نحو الحرية والاستقلال، وأنه وجماعته أعجز من الدول الاستعمارية التي أنشأت التوأم إسرائيل والإخوان في مهمة القضاء على "فتح"، واستبدال المنظمة بدمى متحركة!