أرخبيل تشاجوس، كان يتبع إداريًا لدولة موريشيوس، وهو أرخبيل يطل على المحيط الهندي، وكان تحت الإدارة البريطانية التي بدورها قامت بتأجيره لمدة طويلة لأميركا، التي كانت بحاجة لقاعدة عسكرية في المنطقة للتدخل السريع عند الحاجة وكجزء من السيطرة على المنطقة في خدمة الصراع الدولي على مناطق النفوذ. 

المشكلة في تحقيق الهدف الامريكي بإنشاء قاعده عسكرية في "تشاجوس"، هو مقاومة ورفض مواطنيها، لذلك بدأ في التخطيط عن كيفية التخلص من هؤلاء، فبدأ الجيش البريطاني والامريكي خطه سريه لتطهير الأرض من ساكنيها، فبدأ استهداف مقومات الحياة في الأرخبيل، حتى الكلاب تم حرقها أمام المواطنين ومن اعترض منهم تم حرقه مع الكلاب، ومن ثم بدأ حرق وتدمير المنازل، وتجويع السكان المحليين وحرمانهم من مقومات الحياة قد خارت قوامهم واضطروا للرحيل عن وطنهم عبر السفن البريطانية، ومن ثم أقامت الولايات المتحدة الامريكية قاعدتها العسكرية العملاقة "دييجو جارسيا"، والتي انطلقت منها الطائرات الأميركية لاستهداف افغانستان والعراق فيما بعد، وبعد ظهور الحقيقة فيما بعد، بدأت عملية "تحسين صورة المحتل"، عبر تقديم مساعدات إنسانية لمن تبقى من السكّان الأصليين. 

ما ذُكِرَ أعلاه كان نقلاً عن كتاب "الحرية في المرة القادمة"، لمؤلفه "جون بلجر"، وصدرت الطبعة الأولى المترجمة للعربية من الكتاب  عام ٢٠٠٨، وقد وصف الكتاب الكاتب الأميركي "نعوم تشومسكي"، بالقول "لقد كان هذا الكتاب بحق مناره تشاع أنوارها في الأحوال العصبية".

وأنا أقول أن ما يحدث الآن في قطاع غزة، عبر استغلال ما حدث بتاريخ السابع من اكتوبر لعام ٢٠٢٣، مطابق لما حدث في أرخبيل تشاجوس، فلا غرابه أذن مما يحدث ومما يخطط له، ولا يهم هؤلاء " الغرب"، إراقة الدماء في سبيل تحقيق أهدافهم، حتى لو أبادوا شعوبًا ودول، لذلك علينا أن نعي ما يخطط له جيدًا، والتصدي لهذه الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج والفوضى واذلال شعبنا كجزء من سياسة هدفها إجباره على الرحيل عن وطنه، لقيام القواعد العسكرية والاقتصادية لاستنزاف خيراته،  والتصدي لن يكون من خلال توصيف الواقع والتحذير من تباعاته، بل من خلال خطط واضحة متفق عليها أساساها وحدة وطنية حقيقية وإذا تعجز الفصائل الوطنية من تحقيقها فعلاً الشعب البحث عن بدائل وأفكار جديدة لتحقيق ذلك، لأن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية أهم من كل الفصائل والأحزاب والشخصيات، ومن يريد مصلحة الشعب فعليه التنازل من أجل تحقيق مصلحة الشعب والوطن.