في خضم الأزمات والكوارث تسقط الانتماءات والمحاور وأحيانًا العداوات وتسود روح الإخاء والتعاون وسرعة المبادرة بين الشعوب والبلدان لرفع آثار الكوارث التي تصيب بلد ما. وكما يقول المثل الشعبي الأحزان والكوارث تجمع وتسقط المحاور والحدود وحتى المحذور منها.

لن نقابل سلبية البعض الغريزية العدوانية بنخوتنا العربية الأصيلة ومحبتنا لأهلنا اللبنانيين . وبعيدًا عن الانفعال وردّة الفعل التي تؤجّج النفوس لا بدّ من الاستمرار في تقديم كافة أشكال الدعم للأشقاء اللبنانيين لمواجهة الكارثة التي عصفت ببلدنا الثاني لبنان لنثبت بأننا فلسطينيي الانتماء ولبنانيي الهوى .

لم تكن المشاركة الفلسطينية في إزالة آثار الانفجار الكارثي رفع عتب أو رد جميل إنما مشاركة طبيعية تنمّ عن حبٍّ للبنان وأهله وبالتحديد أهل بيروت الصمود شريكتنا في مواجهة الاجتياح الإسرائيلي  عام 1982 نحن نشارك في بلسمة الجراح ورفع المعاناة وركام كارثة عظيمة حلّت على مرفأ مدينة بيروت وأحيائها السكنية.

نحن شعب تربطنا شراكة الدم الواحد وأواصر المصاهرة ولقمة العيش واللغة الواحدة ووحدة المصير وشراكة في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان وفلسطين والدفاع عن لبنان. إذًا إننا لا نعمل تحت تأثير الغريزة الانفعالية والانعزالية التي ما زالت موجودة  وتكمن في بعض النفوس نحن أهل النخوة والحميّة. نحن فلسطينيّي مخيمات لبنان نقوم بواجبنا الإنساني الحضاري.

مكانس الشباب والصبايا وخراطيم إطفاء الحرائق التي انطلقت من المخيمات الفلسطينية لم تقفل فوّهاتها، والمكانس لن تتوقف عن كنس ركام الكارثة، مؤسسات الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني كانا في طليعة فرق إخماد النيران وتضمّيد الجراح، سنستمر كما عهدنا شعبنا اللبناني المنكوب.

شكرًا فلسطين قيادة وشعبًا

جمال حسين عيسى الحسني