تقرير: أمل حرب
خرق صوت جرافات الاحتلال هدوء الليل في بلدة بيت كاحل شمال الخليل.. وتصاعد غبار المباني مع صوت الضجيج.. وآلام العائلات المنكوبة.. التي أضحت تفترش العراء.
أربعة منازل هدمها الاحتلال تعود لعائلات أربعة معتقلين من البلدة، يوسف سعيد عطية زهور، والأخوين قاسم وأحمد عارف عصافرة، ونصير عصافرة، يتهمهم الاحتلال بالمسؤولية عن مقتل جندي قرب المجمع الاستيطاني "غوش عتصيون"، في شهر آب الماضي.
وقال والد الأسيرين قاسم، وأحمد عارف عصافرة، إن مئات الجنود داهموا البلدة وأعلنوها منطقة عسكرية مغلقة، وأتاحوا المجال لآلياتهم العسكرية لتنفيذ أمر الهدم المجحف بحق منازل عائلات الاسرى.
وأضاف: "أقدم مجموعة من الجنود على فتح باب المنزل "بالعتلة" وقاموا ببعض الاجراءات في المكان قبل أن تبدأ الجرافات بعملية الهدم، بدأت بيت قاسم المعتقل هو وزوجته".
وبصوت يعتصره الالم تابع: "لا يوجد مأوى نعيش فيه بعد هدم المنزلين، أحد عشر فردا أضحوا بلا مأوى.. أين سيذهبون؟"
بدوره، تحدث والد الأسير سعيد عطية الزهور، عن مأساته بهدم منزل العائلة وتشريد 8 أفراد، قائلا: "فرغنا البيت من محتوياته قدر المستطاع، بينما دخل المنزل أفراد من وحدة الهندسة العسكرية، فصلوا خطوط الماء والكهرباء تمهيدا لهدمه".
وتابع: "تطاير الغبار من نهش الجرافات الكاسرة لمنزل بنياناه بتعبنا وشقانا، وخلال دقائق أصبح من الماضي هنا كان منزلنا".
من جهته، قال رئيس بلدية بيت كاحل معين الزهور: "إن ما حدث في البلدة جريمة بربرية، ضمن سياسة احتلالية مرفوضة، روع الاحتلال خلالها الأطفال والأهالي، وشردت عائلات، وهدم البيوت، وفرض سياسة تشريد جماعي بحق هذه العائلات".
وأشار إلى أن العائلات التي تم هدم منازلها هي عائلات مستوره، وبهدم منازلهم أصبح أكثر من 40 فردا بلا مأوى، خاصة أن جزء من العائلات (الأب والأم) معتقلين لدى الاحتلال، وعائلاتهم أصبحت بلا ام ولا اب ولا مسكن.
وأشار إلى دور البلدية والمؤسسات والأهالي في دعم ومؤازرة العائلات المنكوبة، حيث تداعت إلى مساعدة هذه العائلات وتأمين مساكن لهم في ظروف الشتاء الباردة، ودعمهم بالاحتياجات الضرورية.
يشار إلى أن عدد من العائلات نصب الخيام على أطلال منازلهم، تعبيرا عن رفضهم لسياسة الهدم الجائرة، ورسالة بنيتهم إعادة بناء تلك المساكن.