رئاسة

 

سيادة الرئيس يستقبل وزيرة خارجية ألمانيا

استقبل سيادة الرئيس محمود عباس، مساء يوم الإثنين، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك.

وأطلع سيادة الرئيس، وزيرة خارجية ألمانيا على آخر مستجدات العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، والجهود المبذولة لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها أبناء شعبنا فورا.

وأكد سيادته أهمية تطبيق القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، داعيا إلى تضافر جهود المجتمع الدولي لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى كامل قطاع غزة، من خلال جميع المعابر، لوقف المجاعة التي يتعرض لها شعبنا جراء استمرار العدوان الهمجي.

وجدد سيادة الرئيس رفض دولة فلسطين القاطع لتهجير أي مواطن فلسطيني سواء في قطاع غزة، أو الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وأن غزة هي جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، وأنه لا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصل قطاع غزة عن باقي الأرض الفلسطينية، أو اقتطاع أي شبر من أرضه، أو إعادة احتلاله.

وأكد سيادة الرئيس وجوب وقف سلطات الاحتلال الإسرائيلي لممارساتها واعتداءاتها المستمرة تجاه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، خاصة فرض القيود على دخول المصلين للمسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك، وجرائم المستوطنين الإرهابيين بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل.

وأكد سيادة  الرئيس أن الأمن والسلام يتحققان بحصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة بقرار من مجلس الأمن، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي الكامل من أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران عام 1967.

وقدم سيادة الرئيس الشكر لألمانيا الاتحادية على مواقفها الداعمة لحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتأكيدها على وحدة الأراضي الفلسطينية، ورفضها لمنع إعادة احتلال قطاع غزة أو الانتقاص من أرضه، ورفضها للعدوان على رفح، وموقفها المستنكر للاستيطان، مقدرا ما تقدمه ألمانيا من مساعدات إنسانية لقطاع غزة وكذلك مواقفها المؤكدة على وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية ومنع التهجير، داعيا دول العالم التي لم تعترف بدولة فلسطين أن تقوم بذلك وأهمية مواصلة دعم "الأونروا".

 

 

*فلسطينيات

وفد حركة "فتح" يطمئن على جرحى غزة في "مستشفى معهد ناصر" بالقاهرة

عاد وفد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح"، يوم الإثنين، جرحى قطاع غزة في "مستشفى معهد ناصر"، بالعاصمة المصرية القاهرة.

 وضم الوفد: نائب رئيس الحركة محمود العالول، وأعضاء اللجنة المركزية: عزام الأحمد، وروحي فتوح، وسمير الرفاعي، بمشاركة القنصل في سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية مصر العربية نداء البرغوثي، وأمين سر إقليم حركة "فتح" في مصر محمد غريب.

وتأتي هذه الزيارة بعد تفاقم الأوضاع في قطاع غزة بفعل عدوان الاحتلال الإسرائيلي. وقد اطمأن الوفد على حالة الجرحى، إضافة للتنسيق من أجل مساعدتهم والوقوف على أوضاعهم.

وجرى خلال الزيارة مناقشة سبل تعزيز الجهود الإغاثية وتقديم الدعم الطبي لسكان قطاع غزة.

وعقد وفد الحركة اجتماعا مع أعضاء إقليم حركة "فتح" في مصر، تم خلاله مناقشة الوضع الداخلي للحركة، وسبل مواجهة التحديات المقبلة.

 

*عربي دولي

 

مجلس الأمن يتبنى قرارا يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في غزة

تبنى مجلس الأمن الدولي، مساء يوم الإثنين، قرارا يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

وقدم مشروع القرار الأعضاء المنتخبون في مجلس الأمن: الجزائر، الاكوادور، غويانا، اليابان، مالطا، كوريا الجنوبية، سيراليون وموزمبيق، وسلوفينيا، وسويسرا.

وحصل مشروع القرار على 14 صوتا مؤيدا، فيما امتنعت الولايات المتحدة الأميركية عن التصويت.

وطالب القرار بأن تمتثل جميع الأطراف للالتزامات التي تقع على عاتقها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وأعرب عن بالغ القلق إزاء الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة.

وطالب بوقف فوري لإطلاق النار في شهر رمضان تحترمه جميع الأطراف بما يؤدي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار، ويطالب أيضا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الاسرى.

كما طالب بكفالة وصول المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الطبية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية، وبأن تمتثل الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بجميع الأشخاص الذين تحتجزهم.

