لا زالت فعاليات مواجهة صفقة القرن وبما يسمى بورشتها الإقتصادية التي تحمل إسم "السلام مقابل الإزدهار" وبضمونها ما هي إلاّ إلغاء للحق الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس العربية الإسلامية المسيحية، وحق عودة جميع اللاجئين إلى ديارهم التي هجّروا منها قسراً في العام 48، تتوالى في لبنان ومخيماته فلسطينياً ولبنانياً.

ففي مخيم شاتيلا وبدعوة من منظمة التحرير الفلسطينية، وقبل انطلاق المسيرة تمَّ عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثم ألقيت عدة كلمات، بعد ذلك إنطلقت مسيرة جابت شوارع وأزقة المخيم رافعين العلم الفلسطيني ولافتات رافضة ومنددة بصفقة القرن وورشتها الخيانية، عصر الثلاثاء 24/6/2019 تزامناً مع إنعقاد الورشة التآمرية على الثوابت الوطنية الفلسطينية في العاصمة البحرينية المنامة.

شارك فيها كافة الفصائل والقوى الفلسطينية والإسلامية وممثلون عن الأحزاب الوطنية اللبنانية، وتكتل المستقلين في المجلس الوطني الفلسطيني، وأعضاء قيادة فتح- إقليم لبنان، وحركة فتح- قيادة بيروت، ومسؤول شؤون العائدين في لبنان، وحركة فتح- الشعبة الرئيسية وأطرها التنظيمية والحركية والكشفية والرياضية، ووفد أطباء الاورغواي، ورجال دين وأئمة مساجد، ووفد جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، وحزب الإتحاد، ونشطاء أجانب، وممثلو اللجان الشعبية ووقوى الأمن الوطني الفلسطيني، وممثلو المؤسسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية واللبنانية ووجهاء وفاعليات وأهالي المخيم.

بدايةً ألقى عضو قيادة حركة "فتح"-إقليم لبنان وأمين سر اللجان الشعبية في لبنان أبو إياد الشعلان،  كلمة اللجان الشعبية في لبنان، نقل فيها رسالتين لمن يهمه الأمر: الرسالة الأولى من ذوي الشهداء، شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا والتي تبعد أمتار من هنا والتي ارتكبها العدو الصهيوني وباشراف شارون الذي كان يقود العمليات العسكرية ضد أبناء شعبنا، هؤلاء العائلات الذين دافعوا ودفعوا ثمنًا باهظًا دفاعًا عن المشروع الوطني الفلسطيني، ودفاعًا عن الثورة الفلسطينية انذاك، لقد ذهب شارون وبقي الشعب الفلسطيني ثابتًا وقادرًا على العطاء وقادرًا على التضحيات  وعاد إلى أرض الوطن.

الرسالة الثانية من أهالي وأبناء شهداء القرار الوطني الفلسطيني المستقل، وأيضًا المقبرة التي دفنوا فيها لا تبعد امتارًا من هنا، والذين تجاوز عددهم ٤٠٠ شهيد جميعهم من مخيم شاتيلا، وانتصر القرار الفلسطيني المستقل وعادت حركة "فتح" والثورة الفلسطينية إلى الساحة اللبنانية في الوقت الذي حاول البعض الهيمنة على القرار الوطني الفلسطيني المستقل.

من هنا من مخيم الشهداء نحذر كل من تسول له نفسه بالهيمنة أو التحدث باسم الشعب الفلسطيني، هناك عنوان واحد وحيد هو منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس القائد أبو مازن وهو الحريص والأمين على كل استحقاقات الشعب الفلسطيني وعلى مشروعه الوطني، ونحن من خلال هذه الوقفة والوقفات التي تجري في المخيمات في هذه الفترة للتنديد بصفقة القرن نعمل بكل جهد وبكل قوة بأن نكون إلى جانب قرار السيد الرئيس في مواجهة الصفقة.

ومؤتمر البحرين يقول: "لا تستطيع الدول أن ترفض مقررات مؤتمر المنامة، إنني أقول من مخيم شاتيلا بأنه خاسر، والدليل على ذلك الموقف اللبناني الموحد والذي صدر عن أكثر من شخصية لبنانية مسؤولة وعلى رأسها رئيس مجلس النواب اللبناني دولة الرئيس نبيه بري الذي شكل رافعة بالمواقف التي انسجمت مع موقف الرفض والتنديد سواء على المستوى الشعبي والعربي أو الرسمي حتى نبشر بأن هناك العديد من القوى السياسية البحرينية وقفت وتقف اليوم منددة بمؤتمر المنامة". 

