المراسيم التي أصدرها الرئيس أبو مازن، لقيت على الصعيد الوطني، وعلى الصعيد العربي والإسلامي والعالمي اهتمامًا واسع النطاق، وترحيبًا يؤكد أن هذه المراسيم التي صدرت وحددت تواريخ إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية على التوالي هي أعلى درجة من درجات النجاح للحوار الوطني الذي بدأناه بقوة في لقاءات الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية وللحوار الوطني الذي أجريناه بدرجة عالية من النجاح في العديد من الدول الصديقة في تركيا وسوريا ومصر، وكان الحوار الذي جرى في هذه الدول يؤكد أن الحوار الذي جرى مطولا قام على أرضية قوية من الوعي، ومن عمق الفهم للتجارب التي مررنا بها، وقوة الإيمان بضرورة طي صفحة الانقسام الأسود الذي عاش طوال هذه السنوات، وما كنا نظن أنه يمكن أن يعيش لمدة خمسة عشر عامًا، ولكنه عاش، واستشرى بفعل تعدد الأطراف التي دست اصابعها الخبيثة فيه، وكانت تعتمد عليه في تمرر مخططاتها الخبيثة ضد شعبنا وقضيتنا وقيادتنا، ولكن وعينا الفلسطيني أضاء لنا الطريق، والحمد لله على ذلك كثيرًا.

بعض المتحدثين البغيضين الذين يقتاتون على هوامش الوجع الفلسطيني يكررون أنفسهم ضد أي لحظة انتصار فلسطينية، من خلال تكرار مقولات محملة أشهرها مقولة الحوار الوطني، فهم يقولون اليوم أن الانتخابات لا تعني المصالحة، ولا تعني إنهاء الانقسام، ويجب أن نبدأ بالحوار الوطني قبل الانتخابات! يا الهي، ما هذا؟ أو لم نقم بالحوار الوطني لسنوات، سنوات وجولات إثر جولات؟ وهل الاتفاق على إجراء الانتخابات، وإصدار المراسيم بشأنها ليس ناتجًا عن حوار وطني؟

المجانين يصرخون والقافلة تسير، نعرف ذلك منذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه الثورة الفلسطينية المعاصرة، وكثير من القوى في العالم ينظر إلينا بإعجاب يصل إلى حد الحسد،  كيف أن هؤلاء الفلسطينيين يمضون قدمًا في ديمقراطيتهم، فبينما تخوض الديمقراطية في أميركا معارك طاحنة وخسائر كبيرة وقد تصل إلى حد الكارثة، وعند جيراننا الإسرائيليين ديمقراطيتهم أصبحت مثارًا للأقاويل.

سنمضي قدمًا، ونستعد بأعلى درجات الاستعداد الإيجابي، وسنترك هؤلاء الذين يريدون أنه لو قابل الفلسطيني جاره ألا يقول له مرحبًا إلا بعد حوار وطني، ويا أيها الحوار الوطني، ساعدك الله،  فكم من الجرائم ترتكب باسمك الجميل؟.