وشدد على الحاجة الملحة إلى توسيع نطاق تدفق المساعدة الإنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة بأكمله وتعزيز حمايتهم، وكرر المجلس تأكيد مطالبته برفع جميع الحواجز التي تحول دون تقديم المساعدة الإنسانية على نطاق واسع، تمشيا مع القانون الدولي الإنساني، وكذلك مع القرارين 2712 للعام 2023 و2720 للعام 2023.

وعبر ممثل الجزائر عن شكره لأعضاء المجلس على المرونة والعمل البناء الذي مكننا اليوم من اعتماد قرار طال انتظاره، يطلب بوقف إطلاق النار في غزة فورا من أجل وضع حد للمجازر المستمرة منذ أكثر من 5 أشهر، تعرض خلالها الشعب الفلسطيني لكل اشكال المعاناة والعذاب بأشكال بشعة.

وتابع: "أصبح من الواجب وضع حد لما يحصل في قطاع غزة قبل فوات الأوان، وعلى مجلس الأمن حفظ السلم والأمن الدوليين"، مجددا دعمه للأمين العام للأمم المتحدة على موقفه النبيل ومناصرته للحق رغم الحملات المغرضه التي يتعرض لها.

وأكد أن العمل متواصل دون كلل أو ملل حتى يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته كاملة غير منقوصة، ورسالتن إلى أهل غزة بأن المجموعة الدولية تشعر بآلامهم وستبقى إلى جانبهم، وسنبقى نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى يحصل على كل حقوقه المشروعة، وأهمها أن تصبح دولة فلسطين عضوا كاملا وسيدا في الأمم المتحدة.

وقال ممثل الجزائر: إن اعتماد قرار اليوم هو بداية نحو تحقيق آمال الشعب الفلسطيني، ونتطلع إلى إلزام المحتل الإسرائيلي بهذا القرار حتى يتوقف القتل فورا دون شروط، وأن تُرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، لأن مجلس الأمن من واجبه أن يسهر على تنفيذ هذا القرار.

من ناحيته، طالب ممثل سلوفينيا، بوقف فوري لإطلاق النار، لتقديم فرصة للسلام للفلسطينيين وللعملية الدبلوماسية.

وأكد ضرورة كفالة وصول المساعدات الإنسانية، واحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وقالت مندوبة الولايات المتحدة الأميركية لدى مجلس الامن، إن قرار المجلس اليوم يؤكد ضرورة الالتزام بالسلام خلال شهر رمضان.

وأضافت: لم نكن متفقين مع بعض الأعضاء على كل عناصر القرار لذلك لم نصوت لصالحه، مؤكدة دعم بلادها بشكل كامل لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات إلى قطاع غزة.

من جهته، قال ممثل الصين، إن مشروع القرار الحالي يطالب بوقف إطلاق نار غير مشروط، وهو يعكس التوقعات العامة للمجتمع الدولي، إذ كانت هناك حاجة إلى وقف إطلاق النار فورا وعدم استمرار سياسة العقاب الجماعي لشعب غزة.

وتابع: "تصويتنا جاء استنادا إلى موقف ثابت ومنسق، وبعد اعتماد قرار اليوم، سيواصل مجلس الأمن متابعة الأوضاع في غزة عن كثب، وستواصل الصين بذل الجهود مع الأطراف لوضع حد لهذه الأزمة الإنسانية وتنفيذ حل الدولتين".

وقال ممثل الصين: بعد 6 أشهر، قُتل حوالي 32 ألف مدني، والملايين يعيشون في غزة في وضع إنساني كارثي. وتنفيذ القرار سيمثل أملا، وقرارات مجلس الأمن ملزمة ونطالب ونتوقع من الدول ذات النفوذ الاضطلاع بدور إيجابي لدعم ونتفيذ هذا القرار، ووقف أي أضرار تقع على المدنيين، ويجب أن يتوقف العدوان خلال شهر رمضان كخطوة أولى، وصولا إلى وقف إطلاق النار وعودة الشعب إلى وطنه.

وطالب برفع الحصار عن غزة لضمان وصول المساعدات بشكل آمن، وآني، وعلى إسرائيل التعاون وفتح المعابر، مثمنا دور وكالة الغوث الأونروا، ونرفض الحملات التي تشنها إسرائيل ضد المنظومة الأممية.

بدوره، قال ممثل فرنسا، إن بلاده حضت الاثنين على العمل باتجاه وقف دائم لإطلاق النار بعدما تبنى مجلس الأمن لأول مرة قرارا يدعو إلى هدنة خلال رمضان.

