اليوم يعيدون الكرة ولكن عبر ( محاولة اغتيال معنوي ) تستهدف الأخ ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة شخصيًا، لكن الحقيقة أن سيادة الرئيس أبو مازن هدف مباشر لهذه العملية، التي جاءت متزامنة مع تأكيد بنيامين نتنياهو رفض منظومته قيام دولة فلسطينية، ورفض أي وجود رسمي علني لمؤسسات السلطة الفلسطينية في غزة، فمنظومة الاحتلال تسعى لهدم قواعد وركائز مؤسسات دولة فلسطينية رفعت بالكفاح والنضال والعمل والصبر، ليست بالتدمير المباشر وحسب، بل بهدم مصداقية المناضل والقائد الوطني الفلسطيني، وتجريده من أقوى سلاح يمتلكه، وهو القرار الوطني المستقل، عبر تشويه متعمد ومبرمج ومخطط سلفًا، واستغلال الفرص لطرحها على غير حقيقتها، رغم إدراكهم أن المناضل الوطني الفلسطيني ما كان يومًا ولن يكون موظفًا لدى حكومة المنظومة الصهيونية، وإلا لما اعترف نتنياهو بأن إنشاء سلطة وطنية فلسطينية حسب اتفاق اوسلو كان خطرًا على وجود إسرائيل، فساسة وجنرالات هذه المنظومة يعرفون جيدًا أن للشعب الفلسطيني قيادة وطنية مخلصة، وهي التي تحدد المهمات الوطنية للمناضلين في أي بقعة من ارض الوطن، ومعيارها في ذلك طهارة ونقاء السجل النضالي، والولاء المطلق للوطن.

يعرف القاصي والداني بأن الأخ ماجد فرج قائد جهاز ملتزم بعقيدة المؤسسة الأمنية الفلسطينية أولاً، وببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية السياسي، ومعروف بكفاءة مميزة، وانجازات الجهاز بقيادته قد عززت أمن الشعب الفلسطيني، وأكدت ثقة الكثير من دول العالم بالمؤسسة ألأمنية الفلسطينية، ولا ننسى أنه استهدف غدرًا بعبوة ناسفة كبيرة يوم 13 آذار سنة 2018 مع رئيس الوزراء السابق رامي الحمد الله فور دخوله قطاع غزة، من معبر بيت حانون حيث يسيطر( مسلحو حماس الانقلابيين ) على قطاع غزة. لقد تلقفت وسائل اعلام ناطقة بالضاد، وأخرى ممولة بملايين دولارات جماعة الإخوان المسلمين، وفرعهم حماس، (فتنة) القناة 14 الإسرائيلية، التي نشرت خبرًا، حول المناضل القائد الأخ ماجد فرج (أبو بشار) رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطيني، وتبعتها بتحليلات مسمومة مدفوعة الأجر! مستهدفة الصورة الحقيقية لشخصية المناضل الوطني الفلسطيني سواء كان على رأس الهرم السياسي والتنظيمي أو في أي موقع مسئولية، مستغلة حساسية مسار الواقع الفلسطيني، أما الهدف المبتغى فهو دفع المواطن الفلسطيني، للكفر بمبدأ الالتزام الوطني، ورؤية كل ما يتعلق بالنضال والوطن والقضايا العادلة على أنها مجرد سراب، وأن شخصية المناضل الوطني لا وجود لها، أو في الحد الأدنى ايصال المواطن الفلسطيني الى واقع معقد جدًا، حيث لا يقدر على التمييز بين المناضل الذي يعمل وفيًا لقسم الاخلاص لفلسطين، والعمل على تحرير شعبها وأرضها، وبين من أقسم بالولاء لجماعة لا تقر ولا تعترف بالوطن، ولا يرى رؤوسها أرض الوطن فلسطين أكثر من حجم "عود مسواك" كما قال عضو المكتب السياسي لحماس محمود الزهار! فهؤلاء اعضاء في جماعة انشئت أصلاً لخدمة (المشروع الاستعماري الدولي – الصهيوني)، وأن جماعتهم (الإخوانية) مجرد شركة بإدارة تنفيذية، يُشحَن موظفها (الفرد في الجماعة) بطاقة طاعة عمياء بلا حدود! حتى لو كان الهلاك مصيره، لذا ليس مستغربًا إسقاط شياطينهم الساكنة في أدمغتهم وقلوبهم ونفوسهم، وما فيهم من (رذيلة التبعية) للأجنبي على غيرهم، أما حملتهم على الأخ المناضل ماجد فرج (أبو بشار ) فهي ليست جديدة، فكل مناضل وطني فلسطيني، خالفهم الرأي والموقف، والمنهج، وكشف عورة جماعتهم وارتباطاتها مع دول وقوى خارجية، كان ومازال هدفًا، يسلطون دعايتهم القذرة علي، مثل اصطناع التهم بالخيانة والفساد وغيرها الكثير.

المناضل الوطني الفلسطيني يوظف عقله وروحه وكل ما يملك لخدمة الشعب، ويعمل وفق منهج حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ملتزمًا بمبادئها وبرنامجها السياسي، منتصرًا للأهداف والثوابت الوطنية، فإن كانت منظومة الصهيونية الدينية قد وجدت وأوجدت موظفين على رأس قيادة حماس يعملون لصالحها، فهذا لن يجدوه أبدا في أي مستوى من قيادة مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية حتى لو غبوا مياه البحر الميت.