عقد مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الثلاثاء، جلسة مناقشة مفتوحة، على المستوى الوزاري، حول "الوضع في الشرق الأوسط، بما فيه القضية الفلسطينية"، خاصة ما يشهده قطاع غزة من عدوان إسرائيلي متواصل منذ 109 أيام.

ويشارك في الجلسة التي يترأسها وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني، العديد من الوزراء.

غوتيريش: رفض إسرائيل حل الدولتين "غير مقبول"

واستمع المجلس في مستهل الجلسة إلى إحاطة من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.

ووصف غوتيريش رفض إسرائيل حل الدولتين بأنه "غير مقبول" و"من شأنه أن يطيل أمد الحرب في غزة".

وقال: غوتيريش إن ما سمعناه "الأسبوع الماضي من رفض صريح ومتكرر لحل الدولتين على أعلى المستويات في الحكومة الإسرائيلية غير مقبول".

وأضاف: "أي رفض لقبول حل الدولتين من قبل أي طرف يجب أن يتم رفضه بحزم... إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتلبية التطلعات المشروعة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".

وأشار الأمين العام إلى أن "جميع سكان القطاع يواجهون دمارا على نطاق وسرعة لم يسبق لهما مثيل في التاريخ الحديث".

وأكد أنه "ما من شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".

وقال: إنه مع تفشي الأمراض والجوع والاحتياجات المتزايدة، في منتصف فصل الشتاء، يسعى العاملون في المجال الإنساني التابعون للأمم المتحدة وشركاؤها جاهدين لتقديم المساعدة على الرغم من التحديات الهائلة.

وجدد نداءه من أجل وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، مشيرا إلى أن ذلك سيضمن وصول المساعدات الكافية إلى حيث تمس الحاجة إليها.

الأردن: السلام هو الضمان الوحيد لأمن المنطقة

أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي أنه لا يمكن أن يستمر الاحتلال والعنف والحرب في "ملازمة منطقتنا"، مؤكدا أن السلام هو الضمان الوحيد لأمن وسلامة المنطقة برمتها.

وقال الصفدي: إن الحلول الجزئية لن تحقق ذلك السلام، قائلا إن الحديث عن توجهات محدودة من شأنها أن تجعل غزة خارج الحل الشامل الذي سينهي أيضا الاحتلال في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وغزة، "ببساطة لن ينجح".

وأضاف: "لا يمكن أن يقال لسكان غزة إن عليهم أن يتحملوا مرة أخرى العيش في السجن المفتوح الذي صنعته إسرائيل في غزة لعقود من الزمن".

وتابع: "إننا نواجه لحظة الحقيقة الحاسمة"، مشددا على أنه يتعين على المجتمع الدولي برمته اتخاذ خيار عاجل وهو "إما السماح للحكومة الإسرائيلية بالحكم على المنطقة بمزيد من الصراع، أو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ووضع منطقتنا على طريق لا رجعة فيه نحو السلام".

وأشار إلى أنه لا يوجد نقص في الأفكار المتعلقة بالخطة التي ستحقق السلام، مضيفا أن "هناك نقصا في الإرادة، وإرادة الحكومة الإسرائيلية في السماح للفلسطينيين بحقوقهم غير القابلة للتصرف، وإرادة المجتمع الدولي في تقديم ما هو أكثر من مجرد الكلام عن حل الدولتين".

لبنان: القضية الفلسطينية مفتاح السلم في الشرق الأوسط

وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب دعا إلى إعطاء السلام فرصة حقيقية قبل فوات الأوان، قائلا: "كفانا حروبا وصراعات وقتلا ودمارا". ونبه إلى أن المنطقة لم تنعم بالسلام والأمن على مدى عقود طويلة.

وأوضح أن الحروب والويلات المستمرة تؤكد ضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية بوصفها مفتاح للسلم وبوابة الأمن في الشرق الأوسط، داعيا حكماء وعقلاء العالم إلى الضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية. 

