تظاهر آلاف الإسرائيليين في مدينة تل الربيع مساء أمس الإثنين 2024/04/29، وطالبوا حكومة بنيامين نتنياهو بالعمل الفوري على التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، واعتبروا أن اجتياح الاحتلال المقرر لرفح "يمكنه الانتظار"، وأن الأولوية تقتضي إبرام صفقة تبادل أسرى فورية مع الفصائل الفلسطينية.

وفي وقت سابق الإثنين، دعا ذوو أسيرين إسرائيليين لدى فصائل الفلسطينية في قطاع غزة، الحكومة الاحتلال إلى إبرام صفقة لتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية دون تأخير، وعدم إضاعة الفرصة المتاحة في إشارة إلى المقترح الذي يناقشه الوسطاء في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول وقف مؤقت لإطلاق النار مقابل تبادل الأسرى مع الفصائل.

واعتقلت قوات الاحتلال خمسة متظاهرين في تل الربيع، بدعوى "الإخلال بالنظام العام"، فيما اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال وعدد من المتظاهرين؛ علمًا بأن عائلات أسرى إسرائيليين في قطاع غزة، شاركت في النشاط الاحتجاجي للمطالبة بالإفراج عن ذويهم.

ونظمت المظاهرة تحت شعار "رفح يمكن أن تنتظر، أما هم (الأسرى) فلا"، في إشارة لتلويح الحكومة الإسرائيلية باجتياح رفح جنوبي قطاع غزة، وسط تهديد شركاء في الائتلاف الحكومي بإسقاط حكومة نتنياهو، إذا ما وافق على المقترح الذي يتم مناقشته حاليًا في محاولة للتوصل إلى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية.

وخلال مؤتمر صحافي عقده، مساء الإثنين، أهالي أسيرين كانت الفصائل الفلسطينية، قد عرضت مقطعًا مصورًا لهما قبل يومين، وهما يطالبان حكومة نتنياهو بالإفراج عنهما، قالت زوجة أحد الأسيرين مخاطبة الحكومة الإسرائيلية: "هناك صفقة على الطاولة. لا تهدروا فرصة إعادة الأسرى".

بدورها، قالت ابنة الأسير الآخر: "لقد ضقنا ذرعًا؛ المهمة الأكثر إلحاحًا تتمثل بإعادتهم (الأسرى) إلى منازلهم على الفور، وتحدثنا مؤخرًا مع العديد من أعضاء كابينت الحرب والوزراء المعنيين حول الحرية التي سلبت منا ومن الأسرى منذ أكثر من ستة أشهر. لقد وعدوا جميعا ببذل كل ما بوسعهم".

وأضافت مخاطبة الوزراء والمسؤولين الإسرائيليين: "هذا هو وقت العمل، شعب إسرائيل يعتمد عليكم لاتخاذ قرارات عملية، لقد سئمنا. إن الكارثة وقعت خلال تواجدكم في السلطة بعدما انتخبكم الجمهور لقيادة البلاد". من جانبها، قالت الابنة الثانية للأسير: "هناك حاليًا صفقة على الطاولة ونطالبكم بقبولها".

وخلال المؤتمر الصحافي سُئل أهالي الأسيرين عن تصريحات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، التي هدد فيها نتنياهو بحل الحكومة حال وافق على صفقة لتبادل الأسرى، فأجابت ابنة أحد الأسيرين قائلة: "أريد أن أعرف ماذا كان سيحدث لو كان أطفال أحد قادة البلاد مثل سموتريتش، في غزة الآن".

وأضافت: "لا أعرف ما هي القيم التي نشأ عليها سموتريتش، لكن ربما ليست القيم التي نشأنا عليها، فليأت إلى هنا ويخبرنا أن هذه الصفقة أُلغيت وأن حياة والدي لا تستحق أي ثمن".

وقال قريب أحد الأسيرين مخاطبًا وزير سموتريتش: "أقترح عليه أن يخلع الكيبا عن رأسه، ويتوقف عن القول إنه يهودي؛ لأن هذه ليست قيم اليهودية التي نشأت عليها".