نحن مطمئنون للموقف العربي الواحد، الموقف الفلسطيني الموحد الذي قال لا لصفقة القرن ولا لمؤتمر المنامة، نحن كفلسطينيين مطلوب منا الكثير، مطلوب منا طي صفحة الانقسام الأسود، وإيجاد نظام سياسي واحد لا تعددية سياسية ولا أنظمة سياسية أخرى سوا النظام السياسي الواحد، السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس أبو مازن. نحن بحاجة لموقف عربي موحد حتى نتمكن من مواجهة ما هو قادم من مؤتمر المنامة والقرارات الأميركية ضاربين بعرض الحائط كل المقرارت الشرعية الدولية ومقررات مؤتمرات القمة العربية.

وألقى عضو قيادة حزب طليعة لبنان العربي الإشتراكي أبو القاسم كلمة لبنان، جاء فيها: "اسجل فخري الكامل أن أكون بينكم بوقفتكم هذه لأنني من الذين تعلموا النضال والصبر والثورة في خندق المقاومة الفلسطينية، وأسجل في نفس الوقت اعتذاري أمام عظمة هذا الشعب الذي يمارس على مدار الساعة فعل الشهادة بإصرار وإرادة وصبرعنيد".

أيها الفلسطينيون، أيها الأحرار العظماء لقد قالها الشهيد ياسرعرفات أن فلسطين ستبقى حرة عربية من بحرها إلى نهرها، وليخسأ الخاسئون من حكام العمالة والخيانة، وستبقى فلسطين طالما قادتها يتقدمون إلى الشهادة في الصف الأول، وطالما فيها أمثال آيات الأخرس وفارس عودة وهذا الجيل، الشعب الفلسطيني ما نسي المفتاح ولن ينسى المفتاح، وأبواب فلسطين ستبقى مفاتيحها بأيديكم أنتم.

وألقى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، كلمة الممانعة والرفض، عضو قيادتها السياسية والمسؤول السياسي للجبهة الشعبية في لبنان سمير لوباني، ومما جاء فيها: "التحية للشهداء وللأسرى "لـ٧٠٠٠" الذين أعلنو اليوم الإضراب، ليقولوا لكل العالم فلسطين لن نبيعك ولن نرضى وطناً بديلاً، فلسطين نقسم أننا سنعمل على استرجاعك، فلسطين أيها الجرح النازف فينا منذ 71 عاماً  لن ننساك، راهنوا من سايكس بيكو إلى وعد بلفور إلى ثورة الـ ٣٦ وبقينا صامدين، خرج منا الشيخ عز الدين القسام والحاج أمين الحسيني، وفي الـ 65 خرج المارد الفلسطيني من القمم ليقول اليوم ولادة جديدة وعصر الكفاح والثورة، عصر العطاء الفلسطيني الكبير".

وجئنا اليوم لنقول أن الفلسطيني يريد الرد على العدو في كل مكان، كما قال وديع حداد هذا هو الفلسطيني الذي يرى كل الأمور بعين الثورة بعين النضال، بعين ياسر عرفات وجورج حبش وكل الأبطال الفلسطينيين الذين سقطوا من أجل الأرض".

اليوم جئنا لنقول رغم كل الإجتياحات والضربات والطعنات بقينا مستمرين، أخرجونا من لبنان ليسقطوا الثورة، قالوا بأن الفلسطيني يريد احتلال لبنان، ولكن الفلسطينيين جاؤوا من الجنوب ليدافعوا عن الوحدة وعن بقاء بيروت في الخندق المقاومة، هذا هو الفلسطيني، نحن براء من التوطين ونقول لهم خسئتم، فلسطين هي البوصلة وقضية العرب، الآن وغدًا لن نوقع، لقد سكنا منذ "71" سنة بالخيم والزينكو، كذلك عانينا على أبواب المستشفيات، ولكن بقي شعارنا فلسطين لن ننساك ولن نرض وطنا سواك.

وأشار لوباني أن صفعة القرن منذ العام ٩٥ ليست وليدة اليوم، ولكن الإرادة الفلسطينية وثلة من الأبطال والمجاهدين أسقطوها براية الكفاح المسلح وراية فلسطين، ونقول لن نلقي السلاح طالما فلسطين محتلة، ولن نتخلى عنها، فنحن شعب نمتلك الكرامة والعزة والشهادة ولن نفرط بفلسطين .

نقول لكل الوطنيين الشرفاء الذين وقفوا بجانبنا تحية إكبار وإعزاز من فلسطين، ونطالبكم بالاعتراف بانسانيتنا وإعطائنا بعضاً من الحقوق، وسنبقى نقاتل حتى لو شيعنا كل الشعب الفلسطيني شهداء .