وقال: إن المشاكل التي تواجه المنطقة حاليا تؤكد مجددا أهمية دور اليونيفيل البناء ومنظمة الأمم المتحدة بوصفها ملاذا آمنا للدول الصغيرة مثل لبنان لحماية سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه.

وأوضح أن رؤية بلاده من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في جنوب لبنان تقوم على التطبيق الشامل والكامل للقرار 1701، وفقا لما يلي: إظهار الحدود الدولية الجنوبية المرسمة عام 1923 بين لبنان وفلسطين، ووقف نهائي للخروقات الإسرائيلية لسيادة لبنان وحدوده المعترف بها دوليا، ودعم الأمم المتحدة والدول الصديقة للحكومة اللبنانية في بسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية من خلال تقوية القوات المسلحة، وتسهيل العودة الآمنة والكريمة للنازحين من المناطق الحدودية التي نزحوا منها بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتشجيع ومواكبة اللبنانيين في انتخاب رئيس للجمهورية خلال فترة وجيزة، ووقف الحرب على غزة مما يسهل وضع هذا التصور موضع التنفيذ والبدء بآلية سريعة لإيجاد حل طويل الأجل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وزير الخارجية الفرنسي يدعو إلى "وقف إطلاق النار"

وأكد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني، الذي تتولى بلاده رئاسة المجلس لشهر كانون الثاني/يناير، أن "علينا أن نعمل لصالح السكان المدنيين في غزة وأن نعمل من أجل وقف إطلاق النار".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى إعادة إطلاق عملية السلام بطريقة حاسمة وذات مصداقية. ونحن نعرف معالم الحل: دولتان تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن، داخل حدود آمنة ومعترف بها على أساس حدود عام 1967، وعاصمتهما القدس".

وتابع: "علينا أن نفعل كل شيء لتجنب اشتعال المنطقة وامتداد الصراع".

 

وزير الخارجية الجزائري: يجب وضع حد لسفك الدماء في غزة

وأكد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، ضرورة "وضع حد لسفك الدماء في غزة".

وقال عطاف: "يتعين على البشرية أن تواجه ثلاثة تحديات. أولا: يجب احترام القرارات والقوانين والتشريعات. ويتمثل التحدي الثاني في ضمان عدم اعتقاد أي دولة عضو أن لها الحق في الحصول على معاملة خاصة وحصانة. أما التحدي الثالث فهو إرغام إسرائيل على احترام القانون الدولي ووضع حد للأزمة الحالية في غزة".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى جمع الهيئات القضائية الدولية لتقديم إسرائيل إلى العدالة"، مرحبا بالدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية والمبادرات المماثلة من دول أخرى التي قدمت التماسا إلى المحكمة الجنائية الدولية، داعيًا تلك الهيئات إلى تنفيذ ولايتها.

وتابع: "في الوقت نفسه، ينبغي على جميع أعضاء مجلس الأمن أيضا أن يتحملوا مسؤولياتهم، فلا شك أن الأولوية العاجلة هي ضمان وقف إطلاق النار والعمل بسرعة لتحقيق حل الدولتين".

وقال عطاف: "للحفاظ على أساس حل الدولتين، ندعو إلى أن حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة".

 

وزير الخارجية الروسي: من حق الفلسطينيين أن يقرروا مستقبلهم بأنفسهم

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن مجلس الأمن الدولي لم يقدم بعد استجابة كافية لإنهاء الصراع واتخاذ خطوات لمنع المزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط بسبب موقف الولايات المتحدة، التي تستخدم حق النقض ضد قرارات وقف إطلاق النار، مما يعطي صلاحيات انتقائية وتفويض مطلق لمواصلة العقاب الجماعي للفلسطينيين.

وأشار لافروف إلى قلق بلاده بشأن التهجير الجماعي للفلسطينيين، والتأثير البيئي للقصف الإسرائيلي على غزة، والنقص الخطير في وصول المساعدات الإنسانية وسط مخاطر عالية من انتشار الأوبئة، موضحًا أن روسيا أرسلت مئات الأطنان من المساعدات إلى القطاع وتدعم جهود وكالات الأمم المتحدة على الأرض.

