عناوين ومشاريع تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، هناك قرار أمريكي بتمرير صفقة القرن من خلال بعض المشاريع الاقتصادية والاستثمار والوعود الكاذبة على غرار الوعود الأمريكية في السلام المنشود منذ إتفاق كمب ديفيد أوسلو وادي عربة. جميعها، كانت تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتحويل الصراع العربي "الإسرائيلي"، إلى نزاع حدودي بين الدول العربية "وإسرائيل".
لذلك كانت البداية في إنهاء دور مصر في صراع العربي "الإسرائيلي" من خلال إتفاق كمب ديفيد وانسحاب من الضفة الشرقية للقناة السويس وشبه جزيرة سيناء وهو انسحاب مشروط من خلال تحديد عدد القوات المسلحة المصرية وتحديد نوع السلاح في هذه المنطقة، والهدف هو إبعاد مصر بشكل خاص في المشاركة في حرب أو عدوان على دول الطوق، وهنا لابد من الإشارة إلى مؤتمر جنيف الذي انعقاد جلسة واحدة بعد حرب أكتوبر عام 1973 بمشاركة مصر سوريا والأردن ولم توجه الدعوة إلى منظمة التحرير الفلسطينية.
حتى هذا المؤتمر لم يكن من أهدافه تحقيق السلام، بل كسر الحاجز النفسي عند النظام الرسمي العربي والجلوس مع "دولة إسرائيل" والخطوة التالية هي حل فردي، وترك القضية الفلسطينية جانباً من خلال خلق صراع داخلي بين العرب والفلسطينيين على من يتفاوض في إعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة الضفة الغربية وقطاع غزة، وأيضاً صراع وخلافات بين الفصائل الفلسطينية حول البرنامج السياسي والتي تبلورت خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني العاشر والذي طرح ما يسمى النقاط العشرة، وانقسام الجانب الفلسطيني بين مؤيد وبين من يرفض ذلك من خلال إنشاء جبهة الرفض.
واليوم يتكرر الموقف من خلال الانقسام الفلسطيني، ولا أعتقد أن الاستمرار في تشخيص التطورات والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية وبشكل خاص رفض صفقة القرن ورفض مؤتمر البحرين تكفي في مواجهة التحديات التي تستهدف القضية الفلسطينية وهويتنا الوطنية لشعبنا الفلسطيني.
لذلك نتطلع إلى إعادة الأولويات على كافة الأصعدة والمستويات على الصعيد الداخلي الفلسطيني الدعوة إلى عقد للقاء عاجل الإطار القيادي الموقت برئاسة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني، والأمناء العامين للفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة من أجل المشاركة الفلسطينية في مواجهة التطورات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والعمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال الشراكة الوطنية، حيث أن ما يجري استهداف الشرعية الفلسطينية والمتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها الوطنية.
ولا أعتقد أنه في ظل الانقسام نستطيع تجاوز هذه المخاطر، ومن جانب آخر من الضروري على إعادة القضية الفلسطينية إلى المشاركة العربية في تحمل المسؤولية في مواجهة التحديات المتمثلة في تصفية القضية الفلسطينية في مقدمة ذلك القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين. وهذا يتطلّب من الدول العربية وبشكل خاص مصر والأردن التأكيد على أن عملية السلام العربية مرفوضة، بدون إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وأن السلام مرفوض بدون عودة هضبة الجولان السورية، وأن السلام منقوص ومرفوض بدون عودة مزارع شبعا في جنوب لبنان، حيث لا يمكن أن يكون سلام واتفاقيات مع "إسرائيل" في ظل تهويد القدس والاعتداءات اليومية والمتكررة على المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين لا يمكن أن يتحقق السلام والاستيطان يتواصل في الضفة الغربية.
كيف يمكن السلام وقطاع غزة في عدوان "إسرائيل" متكرّر حيث أصبح آلاف المصابين الذين فقدوا القدرة على السير مع من يكون حين تقول نيكي هيلي مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية السابقة في مجلس الأمن الدولي، صحيفة "إسرائيل" اليوم في صفقة القرن.. أمن إسرائيل فوق كل شيء.
وهنا أتذكر موقف الراحل الكبير الملك الحسين بن طلال رحمه الله حين جرت محاولة اغتيال خالد مشعل في الأردن قال إن اتفاقية وادي عربه بكفة وحياة المواطن الأردني بكفة، وقد فرض بذلك إنقاذ حياة الأخ خالد مشعل الذي كان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين ورفاقه والآن ألا تستحق القضية الفلسطينية والقدس بلورة موقف عربي موحد في مواجهة تصفية القضية الفلسطينية وفي مقدمتها القدس؟
إنَّ هذا يتطلَّب في الحد الأدنى تجميد اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربه، وموقفًا عربيًّا موحدًا وخاصة من دول المواجهة مصر الأردن وسوريا ولبنان والعراق، أعتقد أن هذا المكون الرئيس في إعادة النهوض العربي خطوة أولى في مواجهة ما يحاك من أخطار تشكل عامل تهديد للأمن القومي العربي.
وهذا يتطلب إلغاء اتفاق أوسلو وملحقاته، بدون تردد وحسابات.