يصادف اليوم الأحد، الذكرى الــ 35 لاستشهاد القائد الكبير  خليل الوزير "أبو جهاد" نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، وقائد جهاز الأرض المحتلة (القطاع الغربي)، الذي اغتيل بعملية عسكرية وأمنية كبيرة نفذتها وحدة "سييريت ماتكال" الصهيونية، التي تسللت فجر السادس عشر من نيسان 1988، بقيادة رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إيهود باراك إلى  منزله عبر شاطئ تونس.

لقد ظن قادة الاحتلال الصهيوني، أن اغتيال القائد الكبير أبو جهاد الوزير، يمكنهم من إخماد نار الإنتفاضة التي أعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة ، وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية أيضاً في المحافل الدولية، والذي كان للقائد الكبير الشهيد أبو جهاد الوزير الدور الأبرز في هندسة وتنظيم أطرها الشعبية والقيادية، ومتابعة أدق تفاصيلها، بالتواصل المستمر مع قادتها ساعة بساعة، حيث كان القائد خليل الوزير يشكل صلة الوصل بين قادة الانتفاضة في فلسطين المحتلة والقيادة الفلسطينية وعلى رأسها القائد الرئيس الشهيد ياسر عرفات أبو عمار، ولكن كان الرد الفلسطيني على عملية الاغتيال الجبانة كبيراً وعظيماً، حيث تصاعد الكفاح الوطني الفلسطيني، وتصاعدت الإنتفاضة، وعمت المظاهرات والمواجهات والاضرابات والمسيرات الجنائزية في كافة المدن والقرى والبلدات الفلسطينية المحتلة استنكاراً واحتجاجاً على اغتيال القائد ابو جهاد الوزير.

اليوم ونحن نحيي الذكرى الخامسة والثلاثون  لاستشهاد القائد الكبير خليل الوزير ابو جهاد، نستذكر مشاهد القتل والتصفيات الميدانية والاعتقالات الاسرائيلي الصهيونية لأبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس، ونتذكر معها سياسة "تكسير العظام" التي اتبعها الجنود الصهاينة بحق راشقي الحجارة في عهد وزير  جيش الاحتلال الاسرائيلي آنذاك إسحاق رابين، والتي مازلت بعض مشاهدها التي نقلتها وسائل إعلام عالمية، حاضرة في الأذهان إلى يومنا هذا، خاصة وأن هذه المشاهد الإجرامية تتكرر اليوم وبشكل افظع واكثر اجراماً وإرهاباً من قبل قوات الاحتلال الصهيوني وفلول المستوطنين الاوباش، ضد شعبنا في الضفة والقدس،وتزايدت عمليات القتل والتصفية الميدانية التي لم تستثني ولم تفرق بين فلسطيني وآخر، بالاضافة إلى عمليات الهدم وتفجير المنازل بالقذائف المدفعية والطائرات الحربية، وازداد أيضاً حجم سرقة الاراضي، وتوسعت رقعة الاستيطان حيث وصلت إلى اكثر من ٤٠ % من أراضي الضفة والقدس، وحصار اهلنا في قطاع غزة وتحويل حياتهم ومعيشتهم إلى جحيم، فضلاً عن الإعتداءات المتواصلة والمتكررة على المقدسات الدينية المسيحية والإسلامية، والاقتحامات التي يقوم بها المستوطنين الصهاينة للمسجد الأقصى الشريف بحماية الشرطة وقوات جيش الاحتلال الصهيوني العسكرية، الذين يعتدون وينكلون بالمعتكفين والمصلين فيه، مستخدمين الهراوات والرصاص المطاطي والحي وقنابل الغاز والمياه العادمة.  

إن الإرث النضالي  والكفاحي للشهيد القائد أبو جهاد الوزير، سيبقى لدى شعبنا مُصان. وسَيستَمر بالتوارث بين الاجيال، جيلاً بعد جيل، وستبقى ذكراه الطيبة خالدة في ضمير ووجدان كل أبناء شعبنا وشعوبنا العربية والاسلامية، وخالدة أيضاً في ضمير ووجدان كل أحرار العالم، وسيأتي ذاك اليوم الذي ستتحقق فيه الاهداف الوطنية الفلسطينية، المتمثلة بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، هذه الاهداف والثوابت والمبادئ التي آمن بها القائد الشهيد ابو جهاد الوزير وتمسك بها حتى الرمق الاخير من حياته المليئة بالعطاء والتفاني والإخلاص لشعبنا ولقضيته ولحقوقه المشروعة.

 التحية لجماهير شعبنا الصامدين الصابرين المتمسكين بالأرض الفلسطينية وبالحقوق المشروعة لشعبنا .

المجد لروح القائد الشهيد خليل الوزير أبو جهاد.

المجد لكل الشهداء الذين سقطوا على أرض ودرب فلسطين.

الحرية للأسرى والمعتقلين.

وإنها لثورة حتى النصر