وتابع: "لم تنتهِ هذه الأزمة. سيتعّن على مجلسنا أن يواصل تحركاته والعودة فورا إلى العمل. بعد رمضان الذي ينتهي خلال أسبوعين، سيتعيّ عليه ترسيخ وقف دائم لإطلاق النار".

من جهته، قال ممثل كوريا الجنوبية، إن هذا القرار له معنى تاريخي، فهو القرار الأول في مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة بعد محاولات و نداءات متكررة من الأمين العام و"أوتشا" وسط زيادة في الخسائر في الأرواح.

وأشار إلى أن هذا القرار يعكس توافق المجتمع الدولي، وتم التوصل إليه بعد تواصل نشط بين مجلس الامن، والجمعية العامة.

وتابع :"الأهم من القرار هو تنفيذ وقف إطلاق النار بدءا من الان، كما جاء في القرار".

ودعا ممثل كوريا إلى وقف عملية إطلاق النار والعنف على الفور، ورفع العراقيل أمام وصول المساعدة الإنسانية، وإلى البدء بالتحضيرات لاستئناف الحوار السياسي والدبلوماسي لمعالجة القضية الفلسطينية على المدى الطويل خطوة بخطوة، والاستجابة للدعوة العالمية للسلام والإنسانية.

وطالب ممثل الإكوادور بوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، مما سيمثل بارقة أمل وتخفيفاً لمعاناة الشعب الفلسطيني.

وشدد على ضرورة ضمان تنفيذ القرار بشكل فوري وفاعل.

بدورها، قالت ممثلة غويانا، إن وقف إطلاق النار الفوري الدائم والمستدام وضمان إدخال المساعدات الإنسانية أمر ضروري للغاية لإنقاذ الحياة والبدء بإعادة الإعمار، إنشاء دولة فلسطين الحرة.

وأضافت، أن شهر رمضان هذا العام مختلف للفلسطينيين، حيث بدأ مع مواصلة القتل وسقوط القنابل والصواريخ على غزة.

وذكرت، أن 17 ألف طفل باتوا أيتاما بسبب الحرب، وتم تدمير أكثر من 200 ألف منزل، وثلاثة أرباع سكان غزة أصبحوا مشردين حاليا.

وبينت أن سكان غزة يعانون من التجويع خاصة النساء والأطفال، إذ تأثروا بشكل مباشر، ويعانون من سوء التغذية، والواقع الذي يعيشه شعب غزة يزيد سوء يوما بعد يوم.

من جهتها، قالت ممثلة المملكة المتحدة ان المملكة ترحب بالجهود الدبلوماسية المتواصلة لغاية وقف اطلاق النار وتحقيق السلام.

وأضافت: "نشهد معاناة مدمية للمدنيين الابرياء الفلسطينيين، وهي كارثة انسانية تحدث امام الجميع، ومن المهم اعلاء القانون الدولي الانساني، وتعزيز المساعدات ورفع العقبات الواقفة امام ايصال المساعدات، وشددنا على ذلك ونأمل تنفيذ ذلك فورا".

وأكدت أهمية التركيز على تمهيد الطريق لبحث تحويل الهدنة الانسانية  الفورية الى سلام دائم من دون العودة الى القتال.

من جهته، قال ممثل اليابان: إن الوضع الإنساني في غزة كارثي حتى خلال شهر رمضان، حيث ارتفع مستوى انعدام الأمن الغذائي ما جعل المجاعة وشيكة.

وأكد أن على مجلس الأمن أن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في شهر رمضان، على أن تحترم جميع الأطراف هذا الوقف، ما شأنه أن يؤدي إلى وقف مستدام لإطلاق النار في غزة، مرحباً باعتماد القرار.

وأشار ممثل اليابان إلى أن وقف إطلاق النار سيمهد الطريق نحو سلام مستدام ونحو الاستقرار في المنطقة.

من جهتها، قالت مندوبة مالطا: "تفتخر مالطا أنها شاركت في تقديم مشروع القرار الذي اعتمد الآن لوقف إطلاق النار في رمضان وصولا لوقف نهائي لإطلاق النار".

وأضافت: أن هذا أساسي لتخفيف الكارثة الإنسانية في غزة، ويجب أن يتفذ القرار بشكل فوري.

وأكدت ضرورة وصول المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين دون عراقيل، وضرورة أن يرافق وقف إطلاق النار جهود سياسية لبناء أسس دائمة للسلام.