وأضاف: "إن عجز المجلس عن التحرك يعني أن الصراع ينتشر في المنطقة، مما يمثل مخاطر جديدة على الأمن الدولي، بما في ذلك هجمات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على اليمن والضربات الإسرائيلية على سوريا".

وتابع: في الوقت نفسه، تركّز دعوات الوفود الغربية على "اليوم التالي" بدلاً من وقف إطلاق النار. وفي هذا السياق، يجب على المجلس أن يواصل الدعوة إلى وقف إطلاق النار. وإلى أن يحدث هذا، فإن المناقشات حول "اليوم التالي" لا طائل من ورائها.

وأكد أن من حق الفلسطينيين أن يقرروا مستقبلهم بأنفسهم، مضيفا "أعتقد أن هذا ما يسميه زملاؤنا الغربيون بالديمقراطية".

وأضاف: أنه في كل مرة تتخذ فيها الولايات المتحدة إجراءً أحاديًا في الشرق الأوسط، فإن مفاوضاتها "المكوكية" المنفصلة تنتهي "بتصعيد أكثر دموية من أي وقت مضى"، مؤكدًا أن روسيا تدعم عقد مؤتمر دولي "يمكن أن يتوصل إلى حلول" لقضايا الشرق الأوسط.

 

رئيس وزراء سيراليون: نرفض أي محاولة لتهجير الفلسطينيين بشكل مؤقت أو دائم

وأعرب رئيس وزراء سيراليون، ديفيد موينينا سينجيه، عن قلق بلاده من التصريحات الإسرائيلية الداعية إلى التهجير القسري للفلسطينيين، بالتزامن مع الحرب على قطاع غزة.

وقال: "إننا ندين هذه التصريحات ونرفض أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية سواء بشكل مؤقت أو دائم"، داعيا إلى محاسبة جميع المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي، وخاصة القانون الإنساني الدولي.

وشدد على ضرورة مواصلة استكشاف جميع السبل الدبلوماسية والسياسية نحو إيجاد حل عادل ودائم، على أساس مبدأ "حل الدولتين".

 

المملكة المتحدة تدعو إلى وقف مستدام لإطلاق النار

​ وقال وزير الدولة في وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة طارق أحمد، إن الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم يوميا حيث يواجه مئات الآلاف هناك خطر المجاعة.

وأضاف: "بصراحة، معاناتهم غير مقبولة وأولويتنا يجب أن تكون التخفيف منها".

وفي إشارة إلى قرار مجلس الأمن رقم 2720، طالب أحمد بزيادة تدفق المساعدات إلى غزة بشكل كبير، بما في ذلك من خلال فتح مزيد من المعابر.

ودعا جميع أعضاء المجلس إلى العمل بشكل جماعي من أجل التوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار.

 

الولايات المتحدة: "لا يمكن أن يكون هناك تهجير قسري للمدنيين" من غزة

وقالت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان عزرا زيا: إن "جهود واشنطن لخفض التصعيد مستمرة"، مجددة التأكيد على أنه "لا يمكن أن يكون هناك تهجير قسري للمدنيين" من قطاع غزة.

وأضافت: أن الولايات المتحدة تطالب دوما ببذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين والالتزام بالقانون الدولي، مضيفة أن الأمم المتحدة وغيرها من العاملين في المجال الإنساني يحتاجون أيضًا إلى حماية أكبر.

وأكدت أن "حل الدولتين هو الضامن الوحيد لإنهاء هذا العنف. مرة واحدة وإلى الأبد".

 

موزمبيق: يجب أن نضع حدا للكارثة في غزة

وقال مندوب موزمبيق الدائم لدى الأمم المتحدة بيدرو كوميساريو: إن "الوضع الحالي يتطلب وقفًا فوريًا وعاجلًا لإطلاق النار لأسباب إنسانية..وإنهاء الصراع في نهاية المطاف".

