استنكارًا لما تتعرَّض له قضيّتنا الفلسطينية من مؤامرات ومشاريع تصفويّة ممنهَجة، وشجبًا لورشة البحرين الاقتصادية (ورشة الخيانة والذُّل والعار)، وتمسُّكًا بحقوقنا المشروعة، نظَّمت المنظَّمات الشبابية والطُّلّابية الفلسطينية (شبابنا) وقفةً تضامنيّةً مع فلسطين وشعبها وأسراها، يوم الجمعة ٢١-٦-٢٠١٩ في قاعة الشهيد ياسر عرفات بسفارة دولة فلسطين في بيروت، وذلك بحضور ممثِّلي القوى والأحزاب والفصائل الشبابية والطُّلّابية اللبنانية والفلسطينية.
وبدأ الاحتفالُ بالنشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني، ثُمَّ كانت كلمة منظّمة الشباب التقدُّمي، ألقاها نائب الأمين العام عبد الكريم السيد أحمد ممَّا جاء فيها: "فلسطين أرض المقاومة، ولا يمكن أن يعلو أزيز الرصاص وأصوات الشواذ فوق صوت الحقّ، وفوق صوت القدس العربية، عاصمة فلسطين الأبدية. في وقت يُطلُّ علينا أصحاب السلطات ورؤساء الدول بقرارات يُخطِّطون من خلالها لتصفية قضية عربية شريفة، عبَّد طريق نضالها الآلاف من الشهداء والملايين من الأبرياء، عبَّد طريقها جمال عبد الناصر، والشيخ أحمد ياسين، وكمال جنبلاط، والرئيس ياسر عرفات، وكوكبة من الشهداء الذين سقطوا على طريق الدفاع عن فلسطين وعروبتها".
وأضاف: "يطرحون فكرةَ إقامة دولة فلسطينية على أراضٍ عربية، ويُقدّمون أرض فلسطين لأولئك الذين استملكوا في الأرض ما لا يملكون وباتوا يجهزون بوقاحة لنقل السفارات، وإقرار قوانين القومية، ولا يعترفون بحق العودة وبقاء الشعب الذي كان وسيبقى صاحب الأرض".
وألقى يوسف أحمد كلمةَ المنظَّمات الشبابية الفلسطينية فقال: "مرةً جديدةً فلسطين وشعبها هُما الهدف، مرة أخرى تُطلُّ يد الإرهاب والعدوان الأمريكية الإسرائيلية لتعبث وتتآمر على الحقوق الفلسطينية، هذه الحقوق التي مثَّلت على الدوام عنوانًا للكرامة الفلسطينية والعربية، هي محاولات لن يكون مصيرها سوى الفشل المحتَّم نظرًا لتناقضها ليس فقط مع حقوق وتطلُّعات الشعب الفلسطيني، بل ومع إرادة الشعوب الحُرّة التي رفضت المشاركة في هذه الجريمة التي تريد الإدارة الترامبية ارتكابها بالتعاون والتنسيق الكامل مع حكومة التطرُّف والإرهاب الإسرائيلية وتواطؤ بعض الدول العربية تحت عناوين مخادعة ومضلّلة تهدف إلى شطب القضية الفلسطينية بجميع عناوينها عبر ورشة المنامة الاقتصادية".
وأردف: "قالها شعبُنا في الضفة والقدس وفي قطاع غزّة ولبنان وسوريا وفي كلِّ العالم، فلسطين لا تُباع ولا تُشترَى، والقدس ستبقى أرضًا عربية وعاصمةً لدولتنا المستقلة، مهما تعاظمت المؤامرات ومهما تخاذل المتآمرون. وستسقط صفقة ترامب وورشة المنامة تحت أقدام أصغر طفل فلسطيني أبى ويأبى التفريط والمساومة على حقوق آبائه وأجداده".
وألقى كلمة المكتب الطُّلّابي الحركي المركزي نزيه شمّا، ممَّا جاء فيها: "مرّةً جديدةً تسعى الإدارة الأميركية لتمرير مشروع صفقة القرن الإسرائيلية عبر تنظيم ورشة اقتصادية واستثمارية في البحرين تخفي خلفيات سياسية وديمغرافية خطيرة جدًا تحت شعار رفع المستوى الحياتي والمعيشي للشعب الفلسطيني عبر الترويج لمبدأ السلام من أجل الازدهار. إنَّ هذا المؤتمر يعتبر محاولةً مكشوفةً للتمهيد للتطبيع الكامل مع (إسرائيل) دون أن تُقدِّم هذه الأخيرة أي تنازلات في ما خصَّ الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو السماح بعودة اللاجئين إلى أرضهم، ووقف الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وتابع: "أتى الجواب والردُّ الفلسطيني الرسمي والشعبي والفصائلي الموحَّد منذُ التسريبات الأولى لهذه الصفقة المشؤومة واضحًا وحازمًا وجازمًا: (القدس عاصمتنا، لا لشطب "الأونروا"، نعم للوحدة الوطنية الفلسطينية، نعم لحق العودة) وتبعته إجراءات واضحة من الأخ الرئيس أبو مازن بقطع كافّة العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها (إسرائيل) ورفض استقبال أيّ وفد أمريكي لتزداد الضغوط والتهديدات بمزيد من الإجراءات ليس آخرها سرقة وقرصنة أموال الشعب الفلسطيني لتعود بنا عقارب الساعة إلى الوراء إلى المقاطعة إلى رام الله الصمود والعنفوان والتضحية للأسطورة الرمز الشهيد ياسر عرفات الذي دفع حياته ثمنًا لرفضه التنازل عن ثوابتنا الوطنية الفلسطينية".
 وختمَ شمّا كلمته موجِّهًا التحية لشهداء لبنان وفلسطين مؤكِّدًا أنّ قضية الأسرى ستبقى حيّة في وجداننا وضميرنا وفي سلَّم أولويات القيادة الفلسطينية حتى الحُريّة والعودة والدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وقال: "كما صمدنا في اجتياح بيروت، وصنعنا العزّة والكرامة في معركة الكرامة، ستسقط هذه الصفقة بصمود وعنفوان وتضحيات شعبنا وقيادتنا".
#إعلام_حركة_فتح_لبنان