بدورها، رحبت مندوبة سويسرا باعتماد القرار معتبرة أنه سيمثل بارقة أمل، وقالت: إن الكرامة الإنسانية يجب أن تحدد عمل المجتمع الدولي.

وقالت: يبرهن هذا التصويت على أهمية وثقل الأعضاء المنتخبين، حيث عملنا بشكل مضني للتوصل لاعتماد القرار بروح بناءة.

وأضافت: أمامنا هدف مشترك واضح بأن نصل لوقف إطلاق نار فوري وصولا إلى وقف إطلاق نار دائم. 

وتابعت: على مدار أكثر من 6 أشهر سقط آلاف المدنيين ويجب أن يصل ذلك للنهاية، وتنفيذ القرار يجب أن يضمن إيصال مساعدات إنسانية عاجلة دون مخاطر.

وأكدت مندوبة سويسرا أنه لضمان التنفيذ الفعال للقرار يجب أن يصل وقف إطلاق النار الفوري الى وقف دائم ومستدام بالنظر للكارثة الإنسانية وتبعاتها.

من ناحيته، قال ممثل روسيا الاتحادية، "لقد صوتت روسيا لصالح مشروع القرار الذي قدمته الدول العشرة في مجلس الأمن وهذه المرة الأولى التي يطالب الأطراف بوقف فوري لاطلاق النار وإن اقتصر على شهر رمضان، ولكن للأسف فإن ما سيحدث بعد شهر رمضان ليس واضحا لأن صيغة القرار يمكن تأويلها بطرق مختلفة فكان يجب القول وقف دائم لاطلاق النار".

وتابع : نحن نصوت دائما من أجل السلام وعلى مجلس الأمن أن يواصل عمله بغية الوصول إلى وقف دائم لاطلاق النار .

وأضاف ممثل روسيا:"في 22 الجاري شهدنا صفحة سوداء في تاريخ مجلس الامن، فقد تم ابتزاز البعض، والضغط على البعض الآخر لاعتمار قرار لا يضمن وقف اطلاق النار، وكما قال ممثل الجزائر كان هذا بمثابة رخصة لاستمرار قتل  الفلسطينين الابرياء."

وقال ممثل دولة سيراليون، إن بلاده عملت على مواجهة المحنة الراهنة التي تواجه الفلسطينيين لا سيما في شهر رمضان المبارك، الوقت الذي يتسم بالسلام والحب بين العالم والمجتمعات، وسيراليون تقر بالمعاناة الجماعية للشعب الفلسطيني ومواجهتها كل يوم بسبب الخسارة والجوع والعناء.

وتابع: إن القرار الذي اعتمد للتو يبني عليه مسؤوليات مجلس الأمن في ضمان الأمن الجماعي وضمان وقف إطلاق النار، والوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، ووقف القتل ، وإنهاء المعاناة والعقاب الجماعي، والتزام أطراف النزاع باحترام مطالبات مجلس الأمن، واحترام جميع القرارات.

ودعا الأطراف الذين شملهم القرار الامتثال لالتزامات القانون الدولي، والتأكيد على ذلك من خلال مطالبتنا لهم باحترام القانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الانسان، وحماية جميع المدينين وعدم التعرض للمدنيين.

وأوضح، أن نصف سكان قطاع غزة يواجهون شح غذائي حاد مع خطر المجاعة، ويجب تعزيز المساعدة الإنسانية وتدفقاتها، وتعزيز حماية المدنيين.

وأكد أن دولة سيراليون طالبت برفع العقبات أمام المساعدة الإنسانية بشكل واسع، واستعادة الكرامة الإنسانية.

وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور ، إن هناك 100 ألف فلسطيني على الأقل بين شهيد وجريح وضحية التجويع، مضيفا أن أهالي غزة ما زالوا يعانون المجاعة التي سببها الاحتلال، ويتعرضون للقنابل ويبقون تحت الركام، ويقتلون في كل مكان.

وبين، أن الصواب الحقيقي هو إنهاء ما يحدث، ولا يوجد مبرر للحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة، والقبول بها يشكل تدميرا للقانون الدولي.

وأردف، أن إسرائيل ضاعفت الجرائم المرتكبة، ولم تلتزم بالقرارات الصادرة عن محكمة الجنايات الدولية، وتستخدم التجويع كأداة للحرب، وتمنع وصول المساعدات.

