اعتبرت وزارة الثقافة منح الشاعر غسان زقطان جائزة أنور سلمان للإبداع الشعري في دورتها الأولى، إنجازاً يضاف إلى ما يسجله المبدعون الفلسطينيون عامة، والأدباء منهم على وجه الخصوص، كما يؤكد على الحضور البهي للشعر الفلسطيني على الخريطة العربية، علاوة على الخريطة العالمية، ويضيف إلى مسيرة زقطان الذي سبق وأن حاز جائزة "غريفين" العالمية رفيعة المستوى، قبل سنوات، وهي مسيرة حافلة بالإبداع.

وأشارت الوزارة، في بيان لها، اليوم الخميس، الى أن الإبداع الفلسطيني يحفر يوماً بعد يوم، بحروف من ذهب، وشماً على جسد المشهد الإبداعي العربي والعالمي، بتحقيق المزيد من الإنجازات، ليس على مستوى الجوائز الأدبية والإبداعية فحسب، بل على مستوى النص نفسه، ويكرس نفسه بوصفه أداة مقاومة على مدار العقود الماضية، وأداة إبداع إنسانية الأبعاد والدلالات في آن، وهذا ينسجم مع حقيقة أن الثقافة أداة صمود وتحدٍ ومقاومة، وأن القضية الفلسطينية هي بالأساس إنسانية، وأن صراعنا مع الاحتلال هو صراع ثقافي حضاري فكري.

وأضاف البيان: إن فوز زقطان بهذه الجائزة العربية بدورتها الأولى، لهو تأكيد على أن الشعر الفلسطيني كما كامل صنوف الإبداع الفلسطيني بخير، وأن المبدع الفلسطيني قادر عبر قصائده أو رواياته أو أفلامه أو مسرحياته أو استعارته لتراثه أو محاكاته لفنون العصر، إيصال رسالة أساسية مفادها أننا هنا باقون، وأننا نبدع لأننا نملك من جذوة الإبداع الكثير، ولأننا نحمل كل هذا التوهج فينا إلى العالم.

وجاء الإعلان عن الجائزة بالتزامن مع الذكرى السنوية الثالثة لرحيل الشاعر اللبناني، حيث أعلنت مؤسسة ا?نور سلمان الثقافية في بيروت، اليوم، قرار اللجنة التحكيمية للجائزة في ختام مداولاتها حول اللائحة القصيرة للترشيحات التي وردت إليها من مختلف الدول العربية في مجالي الشعر العربي والشعر المتكامل مع عمل موسيقي.

وبنت اللجنة اختيارها الشاعر غسان زقطان على مجموعة من العناصر، وذلك لتميُّز تجربته التي تجمع بين الوضوح الأليف، وبين الغنى الدلالي واللغة المفتوحة على التأويل، إذ يستند شعر زقطان إلى معرفة عميقة بالمنجز الشعري العربي وإيقاعاته، يتّصل بالحداثة من خلال احتفائه بيوميات الحياة وتفاصيلها وأحوالها المتبدّلة، حيث لا تحضر فلسطين في هذه التجربة بوصفها شعاراً سياسياً أو منصّة للخطابة الحماسية، بل بوصفها أماكن وأزمنة مشظاة يعمل الشاعر على تظهيرها وتأبيدها في الحنين والذاكرة.