نعتقد ونحن بكامل قوانا العقلية الوطنية، أن الجماعات المستخدمة للدين على رأسهم (الاخوان المسلمين) وفرعهم في فلسطين المسمى حماس، وأحزاب ودول في المنطقة أطاحت الانتماء الوطني أرضا، ورفعت المذهبية، يسترون أهدافهم الحقيقة بقناع الجهاد والمقاومة، يجمعهم هدف واحد هو: منع قيامة الانتماء الوطني، وتجسد وحدة وهوية الشعب الفلسطيني في بقاع أرض وطنه التاريخي والطبيعي، وقطع الطريق على ثورة الشعب الفلسطيني وحركة تحرره الوطنية من تأكيد ارتباط اللاجئ الفلسطيني بأرضه وإيمانه الثابت بحقه في العودة، الذي من أجله اطلقت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الثورة الفلسطينية المعاصرة، وعممت نموذج الفلسطيني  والعربي الفدائي المناضل، بعد سبعة عشر عامًا من (نكبة الـ48)، فما حدث من مؤامرات لمنع مسيرة الثورة منذ انطلاقها في العام 1965 وما يحدث من مؤامرات اليوم لضرب قواعد حركة التحرر الوطنية  الفلسطينية الجماهيرية بعد تحول مبدأ المقاومة الشعبية السلمية الى منهج متعدد الأساليب والوسائل، شمل كل فلسطين التاريخية، ابتداء من صمود اسطوري لجزء كبير من شعبنا في الجليل والنقب ومدن الساحل حيفا وعكا ويافا وكذلك في اللد والرملة، لا يمكننا اعتباره إلا محاولة سطو وسرقة في وضح النهار لتضحيات ودماء ومعاناة وصبر وصمود الشعب الفلسطيني، سرقة ينفذها لصوص صغار احترفوا التمويه بأقنعة دينية، لصالح لصوص كبار في المنطقة، يشتغلون لصالح اللص الاستعماري الأكبر الذي ما عليه إلا اصدار الأوامر في اللحظات المناسبة للمستخدمين في هذه المهمات لتنفيذ خطته التي لا يعرف الأجراء الرخيصون عن تفاصليها سوى علمهم انهم سيقبضون مقابل اتعابهم. 
سرقوا هبة الكرامة الشعبية الفلسطينية من أجل القدس التي شملت كل فلسطين من نهرها الى بحرها، وبعدما سار الملايين بمظاهرات غير مسبوقة في شوارع الدول العظمى المسؤولة عن نكبتنا  كلندن وواشنطن تأييدا لكفاح شعبنا، وتضامنا مع اهلنا في حي الشيخ جراح في القدس، حينها طلع علينا كبير الاجراء من جماعة الاخوان الحمساويين (يحيى السنوار) ليتحدث عن الرقم المبهم (1111).
واليوم يسرقون هبة الجماهير الفلسطينية وانتصارها للقدس والمقدسات: المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، بعدما ثبت للعالم أن عقدة التاريخ والعقيدة الروحية لدى منظومة الاحتلال والاستيطان الصهيوني العنصري، عندما قيدت حرية وصول المواطنين الفلسطينيين المسيحيين والمؤمنين القادمين من خارج فلسطين للحج بمناسبة قيامة المسيح إلى كنيسة القيامة المجاورة للمسجد الأقصى الذي شهدت باحاته مواجهات بين مواطنين مؤمنين بحقهم في التواجد والصلاة متى شاءوا في المسجد القبلي والحرم القدسي وتحديدا في شهر رمضان.. فسلطة الاحتلال (اسرائيل) تجد نفسها منفصلة عن تاريخ وثقافة الأمم في مثل هذه المناسبات، وهي التي لا تملك أكثر من تقاليد وتعاميم مستوطنين وجماعات دينية يهودية متطرفة، متشوقة لإشعال المنطقة بحرب دينية دموية مدمرة، على عكس الفلسطينيين الذين يفتخرون بأنهم مؤتمنون على أهم رموز دينية لدى آلاف الملايين من المؤمنين في العالم المسيحيين والمسلمين.. لكن ثبت لنا أن جماعة الإخوان المسلمين تشارك المنظومة عقدة النقص، في ظل اتجاه وطني شامل في الحرص على المقدسات، دون النظر الى فئوية حزبية أو تنظيمية أو ذات صلة بالجماعة، فسارعوا لسرقة هذا التوهج الوطني المشع بالإيمان الحقيقي (اللامزيف) و(اللامسيس) خشية انكشاف عورتهم، فعادوا الى نغمة (1111) بمساندة صدى من خارج الحدود يحمل رقما مبهما ايضا (4444)، الأمر الذي لفت وحرف الانظار عن جوهر معركة الوجود الثقافي مع المشروع الصهيوني العنصري عبر تثبيت حق المواطنين الفلسطينيين في المسؤولية الكاملة عن أماكن عبادتهم، وإظهار الوجه الحقيقي للعنصرية الاسرائيلية التي لا تفرق بين مسيحي ومسلم مادام كلاهما مؤمنًا بهويته الوطنية الفلسطينية، وثقافته الانسانية. 
ما يحدث لصوصية منظمة على مستوى دولي عال، وسرقة علنية، انكشفت بمكالمات السنوار مع بنيامين نتنياهو ورسائله له، وبحرص جماعة الاخوان المسلمين فرع فلسطين مجموعة منصور عباس (القائمة الموحدة) على ابقاء حكومة نفتالي بينيت على قيد الرزنامة حتى الآن استجابة لرغبة البيت الأبيض المعني بعدم رؤية نتنياهو مجددا في سدة الحكم في (اسرائيل).
الحذر واليقظة واجبان، لكن يجب رفعهما الى اقصى الدرجات والتحلي بصبر أثناء قراءة دقيقة وعميقة لمعنى وتوقيت التصريحات الرقمية المبهمة هذه وغيرها من جماعة مستخدمي الدين من كل مذاهبهم أو ممن يساندهم، لأننا سنكتشف أننا امام سراق ولصوص محليين اشد خطرًا علينا من اللصوص الصهاينة الغزاة والاستعماريين الكبار. 

 

المصدر: الحياة الجديدة