وأضاف منصور: أن إسرائيل قتلت المواطنين في الأماكن التي دفعتهم إليها، وتهاجم وتحرض ضد الأمم المتحدة، والوكالات التابعة لها ولا سيما الأونروا التي تشكل شريان حياة للمواطنين، وهذا التحريض له تداعيات خطيرة، حيث يتم القتل والاعتداء على من يعملون في تلك الوكالات.

وأكد أن إسرائيل تتجاهل كل القوانين والقرارات، وتعتبر نفسها فوق القانون، وتستمر في الإفلات من العقاب، فالدول لا تتخذ تدابير ضد إسرائيل، وهناك دول تتعامل مع إسرائيل كحليف رغم كل ما ارتكبته.

وشدد منصور على ضرورة إنهاء الفظائع بحق شعبنا، فهناك أمة يتم قتلها وتعريضها للعوز والنزوح وهذا مستمر منذ عقود.

وأوضح أن الضحايا الفلسطينيون ليسوا أقل أهمية من غيرهم ويجب أن يتم إنقاذهم من الموت.

وثمن ممثل اليمن والمجموعة العربية في مجلس الأمن، دور الدول الأعضاء في المجلس التي صوتت لصالح مشروع هذا القرار الإنساني، واعتماده في محاولة لإنقاذ ملايين الأرواح من الفلسطينيين.

وقال: اعتماد هذا القرار استجابة متأخرة للظروف ومطالبات العالم أجمع بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ونرجو من خلال هذا القرار الوصول إلى وقف شامل ونهائي لوقف إطلاق النار دون عوائق، ووقف جريمة الإبادة الجماعية.

وحذر من مغبة إقدام الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ خططه للهجوم على مدينة رفح، الملاذ الأخير لأكثر من مليون ونصف نازح فلسطيني.

وطالب مجددا بالتنفيذ الكامل لجميع قرارات مجلس الأمن، كما طالب بمحاسبة إسرائيل على كافة جرائمها، وأن يتم فرض عقوبات صارمة على المستوطنين في الأراضي المحتلة بما ذلك القدس الشرقية.

كما طالب بقبول فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة، حتى يعيش الفلسطينيون بكامل حقوقهم كغيرهم من شعوب العالم.

ومنذ بدء العدوان على غزة، في السابع من تشرين الاول/ اكتوبر الماضي، استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة مشاريع قرارات، كان اثنان منها يطالبان بوقف فوري لإطلاق النار.

 

*إسرائيليات

 

نتنياهو يلغي زيارة وفد إسرائيلي لواشنطن بعد امتناعها عن استخدام "الفيتو" على قرار وقف إطلاق النار

قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن "امتناع الولايات المتحدة الأميركية عن استخدام حق النفض (الفيتو) ضد قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، تراجع عن الموقف الأميركي الثابت منذ بداية الحرب، بما يضر بالمجهود الحربي الإسرائيلي في القطاع"، على حد تعبيره.

وأعلن نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه، مساء اليوم الإثنين، "إلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي التي كانت مقررة إلى العاصمة الأميركية واشنطن لمناقشة مخططات اجتياح رفح جنوب قطاع غزة، وذلك ردا على امتناع الولايات المتحدة عن استخدام الفيتو" لإحباط القرار الأول الذي يطالب بوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر على قطاع غزة.

من جانبها، أعربت الولايات المتحدة عن "خيبة أملها الشديدة" لقرار نتنياهو إلغاء زيارة الوفد.

وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي "نشعر بخيبة أمل شديدة لأنهم لن يأتوا إلى العاصمة واشنطن ليتسنى لنا إجراء نقاش وافٍ معهم بشأن البدائل الحيوية لهجوم برّي على رفح".

وكان مجلس الأمن الدولي، قد تبنى، مساء اليوم، قرارا يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

وقدم مشروع القرار الأعضاء المنتخبون في مجلس الأمن: الجزائر، الاكوادور، غويانا، اليابان، مالطا، كوريا الجنوبية، سيراليون وموزمبيق، وسلوفينيا، وسويسرا.

وحصل مشروع القرار على 14 صوتا مؤيدا، فيما امتنعت الولايات المتحدة الأميركية عن التصويت.

وطالب القرار بأن تمتثل جميع الأطراف للالتزامات التي تقع على عاتقها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وأعرب عن بالغ القلق إزاء الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة.

