وفقًا للقيادي الحمساوي موسى أبو مرزوق، فإن الرد الايراني على إسرائيل، والذي كان في الواقع استعراضيًا على نحو لافت، قد حقق هدفًا في غاية الأهمية لغزة وهو يخفف عنها حدة العدوان الحربي الإسرائيلي! وبالحرف الواحد يقول أبو مرزوق: "كان هناك تغير هائل في الجبهة في غزة، انسحب كل الطيران الإسرائيلي من سماء غزة، بما فيه المسيرات، و"الدرونز" وغيرها، توقف القصف الإسرائيلي، تدنى مستوى القتل، لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، إلى أدنى درجة، لم يقتل إلا سبعة، في حين كانت المعدلات مائة في كل يوم".

سبعة إذن ليسوا خسارة في نظر أبو مرزوق، سبعة في يوم واحد ليس مجزرة، سبعة أرواح ارتقت لبارئها ظلمًا وعدوانًا، ليست ذات شأن، ولا أهمية عند هذا المسؤول الحمساوي، بل مجرد رقم تباهى به أبو مرزوق، إنجازًا للرد الايراني، ومكسبًا حققه للقطاع الذي يذبح منذ أكثر من ستة أشهر، وحتى اللحظة، وما كان الرد الإيراني أساسًا لصالح القطاع وأهله، بل وكما بات معروفا لصالح سمعة ايران الثورجية، التي ما ترك لها القصف الاسرائيلي العدواني على قنصليتها في دمشق تحديدًا، مجالاً للصمت، ولا بأي حال من الأحوال، فإما الرد، وإما الخنوع الذي يطيح بكل تلك السمعة وإلى حد الفضيحة.

العدوان الحربي الإسرائيلي ما زال قائمًا بقصف متواصل، وأعداد الشهداء والجرحى والمكلومين في قلوبهم في تصاعد، والرد الإيراني الذي أرفق في ختامه تصريحات إيرانية، بدت كأنها طلب مسامحة، حين قالت: "بالنسبة لنا انتهى الأمر"...!!

كيف لحركة حماس، ولماذا تبقى على هذا القدر من غياب البصيرة، ونكران الواقع؟ الرد الإيراني كان لصالح طهران وحدها وحساباتها الإقليمية فحسب، وسبق لرئيسها علي خامنئي أن قال لاسماعيل هنية، وبالفم الملآن: "إيران لن تحارب نيابة عن حماس" فلماذا هذا التحايل على النفس والواقع الذي جاء به موسى أبو مرزوق مروجا لرد لا ناقة لغزة فيه ولا جمل؟

إنه هذيان الخديعة، والنتيجة المنطقية جدا لحال التبعية، من لا يملك قراره، لا يملك غير أن يردد ما تريده التبعية، التصفيق للمتبوع، حتى وهذا يوغل في مرمغة التابع في الوحل، فيراه التابع كمثل إنجاز عظيم!