يُحيي شعبنا الفلسطيني في الوطن والشَّتات اليوم السَّابع عشر من نيسان "يوم الأسير الفلسطيني" الذي اعتمده المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974 يومًا وطنيًا من أجل حرية الأسرى ونصرة قضيتهم العادلة.

يحل علينا "يوم الأسير الفلسطيني" هذا العام في ظل عدوان همجي إجرامي صهيوني غاشم، وحرب إبادة جماعية، وتطهير عرقي مستمر منذ أكثر من ستة أشهر دون توقف ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة على مرآى ومسمع العالم كلّه بغطاء ومشاركة أميركية مباشرة، وبتأييد ودعم العديد من الدول الغربية، ويواجه شعبنا حرب تجويع وحصار ونزوح أكثر من مليوني فلسطيني، ويتعرض شعبنا الفلسطيني في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية ومدينة القدس لأبشع هجمة عدوانية غير مسبوقة على يد جنود وشرطة الاحتلال وقطعان المستوطنين المجرمين.

 إنَّ يوم الأسير الفلسطيني سيبقى يومًا خالدًا في تاريخ شعبنا، لدعم وإسناد أسرانا البواسل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والبالغ عددهم أكثر من 9500 معتقل، منهم 80 معتقلة، وأكثر من 200 طفل، وهذا لا يشمل كافة معتقلي غزة الذين يخضعون لأبشع أنواع التنكيل والتعذيب والإجرام والإخفاء القسري والإعدامات الميدانية.

إنّ قضيّة الأسرى والأسيرات ستبقى في رأس قائمة أولويّات شعبنا الفلسطيني وقيادته، وهو الموقف الذي أكد عليه الأخ الرئيس أبو مازن في كل مناسبة برفضه القاطع "المساومة على حقوق الأسرى وعوائلهم"، رغم كل الضغوطات التي يتعرض لها، وإقدام حكومة اليمين المتطرف في دولة الاحتلال على سرقة أموال المقاصّة التي هي من حق شعبنا الفلسطيني.

لقد تمسّك أسرانا البواسل بحقوقهم رغم أنف السجّان وناضلوا من أجلها، وسقط منهم الشهداء، طيلة سنوات اعتقالهم، وحافظوا على انتماءاتهم الوطنية وسطروا صفحات مضيئة، وحققوا انتصارات عديدة، ونجحوا في انتزاع جزء من حقوقهم المسلوبة بفعل صمودهم ومقاومتهم وتضحياتهم خلف القضبان، وجعلوا من سجون ومعتقلات الاحتلال ساحات أخرى من ساحات النضال والاشتباك والمواجهة ضد المحتل الصهيوني الغاشم.

إن قيادة حركة "فتح" في لبنان تعرب عن تضامنها ووقوفها مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب ومع أسرهم وعائلاتهم، وتدعو إلى أوسع حملات التضامن العربية والدولية، وتذكّر العالم والمنظمات الدولية، بأن ما ترتكبه سلطة الاحتلال بحق أسرانا ومعتقيلنا البواسل يشكل خرقًا فاضحًا لكل الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية، وفي مقدمتها القانون الإنساني الدولي و"اتفاقية جنيف الرابعة"، ومبادئ حقوق الإنسان، و"النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".

تتوجه قيادة حركة "فتح" في لبنان بتحية إكبار وإجلال إلى روح الشهيد الأسير الفلسطيني الأول القائد الفتحاوي محمود بكر حجازي، وإلى روح الشهيدة اللواء فاطمة محمد علي البرناوي وهما أول أسيرين للثورة الفلسطينية المعاصرة، ولكل أرواح شهداء الحركة الأسيرة، وتدعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والإنسانية للتدخل الفوري والعاجل من أجل الإفراج عن جثامين الأسرى الشهداء المحتجزة لدى سلطة الاحتلال.

التحية لأسرانا البواسل، ونعاهدهم ونعاهد شعبنا الفلسطيني بأننا مستمرون بالنضال والمقاومة بكل أشكالها ولن يهدأ لنا بال حتى ينال آخر أسير حريته مهما بلغت التضحيات.

وإنها لثورة حتى النصر

 

قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"- لبنان