 

*آراء

 

إسرائيل تتجه للعزلة!/ بقلم:رمزي عودة

إسرائيل المنعزلة"، بهذه العبارة افتتحت صحيفة الايكونوميست اللندنية عنوانها حول الشرق الأوسط. حيث تشير المعطيات الدولية بأن إسرائيل فقدت مؤخراً مصداقيتها الدولية وثقة حلفائها بها، وذلك لعدة عوامل أهمها:

- أولاً: إصرار حكومة نتنياهو على استمرار العدوان على قطاع غزة والتهديد باجتياح رفح، بما يعرض أمن المنطقة كلها للخطر، بالرغم من أن البدائل السياسية قد تكون أكثر نجاعة في تجنب هذه المخاطر، وهذا تماماً ما تحدث به وزير الخارجية الأميركي بلينكن أثناء زيارته الحالية للمنطقة

- ثانياً: إصرار حكومة نتنياهو على تبرير استمرار عدوانها بحق الدفاع الشرعي عن النفس، بالرغم من أن ما تقوم به اسرائيل في القطاع يتجاوز كثيراً حق الدفاع عن النفس ويدخل في سياق الانتقام، وهو فعل مجرم بالقانون الدولي، وقد نوه علانية مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الى أن ما تقوم به إسرائيل هو فعل انتقامي ليس إلا

- ثالثاً: تعمدت حكومة نتنياهو إلى عدم الحديث عن اليوم التالي للعدوان بما لا يقدم أي تصور سياسي واضح لهذه الحرب، وبالنظر إلى ما تقدم به نتنياهو من تصور لليوم التالي للعدوان، فإنه لم يقدمه حتى لحكومة الحرب الإسرائيلية، كما أنه قد ووجه ببرود شديد من قبل الادارة الأميركية لأنه بإختصار يعيد إنتاج احتلال قطاع غزة ويقصي دور منظمة التحرير وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني المعترف به دولياً

- رابعاً: الاعلان الصريح لنتياهو بأنه لا يريد حل الدولتين، بل إنه تباهى بأنه أفشل اتفاق أوسلو وأسقط حل الدولتين، وهذا ما أغضب الأميركيين والأوروبيين لأنه يتعارض مع السياسة الدولية والعربية في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يقوم عل حل الدولتين

- خامساً: استمرار مسلسل الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة سواء بقتل المدنيين أو تشريدهم أو تجويعهم، وهو الأمر الذي يهدد بشبح مجاعة حقيقية لأكثر من مليون فلسطيني يقطن في شمال القطاع، وهذه المجاعة إن حدثت ستقتل الآلاف وستهدد منظومة القيم الدولية في الوقت الذي لا تبالي به إسرائيل بهذا الأمر وتستمر في منع وصول المساعدات الإنسانية لسكان القطاع

إن هذه العوامل السابقة، أدت إلى اتساع الفجوة بين حكومة نتنياهو اليمينية وحكومات الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاروربي، وبدأ العالم أجمع يشهد على تصاعد حدة الخلافات بين اسرائيل وحلفائها الغربيين. فمن جهة أولى، قطعت كندا واليابان والعديد من الدول الأوروبية إمدادات السلاح لاسرائيل، كما أشارت وكالة رويترز إلى أن اسرائيل مؤخراً تعهدت خطياً بعدم إستخدام السلاح الأمريكي بشكل يخالف القانون الدولي. ومن جهة ثانية، تصاعدت حملات المقاطعة الشعبية لإسرائيل في معظم دول العالم، حيث تشهد مختلف العواصم مسيرات احتجاج أسبوعية تطالب بوقف الابادة الجماعية على الشعب الفلسطيني. ليس هذا فقط، وإنما ينتظر أن تقدم الولايات المتحدة اليوم ولأول مرة مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري ودائم لوقف إطلاق النار مقابل تبادل الأسرى، ويتضمن مشرع القرار حسب التسريبات الدخول في المسار السياسي لليوم التالي بعد الحرب مع الاعتراف العاجل بالدولة الفلسطينية.

من الواضح، إن كل هذه المؤشرات تدل على أن إسرائيل تسير في مسار العزلة الدولية، إنها باختصار دولة مارقة تقوم بتهديد المصالح الغربية بدلاً من أن تقوم بالحفاظ عليها كما خطط عند إنشائها. إنها دولة فقدت مصداقيتها الدولية وتبجحت في انتهاكها للقانون الدولي. ومن ثم بدأت هذه الدولة تنزلق في مستنقع العزلة وربما يقودها هذا الانزلاق الى نهاية مرحلة الصهيونية الحديثة على حد تعبير المفكر المنشق عن الصهيونية ايلان بابيه.