وأضاف: "في منطقة مضطربة مثل الشرق الأوسط، حيث الصراع يولّد الصراع، علينا أن نكون حذرين وحكيمين في كل خطوة نتخذها".

وتابع: "نحن بحاجة إلى تجنب العواقب السياسية والأمنية التي لا يمكن تصورها والتي يمكن أن تعرض السلام والأمن الدوليين للخطر."

وقال: كأعضاء في مجلس الأمن، "من واجبنا أن نتكاتف" و"نضع حدًا للكارثة في غزة"..نحتاج جميعًا إلى المساهمة في السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

 

اليابان: حل الدولتين أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى

أعرب المبعوث الخاص لحكومة اليابان إيمورا تسوكاسا، عن أمله في "اتخاذ إجراءات عاجلة لخفض التصعيد".

وقال: "لدينا مسؤولية لا يمكن إنكارها تجاه العديد من الأرواح الهشة وتاريخنا..نحن على مفترق طرق بشأن ما إذا كانت هذه الصراعات ستتحول إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق. يجب أن نوقف ذلك."

وأضاف :أنه من أجل معالجة كل هذه التحديات الخطيرة، فإن حل الدولتين أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.

 

الصين تدعو إلى منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة

قال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون إن الاجتماع يجب أن يبعث برسالة وحدة ووضوح.

وأضاف: "على الرغم من الإجماع الدولي على وقف فوري لإطلاق النار، فإن استخدام حق النقض من قبل الأعضاء الدائمين أثناء المناقشات حول القرارات السابقة المتعلقة بغزة، يعيق جميع الجهود".

وتابع: "إن ما ينقصنا هو الإرادة السياسية والتصميم"، داعيا المجلس إلى أخذ زمام المبادرة بإلحاح لاستعادة السلام.

وأكد مجددا أن "الوقف الفوري لإطلاق النار يجب أن يعتبر الأولوية. وينبغي لجميع أعضاء المجتمع الدولي ألا يدخروا أي جهد دبلوماسي لتعزيز إسكات الأسلحة ومنع المزيد من امتداد الصراع إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط بأكمله".

وأشار إلى أنه "يجب تنشيط حل الدولتين لتحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل"، مؤكدًا أنه "غير المقبول أن ترفض القيادة الإسرائيلية هذا الحل".

وقال: "من أجل زيادة الضغوط وجعلها واقعا، لا بد من منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة"، مؤكدًا أن الصين ستواصل الضغط على مجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

 

الإكوادور: كل كلمة أو فعل يقوّض إمكانية "حل الدولتين" يساهم في إدامة الصراع

وقال مندوب الإكوادور لدى الأمم المتحدة خوسيه خافيير دي لا جاسكا، إن منع المعاناة والموت الناجم عن الحروب هو السبب وراء إنشاء الأمم المتحدة قبل أكثر من 78 عاما، مؤكدًا أن الحرب الحالية على قطاع غزة "يجب أن تكون الحرب الأخيرة في هذا الصراع الطويل".

وأضاف: "يجب أن يكون هدفنا هو تهيئة الظروف للتقدم نحو حل سلمي وتفاوضي ونهائي وعادل للطرفين، على أساس حل دولتين".

وتابع: "إن كل كلمة أو فعل يقوض إمكانية حل الدولتين يساهم في إدامة الصراع وليس في تحسين الأمن. ويجب أن يكون هذا واضحًا للجميع، بعد سنوات عديدة من العنف والموت".

وتأتي هذه الجلسة في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية وتزداد الاحتياجات في قطاع غزة، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى نحو 25,450 شهيدا، فيما أصيب ما يقرب من 63 ألفا بجراح منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، في حصيلة غير نهائية.

وذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن عدد النازحين داخل قطاع غزة يبلغ 1.7 مليون شخص. وقالت إن 335 شخصا منهم على الأقل استشهدوا أثناء وجودهم في منشآت تابعة لها. ويُذكر أن 151 موظفا مع "الأونروا" قد استشهدوا في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.